روما - صوت الامارات
في أول أطروحة دكتوراه يتم إنجازها تحت إشراف مزدوج بين جامعة بولونيا الإيطالية وجامعة محمد الخامس في الرباط، حصل الباحث المغربي إدريس عميد على درجة دكتوراه بتقييم مشرف جدا، بفضل موضوع يعنى بالترجمة الذاتية الأدبية لدى الكتاب الذين يستخدمون اللغة العربية ولغة أجنبية لترجمة مؤلفاتهم بأنفسهم.
وناقش عميد أطروحة الدكتوراه، التي تأتي في سياق الإشراف المزدوج بين جامعتي بولونيا والرباط، أمام لجنة مختلطة مكونة من فولفيو بيتساروسا، من جامعة بولونيا، وجوليو ياكولي، من جامعة بارما، ومحمد مختاري، وزكرياء بودحيم، من جامعة محمد الخامس الرباط- أكدال.
أطروحة الباحث المغربي انفردت بتطرقها للترجمة الذاتية الأدبية لدى الكتاب في المهجر، كما ركزت اهتمامها حول روايات الأديب الجزائري عمارة لخوص، التي ترجمها الكاتب بنفسه من اللغة العربية إلى الإيطالية، ومن الإيطالية إلى العربية أثناء فترة هجرته في إيطاليا.
واجتهد البحث في تقديم مفاهيم نظرية جديدة في مجال الترجمة الذاتية، موردا لأول مرة ضمن أطروحة دكتوراه مسجلة في جامعة أوربية، مقارنة نصية ولغوية دقيقة بين النصوص العربية والإيطالية للروائي لخوص، ولتقنيات الترجمة الذاتية التي تربط بين الترجمة وإعادة الكتابة.
وقدم عميد مؤخرا ملخصا مطولا لبحثه دام 20 دقيقة، قبل أن تبدأ المناقشة مع أعضاء اللجنة، مشيرا إلى أن مادة الترجمة الذاتية الأدبية أثارت اهتمام النقاد والباحثين في العالم الغربي بشكل منتظم، فقط مع بداية القرن 21، في حين أن دراسة الترجمة الذاتية الأدبية في العالم العربي شبه منعدمة.
ويرى باحثون أن هذه الأطروحة ستفتح آفاقا جديدة للبحث الأدبي وللترجمة، سواء في الغرب أو عند البلدان العربية، فيما كلفت جامعة بولونيا الدكتور إدريس عميد بمتابعة الشراكة التي تجمع بين جامعة بولونيا بإيطاليا وجامعة محمد الخامس بالرباط، والتي تأسست منذ 1993.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين جامعة بولونيا الإيطالية وجامعة محمد الخامس بالرباط تعود جذورها إلى بداية تسعينيات القرن الماضي، إذ تم تكوين أساتذة اللغة الإيطالية وآدابها لجامعة محمد الخامس بجامعة بولونيا في إطار اتفاق شراكة بين المغرب وإيطاليا.
وأثمر اتفاق الشراكة عن إحداث أول شعبة للغة الإيطالية وآدابها في المغرب فيجامعة محمد الخامس عام 2001.
وكان الدكتور إدريس عميد تخرج بتفوق من هذه الشعبة كأول طالب على دفعته، قبل أن يتابع دراسته العليا المعمقة في جامعة بولونيا.
أرسل تعليقك