تناولت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها استقرار وتلاحم دولة الامارات وسط مظاهر الفوضى التي تشهدها مختلف انحاء العالم اضافة الى السياسة التي تنتهجها اسرائيل من اجل خلق حالة من اليأس في الشعب الفلسطيني والتحديات التي تفرض نفسها على القمة العربية المقبلة في موريتانيا.
وتحت عنوان " هنيئا للإمارات بقيادتها " قالت صحيفة البيان ان ما يحدث حولنا في مختلف أنحاء العالم من اضطرابات وانقلابات وتفجيرات وإرهاب وتظاهرات وصراعات على السلطة وغيرها من مظاهر الفوضى وعدم الاستقرار يجعلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة نحمد الله عز وجل على نعمه الكثيرة التي حباها لهذه الدولة من أمن واستقرار وتلاحم وطني بين الشعب والقيادة قلما نجد نظيرا له.
واضافت ان الأيام والتطورات والأحداث تشهد أن من أكبر النعم التي حباها الله لدولة الإمارات ولشعبها هذه القيادة الرشيدة الحكيمة التي لا تعرف في حياتها سوى العمل من أجل أمن ورخاء الشعب والوطن قيادة لا تعرف الصراعات والمزايدات والحزبيات والتعصبات بل هي في سباق دائم مع الزمن من أجل التنمية والتطور والصعود بشعبها ووطنها للمواقع القيادية على مستوى العالم.
واكدت البيان ان مثل هذه القيادة التي هي هبة من الله ونموذج يحتذى في التعاون والتفاهم في منظومة عمل واحدة من أجل وطن واحد جديرة بأن يلتف حولها جميع أفراد شعبها يدينون لها بالولاء ويعملون معها ليلا ونهارا من أجل أمن واستقرار وبناء وتنمية هذا الوطن.. شعب وقيادة لا وقت لديهما إلا للعمل والبناء وبينهما من الولاء والثقة المتبادلة ما لا يتوافر في أية دولة أخرى.. وهذا ما شهدت به المؤشرات العالمية التي اختارت شعب الإمارات في مقدمة شعوب العالم ثقة بحكومته.
من جهتها وتحت عنوان " تصنيع اليأس " قالت صحيفة الخليج أن الكيان الصهيوني وجد حلفاء في كثير من الأماكن من أجل خلق حالة من اليأس في الشعب الفلسطيني ففي الأرض المحتلة ليست إجراءاته حماية لأمنه كما يحاول جاهدا أن يقنع الآخرين بذلك.. وهي ليست من أجل تحقيق أهدافه في الاستيطان أو في مصادرة الأراضي أو في الهيمنة على الموارد الطبيعية أو غيرها فحسب.. هي كل ذلك بطبيعة الحال ولكن الغاية النهائية التي في تحقيقها يتم تحقيق ما سبق هي زرع اليأس.
واضافت ان كل الضجة والإعلام الذي يرافق سياساته هي لخلق القناعة لدى الفلسطينيين أن ما يتطلعون إليه ليس هدفا وإنما سراب.. بعض الضجة وبعض الإعلام قد يكون مباشرا ولكن في معظمه يأس مبثوث في ثنايا السياسات والتقارير الدولية.
واوضحت انه حينما يذهب الكيان بعيدا في ردود فعله فهو يريد التأكيد على أن مقاومة الفلسطينيين مهما كانت سلمية أو غير ذلك هي نوع من العبث الذي لا طائل منه.. فالاحتجاج على الاستيطان يولد استيطانا أكبر والتظاهر ضد القتل والاغتصاب يقود إلى مضاعفتها والتذمر من الإجراءات الأمنية يجلب أشد منها.
وقالت ان اللجنة الرباعية تساهم في ذلك بطريقة أسوأ فهي حينما تجعل الضحية مسؤولة عما يحصل لها إنما تحاول إقناع الفلسطينيين بأن لا أمل لهم إلا بالانصياع لكل ما يطالهم وينال من حقوقهم.. والأمم المتحدة حينما تطالب الفلسطينيين بأن لا يقاوموا بل تدين هذه المقاومة التي يكفلها الميثاق التي هي مسؤولة عن صيانته إنما تؤكد للفلسطينيين أنهم عبثا يبحثون عن العدل لديها.. وأن من الأفضل لهم الإذعان للحال الذي يجدون أنفسهم فيه.. وحينما لا يتحرك الأخ والصديق لنجدتهم والوقوف معهم فهو إيحاء بأن لا خيارات أخرى غير الحال الذي يجدون أنفسهم فيه.
