مبادرات أهلية لإنقاذ قطاع التعليم في مناطق النزاع في سورية
آخر تحديث 16:46:38 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

مبادرات أهلية لإنقاذ قطاع التعليم في مناطق النزاع في سورية

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - مبادرات أهلية لإنقاذ قطاع التعليم في مناطق النزاع في سورية

دمشق ـ وكالات

باتت المدارس في العديد من المحافظات السورية خالية من جرس يُقرع أو تلميذ يذاكر، بعد أن علا صوت القذائف على صوت العلم. مدارس الحكومة ما زالت تعمل في دمشق، لكن ظهرت مدارس بمبادرات ذاتية في أحياء تسيطر عليها المعارضة. حسب تقرير أصدرته الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، فإن حوالي 2072 مدرسة في سوريا تضررت وأصبحت خارجة عن العمل نتيجة المعارك التي تشهدها المدن. كما تحولت 801 مدرسة إلى ملاجئ للعائلات النازحة من المناطق المضطربة، ما أدى لحرمان آلاف التلاميذ من استكمال دراستهم.ونظرا لاستمرار الصراع في سوريا وترك العديد من الطلاب مدارسهم، لجأ بعض الناشطين المتطوعين في العاصمة دمشق إلى إنشاء مدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة عناصر من المعارضة المسلحة.تقول رنيم، مديرة إحدى هذه المدارس لـ DW عربية: "إن دموع إحدى الفتيات التي منعها أهلها من الذهاب إلى المدرسة خوفاً عليها، كانت سبباً في أن تقرر مع ست وعشرين ناشطة جامعية افتتاح مدرسة سرية". وتضيف رنيم، إنهم  جعلوا شعارها "أطفالنا لن ننساكم"، حيث أصبحت هذه المدرسة الآن تعج بأكثر من 200 تلميذ وتلميذة من الحي، إضافة إلى آخرين نزحوا مع أهاليهم من ريف دمشق.ولم تتوقع رنيم أن تلقى مبادرتها قبولاً كبيراً من سكان الحي، وتقول "في البداية كان التعليم مقتصراً على الإناث فقط، ولكن إصرار الأهالي على إرسال أطفالهم الذكور أيضاً زاد من مسؤوليتنا، فاضطررنا إلى فتح صفوف جديدة رغم إمكانياتنا المحدودة، لاسيما وأن المدرسة قامت في البداية على جهود شخصية، كأن يقدم أحدهم كتباً مستعملة ويتبرع آخر ببعض الدفاتر والأقلام" .وتستخدم معلمات المدرسة المناهج المعتمدة لدى وزارة التربية السورية "إلا أنهن ألغين تدريس أي مادة فيها تمجيد لبطولات الأسد الأب أو الابن"، حسب ما قالته لنا إحدى المعلمات. تعددت الأسباب التي دفعت الأهالي إلى إرسال أولادهم إلى "المدارس السرية"، لاسيما وأنها محمية من عناصر الجيش الحر. وعن سبب إقباله على هذه المرسة يقول الطالب محمود "لم أعد أرغب بالذهاب إلى مدرسة الدولة، لأنها تقع في منطقة تشهد اشتباكات متكررة"، لكنه أصرّ على رغبته في إكمال تعليمه ولو كان في غرفة صغيرة، ويضيف محمود "في مدرستي الجديدة لم أعد أخاف من استجوابي على حاجز لقوات الأمن، فأثناء ذهابي إلى مدرسة الدولة كان بعض العناصر على الحاجز يسألوني عن أسماء المطلوبين في الحي ويحاولون ترهيبي لكي أتكلم". في حين قالت ربى، وهي معلمة في المدرسة، "نحن نحاول زرع الطمأنينة في نفوس الأطفال، فعلى الرغم من خلو المنطقة من الجيش النظامي، إلا أن القصف لا يهدأ وأحيانا تسقط القذائف بالقرب منا".وأشارت ربى إلى أن الطلاب اعتادوا على صوت القصف، وذكرت ما حصل معها في إحدى الدروس، حيث دارت اشتباكات في منطقة قريبة من المدرسة، وأمام صوت أزيز الرصاص، صمت جميع الطلاب للحظة وعم الهدوء، ثم ضحك الجميع بصوت عال وكأن شيئاً لم يكن. روت مديرة المدرسة رنيم لـ DWعربية ماحصل مع عدد من الفتيات في إحدى المدارس، حيث وجدن على جدران مدرستهن عبارات تهديد بغرض تخويفهن، كونهن من أحياء معارضة لنظام الرئيس بشار الأسد، وفي صباح اليوم التالي فوجئن بوجود جثتي رجلين مذبوحين على باب المدرسة، فأصبن بصدمة نفسية وشرعن بالبكاء، ثم قررن عدم الذهاب إلى مدرسة الدولة وفضلن "المدرسة السرية" حيث يحظين فيها بجو نفسي أفضل.لم تلجأ الأحياء الهادئة في دمشق والتي تنعم ببعض الأمن إلى "المدارس السرية"، فمازالت مدارس الدولة تمارس أعمالها وتقدم التسهيلات المتعلقة بتسجيل التلاميذ الذين قدموا من "المناطق الساخنة"، حتى ولو لم تكن بحوزتهم أوراق التسجيل المطلوبة. وقال عبد الرحمن لـDW عربية، وهو أستاذ في إحدى المدارس الحكومية في منطقة الزاهرة، "تضاعف عدد التلاميذ في مدارس دمشق نتيجة قدوم عدد كبير منهم من مناطق الريف، وأدى ذلك إلى زيادة الأعباء على المدرسين، كما أن الصفوف الموجودة لا تستوعب هذا الضغط". ولم تكن مدارس الحكومة بمنأى عن تداعيات العمليات العسكرية، حيث يؤدي قطع الطرق في بعض الأحيان إلى تغيب المدرسين كون بعضهم يقطن في مناطق تشهد اشتباكات، بالإضافة إلى امتناع بعض الأهالي عن إرسال أولادهم إلى المدرسة حتى ولو كانت في مناطق هادئة، خصوصاً عندما تشهد شوارع العاصمة اشتباكات مفاجئة، كما حصل مؤخرا في ساحة العباسين وشارع خالد ابن الوليد. كما يواجه التعليم الحكومي في الفترة الأخيرة تحدياً كبيرا بعد انفجار سيارات مفخخة قرب العديد من المدارس، حيث انفجرت سيارتان في حي الزاهرة عند مدرستي ربيعة الأنصاري وبدر الدين عابدين ما أحدث حالة هلع بين الطلاب، لذا قال عبد الرحمن "الأيام القادمة لا تبشر بالخير، وأرجوا أن لا نصل لمرحلة نضطر فيها لإغلاق ما تبقى من المدارس في دمشق".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرات أهلية لإنقاذ قطاع التعليم في مناطق النزاع في سورية مبادرات أهلية لإنقاذ قطاع التعليم في مناطق النزاع في سورية



GMT 20:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا
 صوت الإمارات - الإمارات تدين عملية الدهس التي وقعت في سوق بألمانيا

GMT 20:34 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد
 صوت الإمارات - ابنة أصالة نصري تتحدث عن معاناة عائلتها في ظل حكم الأسد

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates