من جانبها قالت صحيفة "البيان" في إفتتاحيتها بعنوان "أجندات إقليمية" لا يمكن للدول العربية اليوم إلا أن تحدد موقفها بشكل واضح وجلي إزاء أمن العالم العربي ومصالحه في ظل محاولات الاختراق الإقليمي والتمدد إلى منطقتنا تحت عناوين مختلفة .
وأكدت أن الواقع العربي لا يحتمل الالتباس ولا أنصاف المواقف وهو أيضا لا يقبل أن تكون عربيا وتنفذ أجندات إقليمية على حساب المنطقة وأمنها ومصالح شعوبها وحقها بحياة كريمة وقد آن الأوان أن يتم فرز هذه المواقف وأن يختار كل بلد عربي عروبته الحقة بما لا يجعله منغلقا أمام العالم وبما يجعله أيضا في صف المنطقة لا في صف أولئك الذين يريدون تفتيت المنطقة واختراقها والتمدد فيها والسطو على مواردها والتحكم بشعوبها .
وأضافت الصحيفة "احتملت هذه المنطقة صراعات كثيرة ودفعت كلفة مرتفعة بسببها وعلى مدى السنين الفائتة شهدنا صراعات سياسية وعسكرية ذات صبغات شعاراتية تنزلت على المنطقة وتسبب بلاءات واسعة وهي كلفة لا يمكن لمنطقتنا أن تواصل دفعها وكأن قدر هذه المنطقة أن تبقى تحت نيران الأطماع ومخططات التقسيم وسيناريوهات التشظية والعبث بأمنها من أجل إرهاقها وتخريبها وإضعافها كرمي لعواصم تريد أن تتصدر المشهد إقليميا وعالميا على حسابنا .
وأكدت "البيان" أن العرب شعوبا ودولا لم يعودوا قادرين على احتمال الثنائيات السياسية ولا السكوت على النوافذ التي يشرعها بعض العرب لقوى إقليمية طامعة فإما نكون مع أمتنا ومنطقتنا وعروبتنا وإما لا نكون في هذا الزمن الصعب الذي يشهد تحولات جذرية على كل الصعد .
أما صحيفة "الخليج" فنبهت في إفتتاحيتها تحت عنوان "الدور الريادي للأزهر" إلى أننا نواجه عاصفة إرهابية تكفيرية هوجاء تجتاح المنطقة العربية والعالم وتهدد أسس السلام والأمن العالميين وتسيء إلى الدين الإسلامي وتشوه ما يحمله من قيم إنسانية وأخلاقية وحضارية من خلال جماعة ضالة عمدت إلى السطو عليه وأظهرته بوجه عنفي رجعي منفلت من أي قيد .
ومضت تقول "هذه الجماعة أو الجماعات لا ترى سوى الدم والسلاح سبيلا للدعوة والتغيير ولم تدرس من الإسلام سوى باب الجهاد الذي لم تحسن فهمه ولا توظيفه في سبيل إحقاق الحق والعدل إنما للقتل والذبح واستباحة حياة البشر وتحقيق الملذات والشهوات وإشباع الغرائز الجنسية في فتاوى رخيصة تجيز سبي النساء وهتك الأعراض .. فضلا عن إطلاق العنان للإفك والتزوير الذي لحق بالنصوص الدينية والأحاديث النبوية الشريفة كي تتوافق مع ادعاءاتها وتلبي مقاصدها الدنيئة .. إضافة إلى الحملات المسمومة التي تثير الفتن بين المسلمين في مسيرة التكفير التي انطلقت بها لعلها تحقق مآربها في إطلاق حروب دينية ومذهبية لا تبقي ولا تذر" .
وأكدت أنه أمام هول هذه العاصفة - الفاجعة نتطلع إلى الأزهر الشريف كملاذ ومرتجى فهو القلعة الإسلامية الصامدة ومنارة الإشعاع التي تضيء وتهدي إلى حسن السبيل .. وقيمته مستمدة من دوره الريادي التاريخي في حماية الدين الإسلامي والدفاع عنه وفي نشر الدعوة الإسلامية السمحة والمتسامحة والفكر الوسطي المعتدل بلا غلو ولا تطرف .
وأضافت "طوال أكثر من ألف عام قام الأزهر الشريف بهذا الدور فحافظ على التراث الإسلامي وأثراه كما قاد عملية التجديد التي بدأها الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وشارك فيها الشيخ المراغي والشيخ متولي الشعراوي وطه حسين كذلك لعب الأزهر دورا مجيدا في مقاومة الاحتلال والاستعمار ومنه كانت تنطلق الثورات ضد المظالم منذ أيام المماليك ..
هذه الأدوار التي لعبها ويلعبها الأزهر الشريف عبر تاريخه وتاريخ المسلمين تؤهله كي يواصل هذا الدور الآن ويقود الحرب في مواجهة الإرهاب التكفيري وإعادة الإسلام إلى أصوله واسترجاعه من خاطفيه" .
وأشارت الصحيفة إلى أن المهمة قد تكون صعبة في هذه الظروف التي نعيشها خصوصا أن الأزهر الشريف يتعرض بدوره لحملة ضارية من جانب التكفيريين تتقصد دوره في الأساس لمنعه من القيام بواجبه كمرجعية إسلامية .. لكن ذلك لن يمنعه من مواصلة هذا الدور في استئناف ما قام به العلماء الأجلاء من تقديم الإسلام على حقيقته كدين وسطي معتدل وجامع لكل المذاهب وفي استئصال كل ما علق به من تشويه وتزوير وتنقيته من كل الشوائب والبثور التي تسيء إلى الدين الإسلامي وتقديمه للعالم على حقيقته .
وشددت في ختام إفتتاحيتها على ضرورة أن نكون بجانبه نقف معه وندعمه حفاظا على ديننا الحنيف الذي يسعى البعض "القلة" إلى اختطافه نحو التطرف .. الأزهر الشريف أمانة بأعناق المسلمين كافة فحافظوا عليها .
أرسل تعليقك