اهتمت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في إفتتاحيتها بـ .. بمواقف الإمارات الداعمة للشعب اليمني لتخفيف معاناته من الحرب إضافة إلى نتائج مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية بجانب المشهد السوري المتأزم والنزيف المستمر.
فمن جانبها وتحت عنوان " إمارات الخير في اليمن " قالت صحيفة " البيان " إنه منذ اشتعال الأزمة في اليمن واندلاع الحرب الأهلية هناك ومع زيادة معاناة الشعب اليمني هبت دولة الإمارات لتقديم العون والمساعدة ولم تكتف فقط بمشاركتها الفعالة في قوات التحالف العربي من أجل إعادة الشرعية بل ذهبت منذ البداية تقدم المساعدات الإنسانية واللوجستية والاجتماعية في مختلف مدن وقرى اليمن الشقيق.
وأشارت إلى أن هذا النهر الكريم من المساعدات الإماراتية لا يزال منسابا لليمن وآخره منذ يومين وصول باخرة تحمل وقود تشغيل محطات الكهرباء مقدمة من دولة الإمارات لأبناء عدن لإنقاذ المدينة من تدهور قطاع الكهرباء.
وأضافت أن اللواء الزبيدي محافظ عدن شكر الإمارات قائلا " ما قدمه الأشقاء الإماراتيون من دعم سخي ومواقف إنسانية جسدت أسمى معاني الشهامة لم يكن شيئا جديدا ولا مستغربا بل مثل تجسيدا ومواصلة لمواقف هذا البلد الأصيل وقيادته الحكيمة وشعبه الأبي وهي مواقف سبق تدوينها بالدم والعرق في ساحات الفداء والتضحية في عدد من مناطق وطننا الحبيب".
وذكرت أن عطاء الخير من الإمارات مستمر لشعب اليمن الشقيق مع حلول شهر رمضان المبارك حيث وصلت إلى محافظة أرخبيل سقطرى ثلاث طائرات من المساعدات الإغاثية المحملة بمواد غذائية بمختلف أنواعها ضمن مشروع إمارات الخير لدعم أبناء سقطرى خلال الشهر الكريم.
وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إن هذا غيض من فيض خير الإمارات لشعب اليمن الشقيق في محنته ومأساته الإنسانية.
من جهة أخرى وتحت عنوان " حدود مؤتمر باريس " قالت صحيفة " الخليج " ..
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يصدر عن مؤتمر باريس حول الشرق الأوسط الذي عقد يوم الجمعة الماضي أكثر مما صدر عنه.
وأشارت إلى أن المؤتمر كان أشبه بتمرين دبلوماسي لثلاثين دولة أرادت أن تختبر إمكانات حل ما يسمى بأزمة الشرق الأوسط أي القضية الفلسطينية وسط هذا الضباب الكثيف الذي يلف أجواء المنطقة وخصوصا تصاعد الإرهاب والمواقف الملتبسة للقوى الكبرى وتحديدا الولايات المتحدة ودعمها غير المحدود للسياسات الإسرائيلية وعدم حماسها لحل فعلي وفق نصوص الشرعية الدولية.
وأضافت أن هذا أدى إلى صدور بيان متواضع عن المؤتمر لا يوفر الحد الأدنى الذي يمكن أن يشكل قاعدة لإطلاق العملية السياسية مجددا فيما تلجأ الحكومة الإسرائيلية التي تمثل أقصى اليمين المتطرف إلى المناورة من خلال إطلاق بالونات سياسية حول المبادرة العربية التي مضى عليها /14/ عاما أو مؤتمر إقليمي غير مفهوم الأسباب والملامح من أجل التهرب من استحقاقات عملية سلام فعلية محددة الأطر والسقف الزمني وفي إطار المرجعية الدولية وقراراتها التي تشمل الانسحاب الكامل حتى حدود 4 يونيو 1967 وإقامة الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحل مشكلة اللاجئين وفقا للقرارات الدولية وشرعة حقوق الإنسان بما يضمن الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني.
وقالت إنه بذلك يتم إخراج القضية الفلسطينية من سوق المساومات والمفاوضات العقيمة والرعاية الأمريكية البائسة التي مكنت إسرائيل من شراء الوقت إلى أقصى مدى ممكن من أجل استكمال مخططات التهويد والاستيطان للأرض الفلسطينية والقضاء على أمل حل الدولتين.
ورأت أن ما صدر عن مؤتمر باريس هو الحد الأقصى الممكن نظرا للمواقف المتعارضة وربما المتناقضة للدول المشاركة فيه إزاء إسرائيل وآليات الحل ومرجعياته.
