أبوظبي -صوت الامارات
أكدت نشرة " أخبار الساعة " ضرورة تضافر الجهود العالمية وتكثيفها وزيادة التنسيق و التعاون على الصعد كافة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره ووضع خطة مشتركة طموحة لتجفيف منابعه الفكرية والمادية للقضاء على هذه الآفة التي باتت تهدد العالم أجمع.
وتحت عنوان " استئصال الإرهاب... وليس معالجته " قالت إن الإرهاب عاد من جديد ليضرب مملكة البحرين الشقيقة ويستهدف أمنها واستقرارها حيث وقع يوم الخميس الماضي تفجير إرهابي أودى بحياة امرأة وأدى إلى إصابة ثلاثة أطفال وقد دانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة هذا العمل الجبان ..
مشيرة إلى أن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قال " إن دولة الإمارات تستنكر بأشد العبارات هذه الجريمة الإرهابية الآثمة التي تستهدف ترويع الآمنين بما يتنافى مع كل القيم والمبادئ الإنسانية وتعاليم الشريعة الإسلامية السمحة وتشجب في الوقت ذاته كل محاولات تبرير الإرهاب والتحريض عليه".. وأكد سموه تضامن دولة الإمارات الكامل ودعمها القوي لمملكة البحرين الشقيقة في مواجهة الجرائم الإرهابية التي تستهدف أمن المملكة واستقرارها والنيل من وحدة نسيجها الوطني.. كما لقي التفجير إدانات عربية ودولية واسعة.
وأضافت النشرة ــ التي يصدرها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية ــ أن الفعل المشين والآثم الذي وقع في أحد أيام شهر رمضان المبارك وأيا يكن مرتكبه - حيث لم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن هذا العمل الدنيء - يدل على أن الإرهاب لا يراعي حرمة لدماء فقد استهدف أبرياء آمنين لا ذنب لهم ولا حرمة لأيام مباركة فقد سفك الدماء في شهر رمضان المبارك وفي أيامه الأواخر التي هي عتق من النار.
ونبهت إلى أن الإرهاب أصبح آفة ذات طبيعة مختلفة فلا يأبه لا لقيم أخلاقية ولا لتعاليم دينية ولا لمبادئ إنسانية ولهذا فهو كالسرطان الذي لا يمكن علاجه تماما إلا باستئصاله كليا ويبدو أن محاولة علاج الإرهاب بالمسكنات أو بالمضادات لا يمكن أن تقي منه بسهولة فهو لا يلبث أن يحصن نفسه ويقوي مناعته منها لذا فلا بد من تطوير مضادات لا تعالج وإنما تستأصل ذلك أن التطرف لدى بعض الأفراد والجماعات وصل إلى مستوى لا يمكن معه إلا محاربته من منطلق وجودي فلا يبقى له أثر ولا يتم التسامح معه بأي شكل من الأشكال وتحت أي مسمى من المسميات.
وأكدت أن الإرهاب باختصار لا يبرر مطلقا.. وهذا ما تتبناه دولة الإمارات التي دعت منذ وقت مبكر وحتى قبل أن تستفحل الظاهرة وتنتقل إلى دولنا إلى ضرورة وضع استراتيجية شاملة هدفها القضاء على الإرهاب من جذوره حتى لا يعود وينبت فالظاهرة وصلت إلى مستوى يستوجب توحيد الجهود بإجراءات وسياسات شاملة تستأصله من ألفه إلى يائه وهذا ما أكده سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان حيث دعا إلى ضرورة تضافر الجهود وتكثيفها على الصعد كافة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله وصوره.
وأوضحت أن هذا قد يعني ليس مجرد توحيد الجهود أو زيادة التنسيق أو التعاون فقط بل ووضع خطة مشتركة طموحة والمهم أن تكون جريئة بحيث تعمل على تجفيف منابع الإرهاب الفكرية قبل المادية بما في ذلك نسخ بعض المفاهيم التي ترسخت في أذهان الكثيرين من المسلمين والتي تستغل من قبل المتطرفين والإرهابيين لتبرير ما يقومون به مع أن أقوالهم وأفعالهم لا تمت إلى الإسلام ولا إلى تعاليمه أو تاريخه بصلة.
وشددت " أخبار الساعة " في ختام مقالها الافتتاحي على أن الإسلام يحرم قتل الأبرياء ولا يجيز تحت أي ظرف من الظروف الاعتداء على الآمنين بغض النظر عن دينهم أو جنسيتهم أو انتمائهم أو أعراقهم بل إن القرآن جعل من قتل نفسا - أي نفس - كمن قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا. وأعتقد أن من لا يتعظ بهذا الكلام العظيم من خالقه لن يتعظ بغيره لذا فإن الاستئصال التام لا التسكين ولا المعالجة البطيئة يبدو هو الحل.
أرسل تعليقك