اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بانطلاق أعمال منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة أمس في أبوظبي إضافة إلى حجم المساعدات الإماراتية خلال العام 2015 والذي بلغ 32.34 مليار درهم ما يعكس حرصها على مد يد العون لكل محتاج في أي مكان في العالم.
وركزت الصحف على استنكار مجلس التعاون لدول الخليج العربية للتصريحات العدائية لمسؤولين إيرانيين والموجهة ضد دول عربية بجانب الأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط.
وتحت عنوان " دروب السلام " أكدت صحيفة " الرؤية " أن تعزيز السلم ليس غريبا أو طارئا على أرض إمارات الخير بل هو جزء رئيس من تكوينها وروحها منذ بزوغ فجر الاتحاد حتى اليوم.
وقالت إن دروب السلام من أبوظبي تبدأ ولن تحط رحالها إلا حين يعم السلم والاستقرار أرجاء المعمورة ولا سيما دولا شقيقة أضناها ظلام الإرهابيين وأعياها تشبثهم بحماقاتهم.. مشيرة إلى أن السبيل إلى تلك الدروب في منطقتنا لا يستلزم إلا المزيد من تحصين شبابنا ضد شباك التطرف والحقد التي تتربص بهم.
وأوضحت " الرؤية " في ختام إفتتاحيتها أن الدروب ليست وعرة وأفقها واضح والمهمة وخطواتها العملية أكثر وضوحا وتبدأ من تكاتف وتكامل الجهود الصادقة في سبيلها.
من ناحية أخرى وتحت عنوان " يد الخير والعطاء " كتبت صحيفة " الخليج " إنه في كل يوم تقدم دولة الإمارات أمثولة للعالم في القيم والمبادئ الإنسانية التي تقوم على الرحمة والتكافل والتسامح وعمل الخير انطلاقا من نهج متجذر في سلوكها أرساه مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " رحمه الله ".
وأشارت إلى أن إعلان وزارة الخارجية والتعاون الدولي بأن إجمالي المساعدات الإماراتية المدفوعة للعام 2015 بلغ 32.34 مليار درهم / 8.8 مليار دولار/ فهذا يعني أن الإمارات تؤدي دورا رياديا على مستوى العالم في تفعيل مفهوم العلاقات الإنسانية ومواجهة آفتي الفقر والجوع من خلال المبادرات الحقيقية التي تصب مباشرة في خدمة الأهداف التنموية والصحية والاجتماعية التي تخدم الملايين من الفقراء والمعوزين على مستوى العالم بمعزل عن انتماءاتهم الجغرافية والدينية والقومية.
وأضافت أن الإمارات عندما تقوم بهذا الواجب إنما تترجم نهجها الثابت الذي يستند إلى قيمها العربية والإسلامية دون منة أو تفضل واعتباره واجبا إنسانيا كما قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي.
وقالت إن يد الإمارات البيضاء التي تجود بالخير والعطاء على كل ملهوف أو محتاج أو لاجئ على اتساع المعمورة هي نفسها اليد التي تبني جسور التواصل والمحبة والتسامح مع العالم من أجل مواجهة رياح البغضاء والكراهية والعنصرية وآفة الإرهاب التي تجتاح العالم.. هي الإمارات إياها التي باتت نموذجا يحتذى في التعايش بين شعبها ومختلف المقيمين على أرضها من مختلف الأجناس والثقافات والأديان وباتت مثالا لشعوب الأرض في التكاتف والتسامح والإخاء. مثال تقدمه للعالم حول حقيقة الإسلام كدين سماوي يتعامل مع البشر من منطلق إنساني وليس كما تقدمه حثالة من البشر لا علاقة لهم بالإسلام والمسلمين.
وأضافت أنه عندما تقدم الإمارات دعمها بسخاء وأريحية لكل الشعوب المحتاجة إنما تترجم إيمانها بصدق على أنها جزء من هذا العالم الذي لن تتكرس فيه العدالة والأمن والسلام إلا بالتضامن والشراكة في التغلب على الفقر والجوع والبؤس والعوز والجهل.
ولفتت إلى أن الإمارات قد وفت بكل التزاماتها تجاه تحقيق أهداف الألفية الإنمائية للعام 2015 وهي ماضية في الإسهام بكل متطلبات الأهداف الإنمائية المستدامة لما بعد العام 2015.
وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها .. " وتبقى الإمارات صفحة ناصعة البياض في هذا العصر المتشح بالسواد والحروب والموت والدمار والصراع على المغانم والمكاسب والمواقع والنفوذ دون حساب للبشرالذين يسقطون بالملايين وينتشرون في مغارب الأرض ومشرقها يبحثون عن ملاذ آمن.. هي إمارات الخير والعطاء.. هي إمارات زايد.. إمارات الإسلام والعروبة والإنسانية".
من جانب آخر وتحت عنوان " موقف خليجي " قالت صحيفة " البيان " إن تنديد مجلس التعاون الخليجي بالتصريحات العدائية لمسؤولين إيرانيين وهي التصريحات الموجهة ضد دول عربية .. يعبر عن رسالة سياسية طالما أبرقتها دول الخليج إلى إيران بوسائل مختلفة لكن إيران تصر على أن تواصل سياساتها العدوانية.
