اهتمت صحف الإمارات في افتتاحياتها الصادرة صباح اليوم باعتماد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة تسمية منطقة نصب الشهداء باسم "واحة الكرامة" تخليدا لأسماء أبطال الوطن ولتبقى سيرتهم العطرة النبيلة حية في نفوس جميع الأجيال .
كما اهتمت بأسبوع الإمارات للابتكار والمشاركة الفاعلة التي يشهدها من قبل شباب الإمارات والجهات الحكومية والخاصة في الدولة .. إلى جانب الحديث عن ثلاثة مفاصل أساسية في التاريخ العربي المعاصر شكلت حالة الانهيار والانقسام التي أصابت النظام العربي وأخطرها القضية الفلسطينية التي تحولت إلى قضية ثانوية .
فقالت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها بعنوان "واحة الكرامة" .. إن اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تسمية منطقة نصب الشهداء باسم "واحة الكرامة" أتى لأن الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم هم الأكرم ولأن عشقهم الذي نما وهو ينهل من طهارة هذا الثرى أثمر عطاء لا يجارى وبذلا هو الأسمى إنهم ثلة آمنوا بوطنهم وقضاياه المحقة فسارعوا لأداء واجبهم وافتداء القضايا المحقة ليبقى هذا الوطن عزيزا محصنا محميا برجال بواسل كانوا على العهد والوعد الذي قطعوه فصدقوا الوعد وأتموا العهد مقدامين في ساحات الوغى مخلصين لله والوطن حاملين للأمانة بقلوبهم وأرواحهم .
ومضت تقول "إنهم شهداء الوطن أبناء الإمارات وصناع المجد وأنصع صفحات التاريخ بدمائهم الزكية الطاهرة فقارعوا قوى الشر وسحقوها وبددوا مخططات العدوان وأوهام المتربصين وكانوا الأبطال الذين تنحني لهم الهامات فخرا بعظيم صنائعهم وما قدموه لتكون تضحياتهم وسيرتهم منارة الشرفاء في الوطن وكل مكان ينبري فيه الرجال للذود عن الحمى مهما بلغت التضحيات" .
وأكدت أن "واحة الكرامة" هي لتخليد أسماء أبطال الوطن ولتبقى سيرتهم العطرة النبيلة حية في نفوس جميع الأجيال ينهلون منها معاني العزة والرفعة والولاء للوطن وقيادته الرشيدة وقضاياه العادلة ولتنهل من سيرهم الحكم والعبر كيف يتم افتداء الأصالة والخصال التي يتشارك فيها جميع أبناء الإمارات ولتكون قصصا تتناقلها الأجيال وتراها وسام فخر يضعه الجميع على صدورهم وتاج عزة تشمخ به الهامات بأبناء وطن أخلصوا وكانوا البارين لدينهم ووطنهم وشعبهم .
وقالت في ختام إفتتاحياتها "واحة الكرامة في بلد الكرامة والإنسان واحة جديدة في وطن القيم والإقدام والشجاعة وقهر التحديات واحة شرف تعزز مسيرة وطن لغد فيه الإنجازات والرفعة وواحة في بلد يصنع التاريخ وبات مثالا لكل الشعوب الساعية للرفعة في الميادين كافة واحة لشهداء الوطن الذين بينوا الاستعداد للفداء ليبقى هذا الوطن القلعة الشامخة أبد الدهر" .
وتحت عنوان "الإمارات واحة العقول" .. قالت صحيفة "البيان" إن العلم والمعرفة عنوان أي مسيرة تنمية تسير على الطريق الصحيح والابتكار وسيلة انطلاق هذه المسيرة إلى الآفاق وقد وفرت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات للابتكار والإبداع كل الظروف والوسائل المناسبة وها هم شباب الإمارات والجهات الحكومية والخاصة في الدولة يقبلون بحماس كبير على المشاركة الفاعلة في أسبوع الإمارات للابتكار الذي بات حدثا سنويا لتحفيز هذه الجهات وشباب الوطن خاصة طلاب وطالبات الجامعات والكليات والمعاهد الفنية والتقنية على تفجير طاقاتهم وإبراز مواهبهم في البحث والاختراع .
