اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحياتها بإدانة دولة الإمارات للحوادث الإرهابية في الأردن وتركيا والتي تعكس نبذها ورفضها التام للعنف والإرهاب .. فيما دعت الصحف إلى توحيد الجهود العالمية للتصدي لهذه الظاهرة التي تجتاح مختلف دول العالم وتهدد أمنه واستقراره.
وألقت الصحف الضوء على الموقف الذي أبداه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة - الذي سيغادر منصبه قريبا - من عدم إقامة دولة فلسطينية حتى الآن .. متسائلة ما الذي فعله خلال فترتي أمانته للأمم المتحدة للقضية الفلسطينية بل وللأمانة الموكلة إليه بموجب مقتضيات منصبه.
وتحت عنوان " وباء الإرهاب " قالت صحيفة " البيان" .. إن إدانة دولة الإمارات للحوادث الإرهابية في الأردن وتركيا .. تعبر عن نهجها الدائم الذي ينحاز للحياة ويقف دوما في وجه الإرهابيين الظلاميين وهو نهج متواصل عبرت عنه قولا وفعلا في مواقع عديدة.
وأضافت أن العمليات الإرهابية التي تقع في دول عربية وإسلامية تؤذي هذه المنطقة بطريقة مؤلمة جدا وتتسبب بأضرار لكل مكونات المنطقة إضافة إلى تشويهها صورة العرب والمسلمين وإرث الإسلام أمام هذا العالم الذي باتت قوى كثيرة فيه تريد أن تستثمر في هذا الرابط المزيف بين الإسلام والإرهاب من أجل التعبير عن كراهية مضاعفة ووضع المنطقة في خانة الدفاع عن نفسها.
وأشارت إلى أن الإرهاب يتخذ أشكالا متعددة لكن القاسم المشترك بين هذه الأشكال هو دفع المدنيين والأبرياء للثمن فرادى في هذا العالم وهذا ما نراه في كل مكان على يد المجموعات الإرهابية التي تختطف شعارات وعناوين جذابة وتختبئ خلفها من أجل إدامة جرائمها وعنفها.
وخلصت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إلى أنه بات واضحا أن كل الشعوب العربية والإسلامية مدركة خطورة الإرهاب على صعيد الفكرة والتنفيذ وخصوصا مع كل هذه الكلف الدموية المرعبة في كل مكان .. مشددة على ضرورة أن يواصل الجميع ذات موقفهم على صعيد حصر الإرهاب في كل مكان وعدم السماح لهذا الوباء بالتسلل إلى أي بيئة آمنة فهو وباء يؤدي إلى تدمير بنية الدول ويجر الشعوب إلى ويلات غير متوقعة.
من جانب آخر وتحت عنوان " الغدارون " كتبت صحيفة " الوطن " .. إنه خلال يومين وبهجمات وحشية إرهابية غادرة جديدة ضرب الإرهاب في عدة دول موقعا عشرات الضحايا في مصر وتركيا واليمن والأردن وجميع تلك الهجمات التي تعكس حجم الحقد والجبن والغدر في نفوس أصحابها استهدفت أبرياء وانتهجت أكبر درجات العنف والوحشية والغدر.. ومثل كل فئة ضالة باعت عقلها وضميرها للشيطان استباحت دماء الأبرياء وارتكبت مجازر وحشية وبينت للعالم أجمع مرة جديدة أنها لا تمت لقيم البشرية وخصالها ولا إلى الأديان بأي صلة كانت.
وأشارت إلى أن الإرهاب لا دين ولا وطن له وإنما يمكن أن يوجد في كل مكان تتواجد فيه فئات تحمل عقولا ظلامية واستعدادا لتخطي كل المحظورات والتصرف برعونة ووحشية فيتسببون بالمآسي والألم والرعب.
ورأت أنه لا بديل للعالم أجمع عن التعاضد والتكاتف والتعاون لاجتثاث هذا الوباء الكارثي وتجفيف منابعه والقضاء على كل وجود له حيث يوجد فالإرهاب عدو لئيم ومعرقل لكل شيء فلا تطور ولا نهضة ولا أمن مع وجود الإرهاب ومن يعولون عليه لتحقيق مآربهم أيا كانت ومع استغلال الفئات الإجرامية لمخترعات العصر لتطويع الإرهابيين أو ما يعرف بظاهرة "الذئاب المنفردة" في كل مكان يمكن أن ينجحوا به.
