أبوظبي- وام
وتحت عنوان "روسيا وسوريا" ..كتبت صحيفة "الوطن" إفتتاحيتها قائلة .."منذ بدء استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي حول سوريا وحتى اليوم وبعد شهور من التدخل العسكري المباشر عبر شن غارات جوية مكثفة على مختلف المناطق السورية فهو يعطي فكرة واضحة عن نية موسكو وهي تحاول ترسيخ مكانتها في المنطقة وخاصة ما يعرف بالمياه الدافئة فالأساطيل الروسية لم يعد لها أي وجود أو قواعد في حوض البحر الأبيض المتوسط حتى قبل الأزمة إلا في مدينة طرطوس السورية والتي تعود لحقبة الثمانينات من القرن الماضي لكن منذ أن بدأ التدخل الأخير ومقاتلات "السوخوي" تجثم في مطار حميميم باللاذقية فضلا عن الحديث عن قواعد ثانية يتم تجهيزها في القامشلي شمال سوريا" .
ولفتت الصحيفة إلى أن تدخل روسيا الأخير والمباشر لم يكن صدفة أو بناء على طلب نظام الأسد كما تم الإعلان فقط بل أتى بعد دراسات مستفيضة ومشاورات أعقبت مراقبة سير العمليات على الأرض والخط السياسي الذي كان يتم التعامل فيه من قبل المجتمع الدولي وتجربة روسيا السابقة في أفغانستان قبل عقود بالتأكيد أنها لم تغب عن حسابات الكرملين وهواجسه في سوريا .
وأضافت .."روسيا دخلت إلى سوريا من الباب العريض بحجة محاربة الإرهاب وبالتحديد تنظيم "داعش" الإرهابي لكن صواريخها لم توفر فصيلا معارضا في سوريا في الوقت الذي يبدي المجتمع الدولي إستياء من موقف موسكو هذا وينتقد انحيازها التام لنظام الأسد ويعتبر تحركها معطلا لأي حل سياسي ممكن خاصة وفق "جنيف1" القاضي بسلطة حكم انتقالية دون هذا النظام ليصار إلى تشكيل حكومة وإجراء إنتخابات رئاسية وسياسية" .
ونبهت الصحيفة إلى أن التدخل الروسي قد خلط الأوراق مجددا وأبقى على الدوامة التي تأتي على كل شيء ويدفع ثمنها الشعب السوري من دمه وضياع مستقبل أجياله فضلا عن التدمير والتشرد والحاجة وكل ما تسببه الحرب من ويلات ..مشيرة إلى أن بوتين كان ينتظر الفرصة منذ زمن ولكنه كان يريد أن يعرف رد الفعل الأمريكي جيدا قبل الإقدام على أي مغامرة من شأنها أن تنعكس عليه ولابد أيضا أن موقف المجتمع الدولي ومنذ أحداث أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وشبه جزيرة القرم وشرق أوكرانيا الانفصالي شجع بوتين على المضي قدما ..فالعقوبات الدولية التي فرضت على موسكو رغم تأثيراتها الاقتصادية لكنها لا تعادل هيمنة روسيا على مساحات كبيرة من الأراضي بحجم دول وقضمها ..كما أن ضعف الموقف الأمريكي في عهد إدارة أوباما أو أسلوب السياسة المتبع من إدارته في التعامل مع الكثير من الملفات العالمية ..قد دفع "روسيا بوتين" للتدخل بهذه الطريقة.
وخلصت "الوطن" في ختام مقالها إلى القول إن عجلة البحث عن حل لن تتوقف وأي مفاوضات مهما طالت أو تعثرت لابد أن تستمر لحقن دماء السوريين الذين نزفوا مئات الآلاف من رجالهم ونسائهم وأطفالهم ولابد قبل كل شيء من التسليم بأن الموقف الدولي غير الفعال في الكثير من الأزمات التي لا تحتمل التأخير هو عامل تعقيد وإن بطريقة غير مباشرة واليوم سوريا المنكوبة تحتاج وقفة أكثر جدية للوصول إلى حل سياسي يرضي طموحات السوريين وحقوقهم المشروعة .
وفي كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي بعنوان "جنيف المفاوضات وسوريا الموت" ..قالت صحيفة "الاتحاد"إن ما يطمح إليه كل شريف في هذا العالم أن تنتهي مفاوضات جنيف التي يتوسط فيها المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى إيجاد حل يوقف الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوري ويوقف النزوح والقتل اليومي في ذلك البلد وآخر هموم المواطن السوري والإنسان العربي وكل من يهمه أمر سوريا هو من الذي سيحكم سوريا فليس أمامنا اليوم أحد يستحق أن يحكم هذا البلد العريق الذي دفع ثمنا غاليا وشعبه يطلب الحرية والعدالة .
وأشارت إلى أن تصريح زيد بن رعد المفوض السامي لحقوق الإنسان يوم أمس بضرورة عدم النظر في العفو عمن يشتبه في ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في سوريا مهم جدا فما حدث في سوريا من جرائم ضد الإنسانية وفي حق النساء والأطفال وما شهد هذا البلد من تشريد وتجويع وحصار للمدنيين لا يمكن العفو عنه .
وأضافت ".. بفعل فاعل أصبحت الشام أرض الرعب والموت والدمار هناك من أرادها أن تكون كذلك وهناك من صمت وتواطأ فتم ما أراده العابثون ولكن حتى متى يستمر هذا القتل والإرهاب وإلى متى تكون الشام الفيحاء أرضا للحرب والنار ومكانا لأسوأ من هم على وجه الأرض للإرهابيين القتلة والمجرمين الذين لا يتوقفون عن تخريب البلاد وللسياسيين النفعيين وللقوى الإقليمية التي لا تتردد في نقل صراعاتها إلى أرض سوريا" .
وقالت .."أطفال ونساء في حصار النظام السوري وعشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام تم حجزهم تعسفيا ولا نعلم كم مقبرة جماعية سيكتشفها العالم بعد أن تنتهي هذه الحرب وكم معتقلا تراكمت فيه أجساد الجوعى حتى تحولت إلى هياكل عظمية بعد أن ماتوا ببطء دون أن يشعر بهم المجتمعون في جنيف... فهناك في جنيف من يضحكون وآخرون لا يكفون عن التبسم ليس لكاميرات الإعلام والصحافة وإنما للعالم بأسره وكأن ما يحدث في سوريا لا يعنيهم وكأن ما حدث في سوريا لا ذنب لهم فيه وكأنهم يمتلكون ترفا من الوقت كي يجلسوا لأيام وأسابيع يتفاوضون ويتحدثون وكأن أحدا لا يموت في سوريا!"
أرسل تعليقك