أبرزت صحف الإمارات في افتتاحياتها اليوم شهادة بابا الفاتيكان خلال استقباله سفراء السلك الدبلوماسي وإشادته بسياسة الإمارات المتسامحة والمنفتحة على الصعد كافة.
كما ألقت الصحف المحلية الضوء على التحفظ البريطاني على البيان الختامي لمؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط ورفضها التوقيع عليه بما يعني تأييد الموقف الإسرائيلي الرافض لحل الدولتين ولوقف الاستيطان أو الانسحاب من الأراضي المحتلة .. إلى جانب الإدارة الأمريكية الجديدة التي يتم التعامل مع قراراتها بعد أيام قليلة وما ينتظرها من أزمات كثيرة لم تعد تنتظر البقاء على النهج ذاته الذي اتبعه أوباما .
فتحت عنوان "الإمارات رمز التسامح" .. قالت صحيفة "البيان" إن مكانة الإمارات تتكرس باعتبارها رمزا للتسامح والأدلة على ذلك كثيرة آخرها شهادة بابا الفاتيكان خلال استقباله سفراء السلك الدبلوماسي وإشادته بسياسة الإمارات المتسامحة والمنفتحة على الصعد كافة .
وأضافت أن البابا فرانسيس بابا الفاتيكان أكد أن السياسة المنفتحة والمتسامحة التي تنتهجها القيادة الحكيمة في دولة الإمارات تعتبر مثالا يحتذى وتنبع من التسامح واحترام الغير وحرية ممارسة الأديان عبر ترسيخ قيم التسامح والتعايش والانسجام .
وأكدت أن الإمارات تعد من أبرز دول العالم في ممارستها للتسامح إذ يعيش في بلادنا جنسيات كثيرة من مشارب عرقية ودينية مختلفة يعيشون بتسامح كبير ويمارسون معتقداتهم ويؤدون مهام عملهم ويتمتعون بأمن واستقرار خصوصا حين يصون القانون حريات الناس ويمنع إشاعة الكراهية ويعاقب عليها بوسائل كثيرة وهذا المناخ الإيجابي يولد المزيد من الرضا والإحساس بالسعادة .
ونوهت الصحيفة بأن التسامح في بلادنا جذره من فهمنا الصحيح لديننا وعقيدتنا التي تقبل الاختلاف من جهة وتصون حرية الإنسان في حياته والتسامح هنا المصون بالممارسة والقانون يولد بطبيعته طاقة إيجابية فلا يشعر أي إنسان أنه أقل من إنسان آخر وتغيب مع ذلك كل مفردات التمييز أو أي تصرف يمس كرامة الإنسان وحياته ومعتقده .
وأكدت في ختام إفتتاحيتها أن بلادنا ستبقى رمزا للتسامح في هذا العالم وهذه الشهادة التي يقدمها رمز ديني عالمي مهمة أيضا في توقيت حساس يريد تصوير المنطقة باعتبارها تكره التنوع وتنبذ الحياة تحت وطأة شعارات مزيفة يتم الاختباء خلفها .
وفي موضوع آخر بعنوان "إسرائيل .. الغائب الحاضر" .. قالت صحيفة "الخليج" إن بريطانيا وحدها من بين الدول السبعين التي شاركت في مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط أعلنت تحفظها على البيان الختامي الذي أكد حل الدولتين وعدم الاعتراف بأية خطوات أحادية وتحديدا ما يتعلق بالحدود ومدينة القدس والتأكيد أن أي حل يجب أن يستند إلى حدود 1967 وقرارات الشرعية الدولية .
وأوضحت أن التحفظ البريطاني الذي أرفق بعدم التوقيع على البيان يعني رفض مضمونه وبالمعنى السياسي هو تأييد للموقف الإسرائيلي الرافض لحل الدولتين ولوقف الاستيطان أو الانسحاب من الأراضي المحتلة .. مشيرة إلى أن هذا الموقف كان سبقه موقف سلبي آخر قبل نحو أسبوعين عندما انبرى المتحدث باسم رئيسة الحكومة البريطاني تيريزا ماي للرد على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي اعتبر الاستيطان غير قانوني ويهدد السلام وحل الدولتين إذ تعمد المتحدث تقريع كيري معتبرا أن الاستيطان ليس العقبة الوحيدة وليس من المناسب مهاجمة إسرائيل وهي حكومة حليفة ومنتخبة ديمقراطيا .
وتابعت الصحيفة بالقول "صحيح أن بيان المؤتمر لا يشكل وثيقة دولية يعتد بها ويمكن أن تندرج في إطار قرارات الشرعية الدولية أو لها مفعول تنفيذي لكنها تبقى وثيقة تؤشر إلى سلوك دولي جديد تجاه القضية الفلسطينية وخريطة طريق يمكن الاسترشاد بها عند البحث عن أية تسوية مقبولة ومضمونها يتعارض مع الموقف الإسرائيلي الرافض للتسوية والمتمسك بالاحتلال واستتباعاته من مصادرة للأرض والاستيطان والساعي على مدى سنوات المفاوضات السابقة لفرض الاستسلام المطلق على الجانب الفلسطيني وحمله على الإذعان للأمر الوقع .
وأكدت في ختام إفتتاحيتها أن الموقف البريطاني في مؤتمر باريس وقبله كان نموذجا للسياسة اللاأخلاقية التي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان لأنه يخالف الشرعية الدولية والقانون الدولي بل يتعارض بالمطلق مع ما تدعيه من تمسك بالعدالة والحرية .. وقالت إن لبريطانيا تاريخا استعماريا شائنا في كل مكان وطئته أقدام جنودها ومواقفها من الشعب الفلسطيني هو جزء من ثقافة إستعمارية متجذرة في السياسة البريطانية تعبر عنها مواقف الحكومات المتتالية أكانت من المحافظين أو العمال .
أما صحيفة "الوطن" فكتبت في إفتتاحيتها بعنوان "لحظة الحقيقة" أن أزمات كثيرة لم تعد تنتظر البقاء على النهج ذاته الذي اتبعه أوباما وإدارته في التعامل معها مشيرة الى ان العلاقات الدولية بين قطبين على غرار روسيا والولايات المتحدة لا تعرف المشاعر ولا المجاملات أمام المصالح كذلك حال الصين التي استفزتها مواقف ترامب وتصريحاته من حيث انتقاد خطها الاقتصادي أو التعامل مع قضية تعتبرها بكين خطا أحمر وهي "الصين الموحدة" وقد عبرت عن غضبها تجاه الاتصالات مع رئيسة تايوان واعتبرتها خروجا عن الواقع وتحمل ما يثير التكهنات .
وأكدت أن الحرب على الإرهاب قضية عالمية بامتياز وتحتاج إلى توافقات دولية وتعاون وتكاتف منقطع النظير ولاشك أن أي خلاف بين الولايات المتحدة والدول الشريكة في الحملة قد تنعكس سلبا على التنسيق الواجب تبعا للأولويات التي يراها كل طرف من حيث ضرب الإرهاب وسحقه وتجفيف منابعه وهو واجب على المجتمع الدولي وكذلك معالجة أسباب نشوئه .
وقالت "الوطن" في ختام إفتتاحيتها إن البعض يريد موقفا أمريكيا فاعلا وآخرين يعتبرون مواقف أوباما سلبية في الكثير من الملفات وإن أي بديل أفضل من الجمود الذي ميز الكثير من الملفات.
أرسل تعليقك