وتساءلت الصحيفة كيف يمكن لإيران أن تعادي كل المنطقة العربية وكل جوارها بهذه السياسات الخرقاء والتدخل في أمن دول عربية ومس استقرارها وتصنيع طوائف تابعة لها ومحاولة تسليحها واستعمالها في مخططات الفوضى التي تصدرها للمنطقة ثم تأمل في الوقت ذاته أن تكون مقبولة من دول المنطقة وشعوبها.
وأكدت أن إيران قد أثبتت طوال عقود أنها لا تريد أي استقرار في هذه المنطقة ومشروعها التوسعي الذي تستعمل فيه شعارات دينية ومذهبية بات سببا في هدم بنية المنطقة وإيران اليوم بين شعوب المنطقة مدانة ومرفوضة بكل ما تعنيه الكلمة خصوصا بعد الأدلة على ما تفعله مباشرة أو عبر الوكلاء في مناطق عدة .
واضافت أنه من المثير للغرابة هنا ألا نجد أحدا في الدولة الإيرانية قادر على كبح هذا التهور في السياسات ولا وقف التعبيرات التي تجافي الدين والجغرافيا والتاريخ معا.
واختتمت " البيان " إفتتاحيتها بقولها إن مجلس التعاون الخليجي يقف على قلب رجل واحد إزاء مختلف التحديات أو التهديدات وسيبقى كذلك في وجه كل من يحاول أن يطمع بهذه المنطقة أو يظن أن بإمكانه تصدير الفوضى إليها أو تخليق الأزمات فيها فدول الخليج العربي وحدة واحدة في وجه التحديات.
من جهة أخرى وتحت عنوان " الزمن وأزمات المنطقة " قالت صحيفة " الوطن " إن الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة الأمريكية بانتظار دخول الرئيس الأمريكي الـ45 دونالد ترامب إلى البيت الأبيض رسميا في الـ20 من الشهر المقبل ومعرفة السياسة التي سينتهجها وهو ما يحاول المحللون معرفتها من خلال التعيينات التي يقوم بها في إدارته والتي ستحمل الكثير من المحاولات لكسب الزمن الفاصل والذي يبدو باللعب خارج الوقت المستقطع.
وأشارت إلى ذات الحال ربما وإن بدرجة أقل تجاه القارة الأوروبية فمع خروج بريطانيا من الاتحاد واستعداد فرنسا للانتخابات القادمة والتي يتنافس فيها كل من اليمين الشعبوي واليسار تبدو الاهتمامات الطاغية بمنع وصول الشعبويين إلى أوروبا مما قد ينذر بكارثة جديدة تمهد حتى لخروج فرنسا ذاتها من الاتحاد مع ما يعنيه ذلك من انهيار آخر ينهي الآمال بتعويض الخروج البريطاني / المر/ كما أن الاستفادة من تجربة النمسا بهزيمة اليمين في الانتخابات أبقت على الأمل بالقدرة على تطويق تداعيات المد المتطرف بقناعاته ورفضه للاتحاد وتشدده في كافة المسائل الخلافية.
وأضافت أنه على الجانب الآخر يبدو العمل في سوريا والعراق يتأثر لدرجة كبيرة بما يجري وفي انتظار انتهاء هذه الفترة خاصة في سوريا وبالتحديد بانتظار تسلم ترامب لمقاليد الرئاسة.. فروسيا استغلت الموقف الأمريكي المتردد والمنكفئ عمليا وصعدت عملياتها دعما لحليفها النظام السوري لأقصى حد ممكن فأنقذته من السقوط بعد تدخلها في 2015 وتتعاون مع إيران لمواصلة نهجها في سوريا ومهما قيل عن مصالح روسية في سوريا لكن تدخلها وما سببه شيء يفوق الوصف ويعقد أي إنجاز لحل سياسي يضع حدا لمأساة سوريا المستفحلة والتي تهدد بدورها الاستقرار الضعيف أصلا في الشرق الأوسط تلك المنطقة التي نادرا ما عرفت إلا التوتر والأزمات والحروب والأحداث الجسيمة التي يتأثر بها العالم برمته.
وذكرت أنه في العراق أيضا أتى الإعلان عن توقف العمليات لتحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي بعد أسابيع من انطلاقها ليلقي المزيد من الأسئلة حول ترقب ما أو انتظار إعادة ترتيب معينة لاستكمال ما بدأه العرق بدعم التحالف الدولي.
وقالت إنه خلال هذه الفترة يبدو الزمن عاملا هاما لدرجة كبرى بحيث يعتبره النظام السوري حاسما في حين قد يكون تجاوز الجهود الدولية الهادفة لإحداث الحد الأدنى من التوافق الذي يكون قادرا على إنجاز حل يضع حدا لما يجري من كوارث ونكبات يعاني منها ملايين السوريين وتفاقم دوامة الحرب في بلد منكوب.
ونبهت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها إلى أن أي آلية تبتعد عن الوصول إلى حل سياسي - في حال اتبعت نفس المواقف - فيه تمديد لعمر الأزمات في المنطقة وفيه استمرار للعمليات العسكرية المدمرة والكارثية التي شهدها العالم أجمع حيث ذهبت سنين كثيرة في مباحثات ومناقشات عقيمة لم تقدم أو تثمر أي تحرك باتجاه حل يرى النور.. ولايزال الانتظار هو السائد حتى اليوم وإلى إشعار آخر.
أرسل تعليقك