الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس مع عدد من الرموز الثقافية والفكرية، والهجمات الإرهابية التي شهدتها بلجيكا وراح عشرات القتلى ومئات الجرحى.
تحت عنوان "الرئيس يبدأ سلسلة لقاءاته مع قوى المجتمع بالأدباء والمفكرين" ذكرت صحيفة "الأخبار" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدأ أمس سلسلة من اللقاءات التي يعتزم إجراءها مع مختلف قوى المجتمع الفكرية والسياسية والاقتصادية، بهدف تحقيق المزيد من التواصل والتعاون، للتصدي للتحديات وصياغة رؤية مستقبلية لمصر تقوم علي أساس الحوار والمشاركة المجتمعية، حيث التقى بمقر رئاسة الجمهورية مع 24 من الأدباء والمفكرين بحضور وزير الثقافة.
ونقلت الصحيفة عن الرئيس تأكيده، خلال اللقاء الذي امتد لنحو 3 ساعات، على أنه ليس رئيساً لمصر ولكنه ابنها، وقال إنه لا أحد يستطيع البقاء في موقع الرئاسة أكثر من الفترة المقررة له، و إن الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد، مشيراً إلي أنه يكافح من أجل استقرار القرار المصري.
وأضاف السيسي : «في رقبتي 90 مليونا» وحريص علي التوازن بين أمنهم واستقرار الدولة، وبين تأمين الحقوق والحريات، قائلا إن ثورتي المصريين لهما آثار إيجابية وسلبية، ولكن البعض يغفل الآثار السلبية.
كما نقلت صحيفة "الأخبار" عن السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قوله "إن الرئيس استمع إلى رؤي ومقترحات الحضور، التي تناولت التأكيد علي أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية في جهود التنمية الشاملة، بما يدعم البُعد التنموي لدور تلك المؤسسات".
ولفت الحاضرون إلي أهمية دور الإعلام والعمل علي ضبط الأداء الإعلامي وتصويب ما يشوبه من قصور في الآونة الأخيرة، فضلاً عن قيامه بإظهار الصورة الحقيقية والتعريف بالجهود التنموية التي تبذلها الدولة وما حققته من إنجازات في هذا الصدد، مع التركيز علي قضايا الوطن المحورية لتعريف المواطنين بالحقائق من منظورٍ يستهدف تحسين الأداء والمساهمة في دفع عملية التنمية.
ونوَّه الحاضرون بأهمية تدارك مشكلة الاستقطاب والانقسام اللذين يهددان العديد من دول المنطقة، منوهين إلي أنهما أصبحا يسودان مختلف مناحي الحياة في العديد من دول المنطقة سواء علي الصعيد السياسي أو الثقافي أو الديني، وأكد الحضور أهمية التصدي لجميع محاولات تهديد أو تقسيم الدول العربية.
وشددوا على أهمية ضمان حرية الرأي والتعبير دون قيود، وتوفير بيئة مواتية لازدهار الفكر والثقافة بما يتناسب مع كون مصر دولة مدنية، منوهين إلي أن مصر كانت لها إسهاماتها الفاعلة في صياغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وعدد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وذكر السفير علاء ويوسف أن الحضور أكدوا علي الصلة الوثيقة بين المشكلات الاقتصادية وبين تدهور السلوك الاجتماعي وانتشار الفكر المتطرف، منوهين بأن جهود الإصلاح الاجتماعي وتجديد الخطاب الديني، يجب أن تتزامن مع التوصل إلي حلول عملية للمشكلات الاقتصادية ، كما أكدوا أهمية النهوض بقطاعيّ الصناعة والزراعة في مصر ومكافحة البطالة، فضلاً عن تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية وليس للنمو فقط، علاوة علي عدالة توزيع الدخول.
وحول اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس بمقر رئاسة الجمهورية مع الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي، واللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة والشرطة، ذكرت صحيفة "الأخبار" أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أهمية التصدي بمنتهي الحزم والقوة لأية محاولات اعتداء علي المنشآت العسكرية والشرطية والحكومية والخاصة بما يضمن الحفاظ علي مقدرات الدولة وأمنها.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس السيسي وجه بمواصلة التنسيق الكامل في العمل الميداني بين القوات المسلحة والشرطة، مؤكداً ضرورة التحلي بأعلي درجات اليقظة تحسباً لمحاولات قوي الشر النيل من أمن وسلامة المواطنين وعناصر القوات الأمنية.
كما وجه السيسي بمواصلة خطط استهداف ومحاصرة البؤر الإرهابية والإجرامية، مشدداً علي ضرورة إيلاء أولوية للحفاظ علي أمن المواطنين وسلامتهم.
ونقلت "الأخبار" عن السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية قوله "إن الاجتماع تضمن استعراضاً لتطورات الأوضاع الأمنية، لاسيما في شمال سيناء، والتدابير والخطط الأمنية التي تنفذها القوات المسلحة والشرطة لمحاصرة البؤر الإرهابية هناك ومطاردة والقبض علي العناصر الإرهابية التي تسعي إلي زعزعة استقرار البلاد".
