اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بدعوة الإمارات لدول العالم بالتكاتف والوقوف في وجه الإرهاب إضافة إلى إدانة الدولة لحادثة دهس الأبرياء في أحد الأسواق في برلين إلى جانب ما سمي بـ"إعلان موسكو" بين روسيا وتركيا وإيران بشأن سورية .
فتحت عنوان " رؤية إماراتية " أكدت صحيفة البيان أن دعوة الإمارات لدول العالم بالتكاتف والوقوف في وجه الإرهاب إضافة إلى إدانتها لحادثة دهس الأبرياء في أحد الأسواق في برلين تؤشر على الرؤية الإماراتية التي تصوغ سياساتنا داخليا وخارجيا وهي رؤية تستند في الأساس إلى حرمة الإنسان وضرورة صيانة حياته ومكتسباته.
وقالت إن هذه الدعوة الصريحة والواضحة تعبر أيضا عن إدراك إماراتي لمخاطر الإرهاب الذي يتمدد في العالم فهو ينتقل مثل الوباء من بلد إلى بلد ويستهدف المدنيين الأبرياء تحت عناوين مختلفة ويتسبب بتشظية الدول وإثارة النزاعات على أساس ديني وطائفي ومذهبي.
وأوضحت أن هذا الإرهاب يتسبب بأذى كبير جدا لسمعة العرب والمسلمين في العالم حين يتورط بعض العرب والمسلمين في هذه الحوادث مما سيؤدي إلى رفع منسوب الكراهية ضد منطقتنا خصوصا في الدول التي تفتح أبوابها للعرب والمسلمين الهاربين من الموت في بلادهم والباحثين عن الأمن والاستقرار فيأتيهم الإرهاب ليزيد من عذابهم.
ودعت العالم لينهض بقوة في وجه هذه الجرائم وأن لا يتم ترك بعض الدول وحيدة في مواجهتها لهذا الإرهاب البشع خصوصا أن الأحداث تثبت أن هذه الجرائم تنتقل من بلد إلى آخر.. ونحن اليوم أمام مهمة عالمية لخلع التطرف من جذوره ولعل منطقتنا هي الأقدر على تقديم تصور قابل للتنفيذ من أجل مواجهة الإرهاب في تطور حركته أخيرا.
وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن الدعوة الإماراتية - دعوة شجاعة وتشخص طبيعة التحديات القائمة والمقبلة على الطريق ولا بد من تحويلها عالميا إلى خطة عمل.
وحول نفس الموضوع .. أكدت صحيفة "الخليج " أن الجريمة المروعة التي كانت برلين ساحتها وسقط فيها / 48 / قتيلا وعشرات الجرحى مماثلة لتلك التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية يوم 16 يوليو الماضي من حيث الوسيلة التي استخدمت في العمل الإرهابي والطريقة والجهة التي قامت بالفعل الإجرامي.. مشيرة إلى أنه في العملين الإرهابيين تم استخدام شاحنة لدهس أبرياء كانوا يحتفلون بالأعياد وكان " داعش " يقف وراءهما.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "الإرهاب في أوربا " .. لقد سبق للإرهاب أن ضرب لندن ومدريد ومن ثم فرنسا وبلجيكا مستهدفا وسائل المواصلات والنقل ومحطات القطارات والمترو والمطارات وسقط عشرات الأبرياء كما هو حال في العواصم والمدن العربية التي تتلظى بنار الإرهاب الذي يقتل ويدمر بأساليب لم تعرفها العصور البدائية من حيث وحشيتها وبشاعتها على مثال ما فعلته النازية والفاشية والصهيونية ضد البشرية.
وأضافت أن ما سال ويسيل من دم في عاصفة الجنون الإرهابية بلغ حدا غير مسبوق وما نجم عن هذا الجنون من تهجير ولاجئين ونازحين ضاقت بهم البحار ورفضتهم دول وشعوب متحضرة تحول إلى وصمة عار في جبين الإنسانية لا تمحوها كلمات وعبارات استنكار وشجب.
وأكدت الصحيفة أن هذه النزعة العدوانية المتوحشة وشهوة الدم التي لا تشبع لا تعبأ بأديان وقيم ولا ينفع معها نصح وإرشاد وعفو لأنها مصابة بسعار القتل ومهووسة بالشعوذة والهرطقة الدينية التي لا أصل لها ولا فرع في أي دين.
وتساءلت أي دين هذا الذي يدفع بإنسان لسحق مخلوقات الله تحت عجلات شاحنة أو سيارة أو يفجر حافلة أو سوقا شعبيا أو مطارا أو يفخخ طفلته ويرسلها كي تفجر نفسها مرضاة لله ولدخول الجنة.
وأوضحت أن الإرهاب يضرب في كل مكان ولأوروبا منه نصيب لأنها لم تتعامل معه كما يجب وهي الآن مدعوة لإعادة النظر في سياستها تجاهه.. مشيرة إلى أن أوروبا أقرب كثيرا لمنابع الإرهاب لأنه في عقر دارها وفي جوارها يترصد ويتابع من خلال خلاياه النائمة أو ذئابه المنفردة كي يضرب مجددا وحيث يمكن أن تطال يديه .
وشددت " الخليج " على ضرورة وجود مقاربة أوروبية جديدة والتخلي عن سياسات قديمة سقيمة في إعلان حرب شاملة على الإرهاب بكل مسمياته وتلاوينه وفي إطار عمل دولي حقيقي بهدف اجتثاثه.. لافتة إلى أن شجب ما جرى في برلين وغيرها تعبير عن رفض لكن الشجب والرفض وحدهما لا يصرفان لدى الجماعات الإرهابية التي ترى فيهما علامة ضعف تستوجب المزيد من العمليات الإرهابية.
أرسل تعليقك