واضافت ان هذه كلها بمجملها وبتفاصيلها تجعل المراقب عن كثب لا يرى فيها بالنسبة للفلسطينيين إلا صناعة لليأس لكنها صناعة في ذاتها يائسة وبائسة لأنها تناقض النفس البشرية وما جبلت عليه.. الناس لو فطرت على القبول بالحال لما حصل التقدم عبر القرون.. والتاريخ يشهد بأن الجماعات وليس الأفراد في عمومها كثيرا ما أحبت أن تكون تحت الأرض على أن تكون فوقها ذليلة مسلوبة الإرادة ولكننا لا نحتاج إلى التاريخ حتى نستدل على ذلك.
وخلصت الى القول ..يكفي أن ننظر في تاريخ الشعب الفلسطيني فكلما اشتدت عليه الأزمة كلما ازدادت مقاومته وكلما تخلى عنه من حوله تضاعفت همته وهو بهذه المقاومة وتلك المهمة إنما يزرع اليأس في من يخططه له وهذا لا يحتاج إلى بيان فشتان بين من يغتصب الحياة وبين من يناضل للحفاظ عليها.
وتحت عنوان " القمة العربية " قالت صحيفة الوطن أن القمة العربية التي تستضيفها موريتانيا 25و26 من الشهر الجاري تأتي في مرحلة هامة تشهد تحديات كبرى على كافة الصعد وهي بالتأكيد تقتضي تنسيق الموقف العربي حول التحرك الواجب للتعامل مع كافة الاستحقاقات والملفات.. فهناك فلسطين القضية المركزية للعرب والتي تحتاج إلى تحرك من نوع جديد في كافة المحافل الدولية خاصة بعد تقرير اللجنة الرباعية الذي لاقى انتقادات واسعة لمجافاته الحقائق والتعاطي الواجب مع القضية في الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال الإسرائيلي جرائمه وتعدياته بحق الشعب الفلسطيني ويتجاهل جميع القرارات التي ترسخ الحق الفلسطيني.
واضافت ان هناك التهديد الإرهابي الذي بات التحدي الأكبر عالميا والذي تتزايد الدعوات لضرورة التعاون والتكاتف وتوحيد الجهود الدولية للحرب على الإرهاب واستئصاله وقد بينت الاعتداءات الوحشية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية أن حملة هذا الفكر العفن لا يتوانون عن الضرب في كل مكان يتمكنون من النفاذ إليه وإلحاق أكبر الأذى والمآسي بالأبرياء والمدنيين وقد بينت الجرائم الجبانة الغادرة في عدة مناطق الهمجية والخطورة التي يشكلها الإرهاب وأهمية تعزيز التعاون الدولي لسحقه.
وتابعت ..كما تبرز أزمات سوريا والعراق كملفات رئيسية جراء معاناة الملايين من الشعبين من ويلات كثيرة دون أمل قريب بالوصول إلى حل فضلا عما تسببه من خطورة وتهديدات للمنطقة برمتها في الوقت الذي تحولت فيه مناطق واسعة شمال البلدين إلى معاقل للتنظيمات الإرهابية وهي بالتأكيد تستوجب توحيد الجهود للحل وإنهاء مأساة الشعبين.. كما تبرز أزمة ليبيا التي تحتاج إلى تعزيز التوافق ضمن نطاق الشرعية المدعومة والمعترف بها دوليا والتي تؤكد الحاجة لتوحيد الصف الداخلي الليبي لمنع تفشي تنظيم "داعش" الإرهابي وغير ذلك من المطالب التي تحصن ليبيا وتجنبها المزيد من التوترات.
واكدت ان القمة العربية مطالبة بالاستفادة من التعاون الخليجي الذي ينعكس خيرا على شعوب المنطقة ويعتبر الأساس في حفظ استقرارها وقد بينت تجربة التحالف العربي في اليمن وإنقاذه من المخاطر والمخطط الذي رسم له القدرة على صنع انتصارات تاريخية عندما يكون التحالف قويا ومن هنا فلابد من الاستفادة من على هذه التجربة العظيمة وتعميمها عربيا.. كما أن التدخلات الإيرانية العدائية في شؤون المنطقة ودعم التنظيمات الإرهابية وتكثيف التعديات وإرسال المليشيات هو تحد يتوجب رص الصفوف والتنسيق لمواجهة المخاطر التي تقوم إيران بمحاولة تصديرها إلى الدول العربية وأهمية وقف تدخلاتها وأساليبها التي تقوم على صب الزيت على النار ومحاولات إشعال الفتن الطائفية خدمة لمشروعها التوسعي العدائي.
وقالت .. الكثير من الملفات ستكون أمام القادة والزعماء العرب في قمة موريتانيا ولابد أن يتم تجاوز التحديات وتسارع الأحداث التي تشهدها المنطقة حتى تثمر تعاونا كبيرا وقد بينت التجارب قدرة العرب على الانتصار والصمود وقهر التحديات أيا كانت بتعاونهم وتكاتفهم.
أرسل تعليقك