وأضافت الصحيفة "كما أن عام القراءة حول دولة الإمارات إلى مكتبة مفتوحة فإن أسبوع الابتكار حول الإمارات إلى واحة للعقول تجسدت على الأرض في منتزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار الأول من نوعه عالميا الذي دشنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله مؤكدا دعم الشباب وابتكاراتهم حيث قال سموه: "نحن نؤمن بقدرات شبابنا وحماسهم في سبيل تقدم دولتهم وإعلاء رايتها وتعزيز مكانتها الدولية في شتى المجالات ونعدهم بأن يكونوا محل اهتمامنا ومتابعتنا ودعمنا اللامحدود والأخذ بأيديهم إلى مستقبل مشرق آمن بإذن الله تعالى" .
وأكدت أن منتزه الجامعة واحة العقول تأسس لاحتضان ومساعدة المراكز البحثية والباحثين والمخترعين وترسيخ الرؤية الوطنية لحكومتنا في دعم الابتكار والبحث العلمي وتكريس الشراكات المفيدة بين الجامعة والمؤسسات والجهات المحلية والدولية وتحفيز الأجيال من أبناء الوطن .
وفي موضوع آخر بعنوان "أين العدو الإسرائيلي؟" قالت صحيفة "الخليج" .. إن ثلاثة مفاصل أساسية في التاريخ العربي المعاصر شكلت بالتتابع حالة الانهيار التي أصابت النظام العربي وأدت إلى ما أدت إليه من خيبة ودمار وانكسار وانقسام نشهد فصوله الدامية في الوطن العربي لأن هذه التواريخ لعبت دورا حاسما في انهيار المناعة القومية وبروز كل عوامل الانكفاء وتفتت الهوية القومية الجامعة وتنامي الهويات الفرعية الطائفية والمذهبية والإثنية والجهوية والعشائرية .
وأوضحت أن البداية كانت من اتفاق كامب ديفيد العام 1978 الذي أخرج مصر من الصراع مع العدو الصهيوني وأسس لحالة التطبيع معه ثم كان غزو العراق للكويت العام 1990 الذي أصاب النظام العربي بشرخ أسس لضرب مفهوم التضامن العربي وفكرة التوحد والذروة كانت العام 2003 مع الاحتلال الأمريكي للعراق الذي وضع اللبنة الأولى للصراع الطائفي والمذهبي الذي استولد الإرهاب وجاء به إلى العراق وسوريا ومن ثم اتسع مداه وبات يهدد كل دنيا العرب والعالم .
ونبهت إلى أن أخطر ما أصاب الأمة العربية أن القضية الفلسطينية التي ظلت منذ وجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين هي لب الصراع باعتباره الخطر الوجودي والتاريخي للأمة العربية تحولت إلى قضية ثانوية ولم تعد القضية الجامعة المركزية . بل إن العداء للكيان تحول إلى وجهة نظر بحيث راح منظرو السلام والواقعية السياسية يروجون للتطبيع معه بحكم أن وجوده صار جزءا من تاريخ وجغرافيا المنطقة وصار لدعاة التطبيع أتباع ومنظرون في مختلف الدول العربية يروجون لأفكارهم في منابر إعلامية مقروءة ومسموعة .
وأكدت الصحيفة أن فقدان المناعة القومية ضرب جذور مفهوم العدو وأصاب النظام العربي بالشلل وخلق حالة من الانفصام وعدم القدرة على تحديد العدو من الصديق أو الشقيق لذا نشهد هذا الخراب الكبير الذي يذر بقرنه في أجزاء واسعة من وطننا العربي .
ورأت في ختام إفتتاحيتها أنها كبوة ومرحلة ارتداد ونكوص لن تدوم كما هي حال كل الأمم والشعوب التي تنهض من تحت الدمار .. ولا بد من نهاية لهذا الليل الثقيل الذي طال أمده .. ويبقى العدو الإسرائيلي عدوا إلى أن يتم استرداد الحقوق الفلسطينية . فالوعي بالقضية الفلسطينية وبالعدو الإسرائيلي راسخ ثابت في العقل والقلب والوجدان .
أرسل تعليقك