لكل إنسان شخصيته وطبيعته الخاصة. وقد تبين أن طبيعة الشخصية تؤثر تأثيراً مباشراً على تطور الألم أو السيطرة عليه، فالناس الإيجابيين يتعاملون مع الأزمات بشكل أكثر كفاءة وواقعية.على سبيل المثال، كثيراً ما يردد الإنسان الإيجابي بعض الكلمات التي تدل أنه قوي وثابت في أوقات الأزمات، مثل: لست عاجزاً، أستطيع التعامل مع هذه المشكلة، لدي القدرة على تدبر أمري، أنا مصر على أن أبقى سعيداً وأستمتع بحياتي مهما صعبت الظروف، بل وأن أدخل السعادة في قلوب الآخرين، لا أنتظر الشفقة من أحد، كل ما أريده التفهم والتواصل، أفكر في طرق أفضل للتكيف مع المرض من أجل تحقيق حياة أفضل، ما زال لدي الكثير لأقوم به.
في المقابل تجد الإنسان السلبي محبطاً يائساً محطماً إزاء الأزمات والأمراض، فكثيراً ما يردد عبارات مثل: أنا فاشل، لا يحبني أحد، لا فائدة من العلاج، حظي سيء وسأبقى تعيساً إلى الأبد، أحمل المسؤولية على فلان وفلان، من المستحيل أن أعيش حياة طبيعية وأشعر أنني عبء على الآخرين.
بعض أنواع التفكير السلبي:
- التشخيص، تلوم نفسك أو تلوم الآخرين عند مواجهة أي أزمة تقع معك.
-التعميم، تعتبر أي مشكلة صغيرة بداية إلى سلسلة من المشكلات التي لا يمكنك السيطرة عليها.
- التهويل، توقع الأسوء دائماً مما يدفعك إلى الخوف من مواجهة الواقع.
-التطرف، تنظر إلى الأشياء من حولك إلى أنها سوداء أو بيضاء وليس لديك حل وسط،إما أن تكون في المقدمة أو أنك فاشل.
-سيطرة العواطف، بأن تسمح للعواطف بأن تحكم تصرفاتك وآرائك.
بعض أنواع التفكير الإيجابي:
- تحدي التوقعات، يجب أن تؤمن دائماً أن لك مشكلة حل، ولكل داء دواء، فعليك أن توازن بين الحرص على التميز وبين المرونة والقدرة على التكيف.
-التركيز على الممكن، ليس بوسعك صنع المعجزات ولن تستطيع تغيير العالم من حولك، ولن تغير مزاج رئيسك في العمل أو زوجتك أو أولادك، ولن تحل مشكلة الفقر أو البطالة، كل ما عليك أن تفعله هو أن تحرص أن تكون إنساناً إيجابياً ومواطناً صالحاً وزوجاً طيباً وأباً رحيماً، لا تنتظر المحبة من أحد بل اعمل ما من شأنه أن يقربك من الله والعباد.
-تحفيز اعتبار الذات، مارس كل الوسائل التي تزيد من ثقتك من نفسك، وتقديرك لمعنى الحياة. تكلم إلى صديق تثق به للبوح بأسرارك ومشاعرك، تواصل مع أصدقائك ومع عائلتك، واهتم بأناقتك ومظهرك الخارجي. ضع لنفسك أهدافاً يومية وأسبوعية وشهرية وسنوية واجعلها سهلة التحقيق، وكافئ نفسك لدى تحقيق ما تطمح إليه، حاول أن تمضي بعض الوقت بمساعدة الآخرين وتقديم العون لهم، حاول أن تخوض تجارب جديدة مهما كانت بسيطة مثل زيارة مكان لم تزه من قبل أو التعرف إلى شخص جديد، أو قراءة كتاب جديد، أو ممارسة هواية لم تمارسها من قبل.
- تطوير نظام اجتماعي متميز. لا شك أن التعامل مع الآخرين يثري يومك وروحك بما هو مفيد. لا تتردد بقبول الدعوات إلى المناسبات المختلفة، والتعرف على الآخرين والتواصل مع الآخرين عبر الإتصالات الهاتفية والرسائل والبريد الالكتروني. رسخ ثقتك بنفسك. بادر أنت بالتواصل مع العائلة والأصدقاء بدل أن تلقي اللوم عليهم وتتهمهم بالتقصير والخذلان.
-تحسين القدرة على التواصل. كثيراً ما تحتدم لدينا المشاعر والأفكار فنكبتها ونرفض البوح بها من باب الخجل والتكتم. الأصل أن تبوح بأفكارك ومشاعرك للناس الذين تحبهم، فهذا له دور أساسي في تفريج همك وتخفيف آلامك ومساعدة الآخرين على فهمك أكثر.
- طلب المساعدة. كونك قوياً مستقلاً لا يعني أنك لست بحاجة إلى الآخرين.كل الناس بحاجة إلى بعضهم البعض.أطلب من الآخرين المساعدة حتى لو لم يبادروا هم إلى ذلك.
- الشكر والمجاملة الصادقة. كثيراً ما نغفل إظهار حبنا للآخرين خصوصاً من يقفون معنا في الأوقات الصعبة. تذكر دائماً أن تعبر عن امتنانك وشكرك لمن حولك، ردد ميزاتهم، وأكد لهم امتنانك لما قاموا به.
-حاول أن تحافظ على روتين يومك الطبيعي ما أمكن، وذلك بممارسة نشاطاتك اليومية قدر الإمكان مثل قضاء وقت خارج المنزل لزيارة صديق أو التسوق أو التنزه.
-ممارسة الضحك والمرح، كأن تجلس ضمن جلسة ممتعة أو تشاهد فلماً كوميدياً، أو تمارس هوايات ممتعة.
-الإسترخاء. حاول أن تمارس فن الاسترخاء مثل اللجوء إلى اليوغا أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أو ممارسة العبادة وقراءة القرآن والذكر.
-عند توجهك لتحقيق أهداف تتعلق بوضعك الصحي، حاول أن تحدد أهداف منطقية وسهلة التحقيق وذلك بأن تختار هدف محدد واضح ضمن فترة زمنية محددة، ممكن التحقيق على أن يكون واقعي وقابل للتطوير مع الممارسة.
الأصل أن تبوح بأفكارك ومشاعرك للناس الذين تحبهم، فهذا له دور أساسي في تفريج همك وتخفيف آلامك ومساعدة الآخرين على فهمك أكثر
أرسل تعليقك