وذكر أن الرئيس عبر عن خالص تقديره للتضحيات الكبيرة التي يبذلها رجال القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الأعمال الإرهابية والإجرامية، موجهاً التحية والتقدير لذكري شهداء مصر الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل سلامة الوطن، مؤكداً أن الدولة لن تنسي أسرهم وستشملهم بالرعاية الكاملة.
كما أكد الرئيس وقوف الدولة إلي جانب مصابي العمليات الإرهابية من رجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، موضحاً أن هذه العمليات لن تزيد المصريين إلا إصراراً علي مواصلة الحرب ضد الإرهاب والتطرف، إلي جانب الاستمرار في مسيرة بناء مصر المستقبل.
وبالنسبة الهجمات الإرهابية التي شهدتها بلجيكا أمس وراح عشرات القتلى ومئات الجرحى ، قالت صحيفة "الأهرام" إن الإرهاب عاد من جديد ليضرب قلب أوروبا، لكن هذه المرة في العاصمة البلجيكية بروكسل، فقد قتل 14 شخصا على الأقل وأصيب 96 آخرون إثر تفجيرين استهدفا مطار بروكسل الدولي، أحدهما انتحاري، بينما لقى 20 شخصا آخرين مصرعهم وأصيب 106 فى تفجير ثالث متزامن استهدف محطة رئيسية لمترو الأنفاق، قرب مقار تابعة للاتحاد الأوروبي ،مما تسبب في حالة من الذعر والفوضى في سائر أنحاء بلجيكا استدعت إجراءات أمنية مشددة فى مختلف دول أوروبا، وسط إدانات دولية.
وأضافت الصحيفة أن بروكسل تحولت أمس بعد التفجيرات إلى مدينة مغلقة بفعل التدابير الاحترازية، خاصة بعد أن رفعت السلطات البلجيكية حالة التأهب إلى الدرجة القصوي، وإخلاء منطقة مطار بروكسل بالكامل، كما تم إلغاء كل الرحلات الجوية من المطار، مع تحويل كل مسارات الرحلات القادمة إليه، وتم تعطيل حركة قطارات السكك الحديدية ومترو الأنفاق، وصدرت أوامر للمواطنين بالبقاء في منازلهم، أو في أماكنهم الموجودين فيها.
كما شددت السلطات البلجيكية إجراءاتها الأمنية حول المنشآت النووية فى البلاد، وانتشرت قوات الشرطة والجيش فى عدة مناطق ، وخاطب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل شعبه بعد التفجيرات قائلا: «في هذه المأساة، وفى هذه اللحظة المظلمة لدولتنا، أدعوكم أكثر من أي وقت مضى إلى الهدوء والوحدة .. إننا نواجه محنة صعبة، وعلينا أن نواجهها ونحن متحدون».
وأدانت مصر بأشد العبارات الهجمات الإرهابية فى بروكسل، حيث أكدت رئاسة الجمهورية فى بيان لها رفضها جميع محاولات ترويع الآمنين والاعتداء على أرواح الأبرياء، وقالت إن تكرار مثل هذه الحوادث في مختلف الدول يؤكد أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب والتصدي له من خلال منظور شامل.
وتحت عنوان "خبراء الساحل والصحراء يتفقون على استراتيجية لمكافحة الإرهاب"، ذكرت صحيفة "الأهرام" أنه عقدت في مدينة شرم الشيخ أمس الاجتماعات التحضيرية لخبراء تجمع دول الساحل والصحراء، تمهيدا لعقد مؤتمر وزراء دفاع التجمع، الذى يستمر حتى الجمعة المقبل، بحضور ممثلي 27 دولة إفريقية وعربية.
ونقلت الصحيفة عن إبراهيم ثاني أفاني أمين عام التجمع تأكيده أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على ضرورة وضع استراتيجية موحدة للأمن المشترك بين الدول لمكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون العسكري، والانتهاء من إعداد البروتوكول الخاص بإنشاء مجلس دائم للسلم والأمن بالتجمع.
وأشار الأمين العام إلى أن مؤتمر وزراء الدفاع سيركز على محورين، أولهما دراسة النصوص القانونية والمؤسسية لعرضها على القمة المقبلة لرؤساء دول التجمع التي ستعقد في المغرب خلال هذا العام.
وقال أفاني إن المحور الآخر هو كيفية تفعيل التعاون الإقليمي العسكري لمواجهة تصاعد الهجمات الإرهابية في الآونة الأخيرة، معربا عن تقديره للدور الذي قام به الرئيس عبد الفتاح السيسي في إعادة مصر إلى دورها الإفريقي الريادي، حيث أنها قاطرة الحركة في إفريقيا.