وأوضحت أن الاكتفاء ببيان يشدد على حل الدولتين ويرى أن مواصلة إسرائيل بناء المستوطنات " يقوض إمكانية إيجاد حل سلمي للدولتين " يمكن استثماره في إحراج إسرائيل وحلفائها ووضعهم أمام مسؤولياتهم في ترجمة هذا الحد الأدنى لمضمون البيان في إقامة الدولة الفلسطينية " قبل فوات الأوان " على حد تعبير وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت الذي قال " إننا نقترب من نقطة اللا عودة التي لا يعود الحل ممكنا بعد اجتيازها".
وقالت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها إن هناك وعيا بخطورة الموقف وبما تقوم به إسرائيل من نسف أي أمل لتسوية ممكنة.. مؤكدة أن المراهنة على تغيير في موقف إسرائيل وعلى حكمة المسؤولين الإسرائيليين .. مراهنة خاسرة مثلها مثل المفاوضات المباشرة برعاية أمريكية.
**********----------********** وحول موضوع آخر وتحت عنوان " دوامة شمال سوريا " كتبت صحيفة "الوطن " أن المعارك لم تتوقف في أي منطقة في سوريا وإن شهدت بعض الجبهات انخفاضا في حدة الاشتباكات والقصف لكن مع تعذر الاتفاق على أي حل سياسي للأزمة بفعل تعنت النظام المدعوم من حلفاء وجيوش من المليشيات يبقى الرهان في جانب كبير منه على تحقيق أي تقدم على الأرض واللافت تصاعد المعارك لدرجة كبيرة في شمال سوريا سواء بريف حلب أو الرقة معقل تنظيم " داعش" الإرهابي في سوريا.
وقالت إن اللافت في جميع هذه المعارك أن كل منها تؤسس لمرحلة جديدة من الصراع المستفحل فضلا عن أول مشاركة برية لقوات أمريكية دعما لتحرك " قوات سوريا الديمقراطية " ذات الأغلبية الكردية وهو ما أغضب تركيا التي بالتأكيد قرأت الرسالة جيدا وكان عرضها القيام بعمليات مشتركة ضد " داعش" بالتعاون مع الولايات المتحدة من هذا المفهوم وإن تم رفض الطلب لأن تركيا تتحسس من أي تمدد كردي قد يفضي لإقامة حكم ذاتي شمال سوريا ويمتد ربما ليلقى تعاطفا من جنوب تركيا ومن هنا تأتي معركة منبج الشديدة الأهمية جدا وعلى عدة أوجه.
وأوضحت أنها أولا طريق الإمداد الوحيد للفصائل التي تتعامل مع تركيا والمنفذ الحدودي الهام التابع لحلب التي تعتبر أهم المدن السورية بعد دمشق والتي تتقاسم قوات النظام والمعارضة السيطرة عليها وبالتأكيد أي اختلال في ميزان القوى لأي طرف سيترتب عليه الكثير.
وأضافت أن سوريا اليوم تغرق في دوامة الموت للعام السادس وسط انسداد أفق الحل الذي يخرجها من الأزمة وهي على الأغلب ستشهد تمديد الأوضاع الكارثية عاما آخر بانتظار الرئيس الأمريكي الجديد بعد مواقف إدارة أوباما والتي اعتبرت في جزء كبير منها انسحابا لصالح روسيا.
وأشارت إلى أن التحرك الوحيد بالكاد يعتبر حلا إسعافيا بعد قرار مجلس الأمن بضرورة رفع الحصار وإنزال المساعدات جوا في حين تستمر باقي ويلات الحرب لتأتي على ما تبقى من سوريا وشعبها المنكوب.
وشددت على ضرورة أن تكون الإرادة الدولية أكثر فاعلية وتواكب تطلعات وآمال الشعب السوري بغده وأهمية إنجاز حل سياسي شامل وفق أسس لا تقبل الخلل ولا التسويف والمماطلة لأن التعامل مع جزئيات على امتداد الرقعة السورية سيبقى قاصرا عن الحل الواجب لأزمة كارثية تنعكس على الاستقرار والسلام الدولي برمته مع ما تحمله من تهديدات إرهابية من قبل تنظيمات تسيطر على مساحات واسعة وتهدد بكل اتجاه.
وقالت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها إن النزيف السوري الذي نراه اليوم في حلب حصل في كل مكان وإن عاد بشكل أكثر كثافة وعنفا ولا يعتبر التزاما بالهدنة " المزعومة " نهائيا تلك الهدنة التي تهدف للتخفيف عن المدنيين وما يحل بهم من مآس آن لها أن تتوقف بعد أن أتت على الملايين وأي حل لا يشمل أسس الأزمة سيبقى دون الوصول إلى الحل المرجو.
أرسل تعليقك