أكد دكتور الإعلام فريد أبوظهير، المحاضر في جامعة النجاح الوطنية، أنَّ نسبة طالبات الإعلام ازدادت بشكل ملحوظ، وأنَّ السبب في ذلك وعي الفتيات بكون الصحافة جزءٌ من التعبير عن الذات، وعن الفئة التي ينتمين إليها، إضافة إلى أنَّ الفتيات لا يهمهن الجانب المادي في اختيار المهنة على عكس الشباب، الذين ينظرون إلى الصحافة باعتبارها مهنة غير مضمونة العمل والدخل.
وأشار أبوظهير، خلال تصريح لـ"صوت الامارات"، إلى أنَّ تغير النظرة الاجتماعية للمرأة يجعلها قادرة على الخوض في هذا المجال، بشكل يزيد في العمل المكتبي، ويقل في الميداني، إلا أنَّ ما تواجهه الفتيات هو ما يواجهه الشباب في ضيق العمل الإعلامي في فلسطين، وتقلص عدد المؤسسات الإعلامية، وزيادة المواقع الإلكترونية، وأنَّ كثيرين من المسؤولين وأصحاب المؤسسات يحاولون احتكار هذه المهنة ومنع دخول الجيل الجديد إليها.
وعن بداية اختيارها للمهنة أوضحت الصحافية مي زيادة: "اخترت أنَّ أكون صحافيةً عندما بدأت الصحافيات الفلسطينيات في الظهور المكثف على شاشات التلفاز خلال الانتفاضة الثانية، وكنت حينها طالبة في المدرسة، وحتى عندما اخترت تخصص الصحافة كنت مهتمة بالعمل الميداني، وقد أثار شغفي، كما كانت مراسل تلفزيون أبوظبي ليلى عودة تثيره من قبل".
مي لا تجد أيّة صعوبات في التوفيق بين عملها وبيتها، موضحةً: "بدأت أشعر بشيء من الصعوبة عندما تزوجت، لكني باعتباري محرر أوقات عملي محددة، وأستطيع العناية بشؤوني الخاصة".
نوران قريني صحافية تؤكد لـ"فلسطين اليوم" أنَّ ما جذبها إلى الصحافة هو حياة المغامرة والجرأة في العمل وهو ما يناسب شخصيتها، مضيفةً: "إلا أنَّ أبرز الصعوبات التي كانت تواجهني هي العمل حتى أوقات متأخرة خلال فترة الدراسة، وكان من الصعب على المجتمع أنَّ يتفهم عودتي المتأخرة والعمل بشكل مستمر مع الصحافيين الشباب".
وأشارت نوران: "قد يكون من الصعب عليّ تغطية المواجهات، فأنا لم أجرب ذلك حتى الآن، وعملي الحالي في شركة دعاية وإعلان يؤثر على حياتي الاجتماعية، فأنا أعمل حتى ساعات متأخرة"، مؤكدة أنها لا يمكنها التضحية بحياتها الشخصية والعائلة مقابل العمل والمهنة إلا إذا كانت مضطرة لذلك.
أما حنان زيود فتؤكد أنَّ فترة الانتفاضة الثانية كانت الفترة التي بدأت تعي فيها جوانب الحياة المختلفة، واعتبرت أنَّ بإمكانها أنَّ تكون صوتًا يعلو بمطالب شعبها ليسمع العالم، لهذا اختارت هذه المهنة إضافة إلى كرهها النمطية والقالب الذي توضع به المرأة وأنَّ تكون معلمة فقط.
وأضافت: "الصعوبات التي واجهتني كانت رفض العائلة دراسة الصحافة، وأنا حاليًا أرفض العمل بعد منتصف الليل، حتى لو عرض علي ذلك، لسبب واحد وهو أنَّ الليل خلق للراحة وليس للعمل".
وأشارت زيود: "أنا في رأيي أنَّ الصحافيات المخضرمات منهن من فشلت في حياتها الشخصية لإهمالها حياتها الشخصية وتركيزها على العمل فقط، وهو شيء غير صحي نهائيًا، لأنه من طبيعة المرأة قدرتها على التوفيق بين جميع جوانب حياتها الشخصية والاجتماعية والعمل، وهي كائن غير ناقص حتى تفشل في جانب على حساب جانب آخر".
وعلى الجانب الآخر، فإنَّ الارتباط بامرأة صحافية قد يكون خيارًا غير موثوق به لدى الكثير من الشباب الفلسطينيين، وإنَّ حدث فهناك شروط يضعونها في وجه المرأة؛ فالشاب خليل الأطرش أوضح لـ"فلسطين اليوم" أنَّ الزواج بصحافية أمر مقبول لديه إذا لم تهمل الجانب العائلي في حياتها، وأدت واجبها من حيث العناية بزوجها وأطفالها، مضيفًا: "إلى جانب عدم إهمال حياتها العائلية إضافة إلى اقتصار اختلاطها بالجنس الآخر على أوقات العمل وأجوائه فقط، وألا يستمر عملها حتى أوقات متأخرة من اليوم".
في حين يرى الشاب سائد خنفر أنَّ الشاب الذي يقرر أنَّ يتزوج صحافية عليه أنَّ يتحمل مسؤولية ذلك، وألا يتسبب لها في مشاكل خاصة بحياتها العملية، فهذه نتائج قراره.
أرسل تعليقك