وشددت على أن التحدي بات أكبر وأخطر وهو ما يستوجب تعاون عالمي لأقصى درجة ممكنة لتعزيز الجهود وتوحيدها لتحقيق هدف نبيل لصالح البشرية جمعاء هو اجتثاث الوباء وكنس حملة هذه الأفكار وهذا التعاون تبدو الحاجة إليه ملحة أكثر من أي وقت مضى مع تزايد الأخطار والمحاولات الغادرة التي تحاول التنظيمات ومن يتبعونها أو يتبنون افكارها تنفيذها ويجب أن تكون حربا على الصعد كافة ليصار إلى القضاء على هذا التوحش الموغل في الأفكار السوداء فالحرب فكرية وأمنية وعسكرية واقتصادية وهي تحتاج تعاملا سريعا دون أي تأجيل.
وأكدت أن التعامل مع المناطق التي تتخذها الجماعات الإرهابية مقار رئيسية مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق .. أمر ملح لحرمان التنظيمات الإرهابية مثل " داعش " من الهيمنة على أي مكان كان وبالتالي هذا يستوجب معالجة الأزمة من مصدرها الرئيسي والعمل على إنهاء الأسباب الرئيسية التي تسمح للإرهاب بالظهور ومحاولات التمدد وهو يستوجب أيضا استراتيجية عالمية واضحة برعاية أممية ومباحثات متواصلة وتقييم دوري للجهود وسيرها في سبيل الانتصار على الإرهاب وذلك على غرار كل أزمة ثانية تستوجب معرفة التطورات الحاصلة بها.
وقالت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها إن العالم اليوم معني بالعمل السريع وفق خطط تحرك جاهزة للتعامل مع أي تهديد ولا يخفى أن هذا الوباء يهدد كل بقعة على وجه الأرض لمنع تكرار الأحداث المؤسفة التي وقعت في الكثير من دول العالم.
من جهة أخرى وتحت عنوان " انتظار دولة فلسطين " تساءلت صحيفة " الخليج " هل يحق للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي سيغادر قريبا منصبه أن يتعجب من عدم إقامة دولة فلسطينية حتى الآن .. العجب هو من تعجبه فما الذي فعله هذا الأمين العام خلال فترتي أمانته للأمم المتحدة للقضية الفلسطينية بل وللأمانة الموكلة إليه بموجب مقتضيات منصبه.
وقالت إن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي وتعاظم ازدرائه لكل القرارات الدولية زادت خلال فترة أمانته ولم يجرؤ بان كي مون على إدانتها والقول إن كل ما تقوم به يعتبر تحديا للأمم المتحدة وإنما كان يقف في أغلب الأحيان مساويا بين المجرم وضحيته وفي بعض الأحيان كان يبرر الانتهاكات الإسرائيلية .. مشيرة إلى أنه يقول الآن إن النشاط الاستيطاني هو انتهاك صارخ للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة .. ألم تكن هذه هي الحقيقة أيضا خلال العشر سنوات الماضية.
وأضافت أنه خلال فترة أمانته كان هناك في كل يوم نشاط استيطاني واغتصاب للموارد الفلسطينية وقتل واعتقال للفلسطينيين نساء ورجالا وأطفالا.. نعم أطفال لأنهم ما زالوا يقبعون في المعتقلات الإسرائيلية.
وأشارت إلى أنه لو قامت الأمم المتحدة ممثلة بأمينها العام بواجبها في تعرية الانتهاكات الإسرائيلية فلربما أحرجت على الأقل البلدان الحامية للاحتلال لكن القضية الفلسطينية كانت آخر همومه فهو كان يعلم جيدا أن إغضاب إسرائيل هو إغضاب لرعاته وهو يدرك معاني ذلك لذلك انتظر عشية مغادرته منصبه لتبرئة ذمته وهي تبرئة ناقصة ليس فقط لأنها جاءت متأخرة جدا وإنما لأنها لا مفعول لها فهو يكاد يكون الأمين العام السابق وهو يعرف أنه لم يبق هناك شيء لكي تبنى عليه الدولة الفلسطينية التي يتباكى على عدم وجودها.
وذكرت أنه حتى عشية مغادرته كان مغالطا في تصريحاته فهو لا يرى أن الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي سبب الحروب في الشرق الأوسط ومعظم الحروب شنها الاحتلال في منطقة الشرق الأوسط ضد العرب والفلسطينيين ووجوده كان باعثا على الكثير من الأزمات فيها.. مؤكدة أن إسرائيل هي أساس الحروب والمشاكل في المنطقة وبالتالي فإن ما قاله ليس صحيحا بل ويرمي بطريقة أو أخرى على قطع الصلة بين الاحتلال والأزمات التي تعيشها المنطقة.
وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إن الأمين العام ينتظر إقامة دولة فلسطين حيث سكت كثيرا على كل الانتهاكات الإسرائيلية التي تمنع قيامها.
متسائلة لو أنه قام بمسؤولياته كم كان سيؤثر ذلك في منع الانتهاكات .
بالتأكيد كان سيكون له تأثير معنوي ضخم حتى ولم يملك السلاح الذي يمنع القتل عن الفلسطينيين.
أرسل تعليقك