تناولت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها المشهد اليمني ومباحثات السلام اليمنية في الكويت واستمرار مراوغة الانقلابيين .
كما تحدثت عن الحرب في سوريا ومشهد عملية ذبح الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى في منطقة حلب الشرقية على أيدى مجموعة من مقاتلي ما يسمى "حركة نورالدين زنكي" في ظل صمت دولي.
فتحت عنوان " السلام الصعب في اليمن " قالت صحيفة البيان في افتتاحيتها " تفاءل الكثيرون بالإعلان عن العودة إلى مفاوضات السلام حول اليمن في الكويت خاصة مع الحديث حول التوافق بين الأطراف على الأسس التي ستسير عليها المفاوضات ومنها الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2216 ومرجعيات الحوار وكذلك الاتفاق على تفعيل لجان التهدئة المحلية والانسحاب وتسليم السلاح وعودة المؤسسات والإفراج عن المعتقلين والأسرى ورفع الحصار عن المدن وبدا الأمر وكأن وفد الانقلابيين قد وافق على هذه الأسس وعاد للمفاوضات بناء على ذلك لكن لم يكد الأطراف يلتقون حتى نقد الانقلابيون الاتفاق ورفضوا البدء بالاتفاق العسكري والأمني والإنساني كما تعهدوا من قبل للمبعوث الأممي.
وأكدت الصحيفة أن هذا الأسلوب من المناورة أصبح مكشوفا ومفهوما للجميع وهو تعطيل المفاوضات وإيقافها ثم الاتفاق على العودة إليها لتعطيلها مرة أخرى وخلال هذا يطول الأمد ويسعى الانقلابيون لتحسين وضعهم الميداني مستفيدين من الإمدادات الإيرانية بالسلاح والمال لتوسيع ساحة القتال ولديهم أمل في تحسين وضعهم التفاوضي للحصول على حلمهم بالمشاركة في الحكم وهو الأمر المرفوض تماما لتعارضه مع الشرعية والقانون إذ لا يجوز للقاتل الذي خرب البلاد ونهب ثرواتها أن يشارك في حكمها.
وأشارت صحيفة " البيان "في ختام افتتاحيتها إلى أن وفد الحكومة الشرعية اليمنية الذي أبدى أعلى مستويات الصبر من أجل اليمن وشعبه أعلن أن الصبر له حدود وأن فشل الخيار السياسي سيفرض بالقطع الخيار العسكري.
**********----------********** من جانبها وتحت عنوان " توحش المعتدلين " قالت صحيفة الخليج في افتتاحيتها " تقدم لنا الحرب في سوريا يوميا نماذج من القتل تقشعر لها الأبدان بحيث يبدو أن " فيروس " التوحش استشرى في جسد كل من يحمل السلاح في سوريا ولم يعد هناك من فاصل بين "معتدل" أو متطرف حيث إن " الداعشية " لم تعد تقتصر على المنتسبين إلى تنظيم "داعش" الإرهابي وفكره ومنطلقاته وأسلوبه بل صارت نهجا يمارسه الكل ضد الأبرياء.
وأضافت الصحيفة إن مشهد عملية ذبح الطفل الفلسطيني عبدالله عيسى في منطقة حلب الشرقية على أيدى مجموعة من مقاتلي ما يسمى "حركة نورالدين زنكي" وهو الطفل المريض بالثلاسيميا "فقر الدم" هو نموذج فاضح لقتلة مجرمين يوصفون ب "الاعتدال" في القاموس الأمريكي في معرض تصنيف الجماعات المسلحة التي تقاتل في سوريا.
وتساءلت الصحيفة إذا كانت هذه الحركة " المعتدلة " التي تحظى بدعم أمريكي مكشوف تمارس مثل هذه الجرائم فما الفرق بينها وبين الجماعات الإرهابية الأخرى؟ أليست ممارساتها واحدة ولكن بأسماء مختلفة؟ أليست مماثلة لجريمة إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة وهو حي على أيدي "الدواعش"؟ أو للمدعو "أبو سقار" آكل الأكباد الذي ارتكب جريمته وهو مسؤول في "الجيش الحر" ومن بعدها التحق مع مجموعته ب "داعش" بعد أن بايعها؟ أو لآلاف عمليات الذبح والنحر والسبي والتفجير ودفن الأحياء التي جرت على أيدي "داعش" و"وجبهة النصرة" وغيرهما في العراق وسوريا وليبيا وسيناء ولبنان واليمن وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
وأكدت أن ذبح الطفل في حلب دليل جديد على أن لا فرق بين معتدل ومتطرف فكلهم سواسية في التوحش واستباحة الإنسان وحقه في الحياة .. مشيرة إلى أن بيان الاستنكار الذي صدر عن " حركة نورالدين زنكي " التي ارتكب عناصرها هذا الفعل المتوحش هو بيان تبريري قبيح ليس إلا لذر الرماد في العيون ولا يمكن لها أن تغسل يديها من هذا الفعل الشنيع الذي لم يكن فرديا كما تزعم.
ولفتت إلى أن مشاهد عملية الذبح تؤكد أن الجريمة كانت جماعية ووسط تهليل وتكبير كما أن بيان مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بقدر ما جاء فاترا وباردا لا يعكس على الإطلاق حجم الجريمة فإنه كان بمثابة إدانة لدورها في دعم "المعتدلين" الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم إذ اكتفى المتحدث بالقول إذا حصلنا على أدلة تؤكد أن ذلك حدث بالفعل وأن هذه الحركة متورطة في ذلك فسيتسبب هذا بوقف تقديم شتى أنواع الدعم لها .. مشيرة إلى أن المتحدث يعترف بأن هذا التنظيم "صناعة أمريكية" مثله مثل غيره من التنظيمات التي رعتها أو ترعاها واشنطن وبعضها بايع " داعش " والبعض الآخر باعها سلاحه والبعض التحق ب " جبهة النصرة ".
واختتمت صحيفة " الخليج" افتتاحيتها قائلة " أما آن للولايات المتحدة أن تتعلم الدرس وتكف عن هذا التدخل السافر في غض الطرف عن الإرهاب وتصنيع منظمات مسلحة وتدريبها وتسليحها وتمويلها وصرف ملايين الدولارات عليها كي تشارك في تدمير الدول وتفكيكها .. لائحة المنظمات المسلحة الأمريكية الصنع طويلة بعضها تبخر مثل "حركة حزم" و"جيش سوريا الجديد" وبعضها التحق ب "داعش" و"النصرة" وبعضها مثل "نورالدين زنكي" يرتكب الجرائم.
أرسل تعليقك