هوية الصراع بمجساته الأميركية اهتمامات صحيفة الثورة
آخر تحديث 23:34:17 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

هوية الصراع بمجساته الأميركية اهتمامات صحيفة الثورة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - هوية الصراع بمجساته الأميركية اهتمامات صحيفة الثورة

صحيفة الثورة
دمشق-سانا

لم يعد المشهد الإقليمي قادراً أن يستوعب كل هذه الخيوط المتشابكة والقضايا المعقدة، التي تكفي واحدة منها لقلب الطاولة رأساً على عقب، وسط تكهنات ومؤشرات تشي بأن الأميركي ليس بوارد التفكير في تخفيف حدّة التشابك، ولا تقليل منسوب الخلط، بل يرفع وتيرة حضور المجسات الإرهابية بعد أن قام بالزج بما لديه من أوراق إضافية، ربما كانت فائضة عن الحاجة في متاهات المشهد.‏

من التصعيد السعودي تجاه إيران المنزلق على صفيح متحرك، إلى مجلس الأمن العاجز عن اتخاذ إجراء بسيط بحق تركيا، رغم الوقائع والأدلة الدامغة والقرائن المحكمة، وصولاً إلى التسريبات الأميركية عن رؤية لا تكتفي بمناقضة التفاهم الدولي الذي صفقت له طويلاً فقط، بل تضيف بكل تصريحاتها السابقة واللاحقة إلى الكفّة نفي ما تسرّب أو تصويب ما تمت قراءته مما تسرّب.‏

الواضح أن أميركا ليست في عجلة من أمرها، ولا هي معنية أو مهمومة بنذر النيران المشتعلة في المنطقة، ولا بالقنابل السياسية الموقوتة القابلة للانفجار في أكثر من نقطة تماس إقليمية، ولا بأعواد الثقاب التي تلوح بها أدواتها غرباً وشرقاً في استعراض عضلات أحمق وعربدة ورعونة متحركة توافقت عليها جهات الأرض الأربع، والأوضح أنها لا تفوّت فرصة إلا وتُقدم عليها، ولا تتردد في فعل كل ما من شأنه زيادة الاحتقان ورفع وتيرة التصعيد بما في ذلك الوصول إلى المجابهة بشروطها وضوابطها، لتعيد إدارة ما ينتج.‏

وإدارته تعني توجيهه حيث تريد وإسباغ الهوية الطائفية عليه، وهذا الموقف السلبي والخطر في الآن ذاته لا يتوقف عند حدود التثاؤب تجاه ما يجري، والانكفاء عن لعب دورها العالمي المنوط بها كقوة عظمى، بل يتسع يميناً وشمالاً.. غرباً وشرقاً تجاه تحريك ما ركد من صراعات وتفخيخ ما استقر من توافقات دولية أو إقليمية، والسعي المحموم نحو تجاوز ما كان في حقبة ماضية خطاً أحمر أو سقفاً من غير المسموح تخطيه، تحت عناوين الخرائط الجديدة تارة أو ما تقتضيه الأطماع وإن كان متلبساً بمفردات المصالح وإحداثياتها.‏

في استعراض لكل ما يواجهه المشهد الإقليمي من تأزُّم وما يتهدده من عوامل صراع متفجرة وجبهات مفتوحة على المجهول، نرى الأصابع الأميركية مزروعة في كل تفصيل، وحتى التي تبدو بعيدة لا تتردد في صب المزيد من الزيت على النار المشتعلة، ليغدو أي تحرك محكوماً بالخط الأميركي ومربوطاً بمحاولتها تغيير هوية الصراع القائم، التي تريد فرضه عنوة في جسد المنطقة، حيث البُعد الطائفي والعرقي والأثني حاضر في كل الجزئيات المباشرة منها وغير المباشرة.‏

على هذا النحو يصبح مفهوماً أكثر من أي وقت مضى لماذا عجز مجلس الأمن عن اتخاذ أي إجراء تجاه تركيا، ولماذا تُصعّد السعودية إجراءاتها وتدفع بالأزمة مع إيران إلى حافة الانفجار لتسبغ عليه قسراً هوية مذهبية وطائفية، عجزت عنها أميركا في كل حروبها السابقة، والأخطر: لماذا يتعثر إنجاز ما هو مطلوب، ليتشظى التفاهم الذي ترجمته لقاءات فيينا ونيويورك لاحقا ويتوه المبعوث الدولي إلى سورية الذي يرتفع منسوب تناثر ما بين يديه من ملفات، ولماذا عمدت أميركا إلى تسريب ما أطلقت عليه رؤيتها للحلّ في سورية، لتخلط الحابل بالنابل متجاهلة أهم أسباب الأزمة في سورية وعوامل وجودها وهو الإرهاب؟!‏

المعضلة الحقيقية التي تواجهها المنطقة لم تعد فقط في خطورة المشكلات على تعددها وكثرتها، وليست في الإرهاب وحده على ما فيه من تفريخ لتنظيمات مستنسخة من النسغ الوهابي، وإنما في مقاربة أميركية بمجسات إرهاب سعودية تريد أن تذهب بالصراع نحو عوامل الفتنة، وأن تكون هويته من هوية الفتنة ذاتها، وأن تفعل فعلتها وأن تكون -على ما فيها من مخاطر وتحديات- كافية لتحقيق تمنيات تعمل عليها منذ عقود، فقد نعرف متى تبدأ وكيف؟.. لكن لا أحد قادر أن يعرف أين تنتهي ومتى!!‏

بين نتائج الصراع وأسبابه تتأرجح المواجهة على الهوية، التي يُراد لها أن تكون على مقاس تلك التمنيات، حيث الرؤية الأميركية المسرّبة، والتثاؤب على خطوط النار المشتعلة تضفي على المقاربة الأميركية المزيد من الضبابية والغموض الهدّام، وإن كانت تشرح بإسهاب نماذج أوباما من فانتازيا المعارضة التي تنسج خيوط تبعيتها ومقاس ارتزاقها في الكنف السعودي المتورّم بأوهام استطالاته المرضية إقليمياً ودولياً، حيث الانتقادات الدولية للنظام السعودي وجريمته في الإعدام وما سبقها من جرائم في دعم الإرهاب مجرّدة من معناها، ما دامت ملفات ما تحت الطاولة بريطانياً وألمانياً وفرنسياً تنجز الصفقات ذاتها وبالشبهات التي ترتقي إلى مستوى الإدانة.‏

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هوية الصراع بمجساته الأميركية اهتمامات صحيفة الثورة هوية الصراع بمجساته الأميركية اهتمامات صحيفة الثورة



GMT 22:26 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 11:47 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 11:54 2019 الإثنين ,29 إبريل / نيسان

وفاء عامر سعيدة بالمشاركة في مسلسل "حكايتي"

GMT 20:07 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أفضل المنتجعات الصحية والسبا في "دبي"

GMT 17:59 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

لبؤة تقتل والد أشبالها داخل حديقة للحيوانات في أميركا

GMT 02:04 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

عرض مسرحية "أبوكبسولة" أسبوعين على مسرح "التونسى"

GMT 18:36 2018 السبت ,19 أيار / مايو

تعرف على أسعار سيارات لكزس بالخارج

GMT 18:27 2016 الإثنين ,28 آذار/ مارس

تعلم أدب الحديث في الهاتف أثناء العمل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates