عمان - بترا
يتناول كتاب " المرأة وعالم نجيب محفوظ " للاديب والناقد الاماراتي عبد الاله عبد القادر صورة المرأة في ادب نجيب محفوظ على نحو فريد ومتمكن في الاحاطة في اشتغالات محفوظ على دواخليات المرأة في حراكها اليومي بواقع بيئتها الاجتماعي والسياسي والثقافي .
يستهل المؤلف الكتاب الصادر ضمن سلسلة كتاب مجلة دبي الثقافية بالتأكيد على براعة محفوظ في رسم صورة دقيقة وامينة للمجتمع المصري بمراحل مختلفة التطور عبر تنوع علاقاته وصراعاته ونزعاته الاجتماعية التي انعكست في قصصه ورواياته بشكل واضح وتفصيلي.
يرى عبدالقادر ان مجتمع محفوظ الروائي غني ومفتوح وفيه غزارة في التناول الذي يتحدد في كثير من الاحيان بخطوط رقابية الا ان حرفيته تستطيع الالتفات عن هذه العوائق وكسر حدتها من خلال طاقته الابداعية في تقديم متواليات وحلقات متصلة بفضاءات تعبيرية تنهل من مفردات تعانق صنوف الابتكار والحداثة في السرد الادبي.
ويربط المؤلف بين تهافت السينما المصرية على ادب نجيب محفوظ كونها ثرية بعناصر واشكاليات الدراما كعلاقات الحب والزواج والانفصال والشغف ومالات الصراع بين الغنى والفقر .
يؤكد الكتاب على الخيال الواسع واللصيق بالقضايا اليومية لمحفوظ وهو يرسم شخوصه على الورق حيث استفاد مما طرحه ستانسلافسكي في طريقة ابداع الشخصيات وفي دروس التركيز المسرحي والتأمل ووظف ذلك في اسلوبية ابداعية دقيقة للمرأة تحديدا الباحثة عن الانعتاق والتحرر من قيود فرضها المجتمع عليها تحت ذرائع عديدة .
يوضح الكتاب ان ازمة المرأة في ادب محفوظ ارتبطت بالمكان وسائر تفاصيله حيث امتلك المدرسة الواقعية بنباهة وفطنة عبر احداث رواياته التي صور فيها طبيعة النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي السائد الذي تكبل فيه المرأة والمجتمع برمته وايضا ممارساته وسلوكياته التي ظلت تحد من انطلاقة المرأة في الحياة.
يبذل الناقد عبد القادر جهدا متسلحا بالتذوق الرفيع لادب محفوظ وجماليات الصراع الدرامي وهو يحلل ويفكك ويعاين في رصد مقنع لنماذج من شخصية المرأة في قصص وروايات محفوظ المتنوعة لكنه يتوقف مطولا في ثلاثيته الشهيرة، لافتا الى ان المرأة فيها امتلكت خصوصية وفرادة جراء انصهارها الاجتماعي والانساني بحثا عن مصير وكينونة لها تواجه فيه مجتمعا دائم التطور والتغيير، وفي النتيجة فان الكتاب رغم محدودية صفحاته الا انه يزخر بنتائج بحث عميق يلبي حاجة المكتبة العربية لهذا النوع من الدراسات النقدية لقامات من الادب العربي الرفيع.
أرسل تعليقك