الداعية عمرو خالد يناشد بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة
آخر تحديث 00:22:13 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

الداعية عمرو خالد يناشد بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - الداعية عمرو خالد يناشد بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة

الداعية الأسلامي عمرو خالد
القاهرة _شيماء مكاوي

استنكر الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، عرض السيرة النبوية خلال المائة سنة الأخيرة على أنها سيرة تنظيمية عسكرية حربية سرية، وتم اختزالها في غزوات، بدر، أحد، الخندق، خيبر، فتح مكة، وفاة النبي، قائلاً إن هذا التصور الخاطئ في فهم السيرة خلق فجوة بينها وبين الناس، فلا يجد فيها الشباب نفسه، وخلت من معنى الرحمة للعالمين، وهي الهدف الأسمى من رسالته صلى الله عليه وسلم.

وأضاف في الحلقة الأولى من برنامجه الرمضاني "السيرة حياة"، أنه "خلال الفترة التي أقامها النبي بالمدينة، بلغ عدد غزواته سبعًا وعشرين غزوة، لم تستغرق جميعها أكثر من 540 يومًا، يعني أقل من سنتين انشغل خلالها المسلمون بالحروب، وأكثر من ثماني سنوات كان التركيز خلالها على الحياة، بناء إنسان، بناء حضارة، فضلاً عن الفترة التي أمضاها في مكة في نشر دعوة الإسلام".

وتابع خالد: "7% فقط من حياة النبي كانت حروبًا، لذا فالتعامل مع السيرة على أنها حروب فقط، هو تحريف لها، ومن ينظر إليها وفق هذا المنظور، فهو يبرر الحرب والصراع تحت اسم النبي"، مشددًا على ضرورة أن "نعلم أن السيرة ليست صراعًا، وإنما هي حياة نتعلم منها حتى اليوم الحب.. الرحمة.. الإبداع.. القيم.. الأخلاق.. النجاح.. السعادة.. الحياة الجميلة".

وقال إن "السيرة حياة، لأنك ستجد فيها كل احتياجاتك، ولن تجد نبيًا ولا مصلحًا حياته غنية بكل احتياجات الحياة إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك من أسمائه في كتب السنة "الجامع"، لأنه الجامع لاحتياجات الإنسانية، لذا ينبغي أن نقتدي به في وفائه ورحمته وعفوه وأخلاقه.

وذكر خالد أنه "في العام الماضي كنت في ألمانيا، قابلت أستاذًا ألمانيًا متخصصًا في مقارنة الأديان خلال أحد المؤتمرات، قال لي إنه يريد يعيش بقية حياته بطريقة النبي محمد في الحياة (السُّنة)، فقد وجدت أن أفضل طريقة للحياة هي محمد "لايف ستايل".

ومما قاله تأثرًا وإعجابًا بحياة النبي - كما ينقل خالد عنه - أنه "في الأكل: "نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع.."، في الأتيكيت " تبسمك في وجه أخيك صدقة"، معاملة المرأة:" "أفضل الصدقة لقمة تضعها في فم زوجتك.."، في الإبداع.. كل الحلول لدى النبي مبدعة من خارج الصندوق". وقال إنه "نتيجة لذلك بدأ (الأكاديمي الألماني) يفكر مثله: في التسامح، لم يكن يتذكر شيئًا سيئًا لأحد، أو يذكّره بما كان يصنعه معه"، مشيرًا إلى أنه "فهم معنى "السيرة حياة" على أنها طريقة صحيحة نعيش بها في الحياة، بينما نحن اختزلناها في التدين الشكلي الذي يقوم على المظهر ويخلو من الجوهر في فهم حقيقة الإسلام".

واستدرك خالد: "هذا لا يعني أن نعيش حياة النبي في عصره، دون أن نراعي التطورات المذهلة التي شهدها الكون، فهناك اختلاف في الزمان، واختلاف في البيئة، لكن هناك من فهم الأمر على أن الحياة تجمدت عند عصر النبي، فنلبس مثلما كان يلبس، ونركب مثلما كان يركب، دون أي تغيير، حتى لا نكون أصحاب بدعة"، متسائلاً: "كيف فهم مثل هذا معنى أن النبي رحمة للعالمين، وهو يوقف الزمن عنده؟، فالمعنى أنه مستمر لكل زمان ومكان". بينما أشار إلى أن "هناك فريق آخر يرى أن حياة النبي التي مضى عليها أكثر من 1400 سنة لا تصلح لهذا الزمن، على الرغم من أنه نفسه يعيش بأفكار ارسطو وسقراط، وهما من قبل الميلاد، إذن ما الحل: أن نعيش حياة النبي (طريقة حياته.. أخلاقه وأفعاله) وليس عصر النبي (الزمن الذي كان يعيش فيه)".

واستطرد خالد قائلاً: إذا كان الزمن يتغير، وما كان في عهد النبي لم يعد موجودًا الآن، إلا أن حياته ستظل باقية: "خيركم خيركم لأهله"، و"أفضل الناس إيمانًا أحسنهم أخلاقًا"، "إن الله جميل يحب الجمال". وشدد على أن "هذه هي القيم التي يجب أن نتمسك بها، إن أردنا أن نعيش حياة النبي لا عصره، ومن الضروري العمل على تحرير السيرة من الأفكار المتطرفة، واستلهام الدروس والمعاني منها، وعلى رأسها نتعلم كيف عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على بناء الإنسان".

