اهتمت صحف الإمارات في مقالاتها الافتتاحية الصادرة صباح اليوم بالمكانة العالمية التي تحتلها دبي حاليا بفضل استشرافها للمستقبل وما تضعه من أجل ذلك من خطط ومبادرات واستراتيجيات .. إضافة إلى الأزمة السورية والموقف المنتظر من الإدارة الأمريكية الجديدة تجاهها .
فتحت عنوان " مدينة المستقبل " كتبت صحيفة " البيان " يبدو واضحا أن المدن الأولى في العالم هي المدن الذكية عالية التقنية التي تعتمد على المعلومات والبيانات وهذا أمر أدركته دبي مبكرا وسعت لاستشرافه وتنفيذ تطبيقاته بما يجعلها من أهم مدن العالم الذكية وبما يعنيه ذلك من كونها مدينة المستقبل .
وأضافت أن التقارير الدولية تشير إلى مكانة دبي في هذا الصدد وهي مكانة تعني أن لغة دبي باتت عالمية .. لافتة إلى أن التقرير الصادر مؤخرا عن " هيوليت باكارد انتربرايز " بعنوان "خمس مدن استشرفت القوة الكامنة في إنترنت الأشياء " أشار إلى أن دبي المدينة الذكية المتكاملة .
وقالت إنها قد تصبح أكثر مدن العالم تقدما من الناحية التقنية بحلول 2020 جامعة معا في بوتقة واحدة بيانات من مختلف الوكالات الحكومية والشركات الخاصة بهدف تحسين حياة المواطنين والزوار على حد سواء ..
مضيفة أن دبي تتبوأ هذه المكانة مع سنغافورة ولندن وأتلانتا وجويانغ في كوريا الجنوبية وهي مكانة لم تأت دون جهود عظيمة بذلتها حكومة دبي ومؤسساتها بتوجيه من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .
وأكدت الصحيفة في ختام إفتتاحيتها أن دبي تستشرف المستقبل على كل المستويات وأن تكون مدينة ذكية ليس الأمر الوحيد الذي يمكن وصف دبي به إذ أن كل الخطط والمبادرات والاستراتيجيات تركز على المستقبل وقراءة التطورات وإحداث تغييرات جذرية لتكون دبي مدينة المستقبل بما يعنيه هذا الكلام من واقع نراه اليوم وسنشهده غدا.
وحول موضوع مختلف تحت عنوان " العالم بين بوتين وترامب " قالت صحيفة " الوطن " .. إنه لم يسبق وأن ترقب العالم نوعا للعلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي كما هو الحال اليوم خاصة أن العالم يضج بعدد من الملفات والقضايا المشتعلة والتي تحتاج توافقا على الخط الروسي الأمريكي لحلها.
وذكرت أن أزمة سورية تبدو الأقرب لهذا التوافق حيث أن الموقف الأمريكي السلبي من أحداث سوريا وأسلوب التعاطي قد مهد الطريق للرئيس الروسي ليكون صاحب الكلمة الفصل أو بتعبير آخر الأقوى فيها خاصة أن الغزل بين ترامب وبوتين يعود لشهور طويلة رغم الانتقادات لجهة الرئيس الأمريكي خاصة .
وأضافت أن العالم قد عايش الخلاف بين الغرب والشرق ولعقود طويلة منذ الحرب الباردة وتأقلم وبنيت على أساسها الاصطفافات والتحالفات وتعايش مع القطب الأوحد عندما برزت الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة .. لافتة إلى حاجته اليوم ليترقب أكثر ويحاول قراءة القادم بدقة مع وجود تفاهمات من نوع ما أو تقارب في وجهات النظر بين ترامب وبوتين حول عدد من الملفات رغم أن هذا التقارب قد أثار استياء واسعا أو ريبة وتشكك حتى إن لغرابته أو لنوع التوافقات المعلنة رغم المصالح المتضاربة في حين اعتبرته أطراف ثانية أنه ضروري وقد يكون أملا لانفراج الكثير من الأزمات العالقة لكن في المحصلة كل هذا يبقى تأكيده من عدمه بانتظار تسلم الرئيس الأمريكي الجديد منصبه والتحرك العملي الذي يمكن أن يقدم عليه.
وأشارت إلى أن ترامب إمبراطور المال والأعمال والقادم من عالم الصفقات إلى رئاسة الولايات المتحدة والذي تبين اختياراته لتشكيل إداراته أنها مطعمة بالمتطرفين في مواقفهم والذين لا يقبلون الحلول الوسط والدليل الاستعانة بعدد من الجنرالات المتقاعدين أو أصحاب المواقف الثابتة البعيدة كل البعد عن أي مرونة سياسة ممكنة تجاه المناصب التي ستشغلها.
وقالت إن اليوم الشرق الأوسط - والذي هو أساس الاستقرار العالمي وإن كان منطقة دائمة الاشتعال بالأحداث وما ينتج عنها من تطورات - تبقى أزمة سوريا هي الضاغطة ومن أهم القضايا التي تحتاج تعاملا جديا يثمر حلا ينهي جميع المضاعفات السلبية الناجمة عنها فهي اليوم على أعتاب العام السابع من أحداث تطورت وباتت حربا حمالة أوجه أتت على ملايين السوريين وسببت لهم جميع الويلات والنكبات وجعلت معاناة أغلبية شعبها شيئا يفوق الوصف قياسا على عدد الضحايا موتا وإصابات ونزوحا ودمارا وكل ما تحمله الحرب من ويلات وبالتالي العالم اليوم الذي يعاني تبعاتها سواء لتعرضه لضغوط اللجوء أو التهديدات الإرهابية الوحشية بعد سيطرة تنظيمات على مناطق واسعة من سورية وباتت تتخذها كمقرات لهجماتها وتعدياتها .
واختتمت " الوطن " إفتتاحيتها بقولها .. إنه اليوم وبعد أن انكفأت الإدارة التي تستعد لمغادرة البيت الأبيض ينتظر العالم موقفا أمريكيا جديا للتعامل آملا بإنهاء الأزمة وبالتالي آثارها السلبية.. ويبقى هذا رهن بالتصرفات التي سيتخذها ترامب بغض النظر عن مواقفه المعلنة حتى اليوم.
أرسل تعليقك