وتحت عنوان "مصر تدين وتعزى" ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن وزارة الخارجية أدانت في بيان أمس الهجمات الإرهابية التي ضربت العاصمة البلجيكية بروكسل والتي أسفرت عن مقتل وإصابة عدد كبير من الأشخاص، معربة عن تعازى مصر - حكومة وشعبا للحكومة البلجيكية ولأسر الضحايا.
وجدد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية التأكيد على الموقف المصري الثابت الذي يؤكد أن الإرهاب الغاشم لا يفرق بين دين أو عرق ولا يعرف حدودا والمطالب بضرورة تضامن المجتمع الدولي لمواجهة هذه الظاهرة البغيضة وانتشارها إلى الحد الذي نراه الآن وهو ما يتطلب إجراءات سريعة وفعالة على المستوى الدولي لمحاصرة الإرهاب على مستوي الفكر والتمويل، فضلا عن الحيلولة دون تجنيد المزيد من الأفراد فى صفوف هذه الجماعات الإجرامية، وأوضح المتحدث أن مصر تقف بجانب الحكومة والشعب البلجيكي في اللحظات العصيبة.
وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية ناشدت جميع الرعايا المصريين المتواجدين بمدينة بروكسل البلجيكية وضواحيها توخى أقصى درجات الحذر واتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية وتجنب اللجوء إلى المطارات ومحطات القطار إلا في حالة الضرورة القصوى حفاظا على سلامتهم .
وناشد ت الخارجية جميع المواطنين المتواجدين في بروكسل التواصل مع السفارة المصرية في حالة تعرضهم لأي مخاطر والإبقاء على التواصل المستمر لمتابعة طمأنة أهلهم وذويهم في مصر.
وعن ردود الأفعال الدولية بعد هجمات بلجيكا الإرهابية وتحت عنوان "مخاوف من هجمات مماثلة" ذكرت صحيفة "الجمهورية" أن مطارات أوروبية ومحطات نقل فرضت عدة إجراءات أمنية مشددة، بعد التفجيرات الدامية التي ضربت مطارا دوليا ومحطة مترو في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأعلنت الشرطة الفيدرالية الألمانية تعزيز الإجراءات الأمنية بمطار فرانكفورت، وهي الخطوة نفسها التي اتخذها الأمن الفرنسي في مطار "ديغول" ومحطات القطارات بباريس.
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة الاتحادية في ألمانيا قوله "إن السلطات الألمانية عززت إجراءات الأمن في المطارات ومحطات القطارات والحدود مع بلجيكا وفرنسا وهولندا ولوكسمبورج.. وقال شاهد إنه لوحظ وجود أعداد إضافية من رجال الشرطة في مطار فرانكفورت ومحطة القطارات.
وفي باريس، قال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن فرنسا قررت نشر 1600 شرطي إضافي لتعزيز الأمن علي الحدود وفي المواصلات العامة في أعقاب وقوع تفجيرات بروكسل.
وأضاف الوزير بعد اجتماع عاجل مع الرئيس فرانسوا أولوند أن 400 شرطي إضافي سيعززون الأمن في منطقة باريس الكبري وستوجه دوريات عسكرية إلي مواقع المواصلات العامة.
وقال كازنوف إن البلاد ما زالت تواجه تهديدا أمنيا "بالغ الخطورة" بعد مرور أربعة أشهر علي هجمات نفذها متشددون إسلاميون في باريس في نوفمبر قتل فيها 130 شخصا.
وفي لندن، أعلنت الشرطة البريطانية "ميتروبوليتان" تعزيز انتشار قوات الشرطة في المناطق الرئيسية في المملكة المتحدة في أعقاب التفجيرات الانتحارية، وزيادة انتشار القوات في شتي أنحاء العاصمة ومن بينها شبكة النقل ومحطات القطارات والحافلات.
وقال مساعد رئيس الشرطة وقائد وحدة مكافحة الإرهاب مارك رولي "إن مستوي التهديد الإرهابي في المملكة المتحدة يبقي خطيراً".
علي الصعيد ذاته، صعدت الشرطة في الدنمارك والسويد وفنلندا إجراءات الأمن بالمطارات والأماكن العامة في أعقاب الانفجارات ، مشيرة إلي أنها زادت دورياتها في مطار كوبنهاجن ونقاط رئيسية أخري في المدينة في أعقاب انفجارات في مطار بروكسل ومحطة مترو في المدينة.
وقالت الشرطة في السويد إنها عززت وجودها في المطار واتخذت المزيد من الإجراءات الأمنية في أماكن عامة أخري. وقال وزير الداخلية الفنلندي بيتيري أوربو علي تويتر: "مسئولو الأمن في فنلندا زادوا المراقبة في مطار هلسنكي - فانتا".
كما عززت الشرطة التشيكية من استعداداتها الأمنية في مطارات البلاد وخطوط المترو بالعاصمة براغ في أعقاب التفجيرات التي وقعت في العاصمة البلجيكية بروكسل.
أرسل تعليقك