ورصد خالد نقطة التحول في مسيرة الإسلام بعد أن ظل النبي في مكة 13 سنة قبل الهجرة إلى المدينة، في قدوم وفد من الأنصار قابلهم النبي، وأخذ يدعوهم إلى الإسلام، وقرأ عليهم قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ"، وهي الآية التي اشتملت على كل مكارم الأخلاق. وقال: "لم يتأخروا في الاستجابة آمنوا به لما وجدوه يدعو للسلام والأخلاق والرحمة بلا صراع أو عنف، لذا إذا أردت أن تحمي نفسك من الأفكار المتطرفة، اعرض أي دعوة تعرض عليك على مكارم الأخلاق، السلام، الرحمة". 

وأشار إلى أنه "في الهجرة، اتخذ النبي من أبي بكر الصديق رفيقًا له، وكان لأولاده دور في مساعدتهما، كانوا كلهم مسلمين، إلا زوجته "أم رومان"، فقد كانت وقتها كافرة، إلا أنها لم تمنعه من الهجرة، ولم تمنعه من أن يحمل معه 5 آلاف درهم كان قد ادخرها، كانت نموذجًا نادرًا لسيدة عظيمة رغم عدم إسلامها، ولم يطلقها أبوبكر". وتساءل خالد: "فكيف بزوج يقول إنه يريد أن يطلق زوجته لأنها ليست محجبة مثلاً، أو لأنها ليست متدينة، فهذه ليست طريقة النبي وأبوبكر، وإنما طريقتهما أن الهداية تأتي بالعيشة الرحيمة".

وفسر اتخاذ المسلمين من هجرة النبي توقيًتا لهم، وليس مولده، لأن "الدين الإسلامي لا يركز على الأشخاص، بقدر ما يركز على الأعمال والإنجاز، فاختيار الهجرة للتأريخ، معناه أنها بداية بناء المجتمع، وبداية حضارة الإسلام". وأوضح أن "الإسلام يريد مجتمعًا ينجز، وليس مجتمعًا يتكلم أكثر مما يعمل، والله تعالى يقول: "آمنوا وعملوا الصالحات"، أي انتجوا.. بنوا.. عمروا.. أصلحوا.. هذا هو ديننا.. دين إيجابي بنائي".

وأشار إلى أنه "من دروس الهجرة، أنه لما قررت "أم سلمة" أن تهاجر ومعها وابنها، رفض عثمان بن طلحة أن يتركها لوحدهما، واصطحبهما ولم يكن على دين الإسلام بعد حتى أوصلهما إلى المدينة، فكانت تقول: "ما رأيت رجلاً أكثر شهامة من عثمان بن طلحة"، فلما حكت للنبي قال لها: "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام"، يعني الأخلاق قبل التدين، فالأخلاق الإنسانية تتخطى حدود الزمن وحدود الجغرافيا وحدود الدين، لأنها أخلاق عابرة للقارات والزمن والمكان والأديان".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الداعية عمرو خالد يناشد بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة الداعية عمرو خالد يناشد بتحرير السيرة من الأفكار المتطرفة



GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 01:44 2018 السبت ,29 كانون الأول / ديسمبر

جيمي أيوفي يستمتع مع أسرته في "أتلانتس دبي"

GMT 10:11 2012 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الطاقة الإثيوبي: في طريقنا لاستكمال مشروع سد النهضة في 2015

GMT 19:07 2018 الأحد ,28 تشرين الأول / أكتوبر

اسباب تضخم الكبد وطرق العلاج

GMT 18:36 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

صفّ السيارات يتسبب في مشاجرة بالضرب بين رجل وفتاة في تكساس

GMT 20:58 2013 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

أول اجتماع لرئيس التليفزيون لبحث تطوير القنوات المصرية

GMT 06:43 2015 الجمعة ,19 حزيران / يونيو

الطقس في الإمارات الجمعة مغبرًا جزئيًا

GMT 01:51 2016 الثلاثاء ,29 آذار/ مارس

افضل التصاميم البارزة لأحذية ربيع 2016

GMT 11:53 2013 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام مسابقة الخطابة باللغة العربية للجامعات الصينية

GMT 22:33 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

إطلالة مثيرة للموديل هايدي كلوم في حفل "أمفار"

GMT 02:28 2014 الثلاثاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

"الإسلاميّون" يعتبرون "العلمانيّة" ارتدادًا عن الدين

GMT 14:55 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

طاهية تصنع قطار من خبر الزنجبيل "بالحجم الطبيعي" في سيدني

GMT 22:11 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

الموسيقى المعاصرة على "راديو فرنسا" الأربعاء

GMT 03:26 2013 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

مجدي يعقوب يجري 3 عمليات "قلب مفتوح"

GMT 15:12 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

جامعة عثمانية إحدى أبرز جامعات الهند وآسيا

GMT 18:29 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الجامعة الأميركية في الإمارات تنظم مؤتمرًا عن "الناتو"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates