تناولت الصحف المحلية الصادرة اليوم في افتتاحياتها متوالية التطوير الإماراتي الى جانب العبث الذي يمارسه نصر الله بالوكالة عن مقاول الهدم الإيراني وتغول حزب الله على الدولة اللبنانية ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي استباحة الوجود الفلسطيني ومشكلة الجوع التي تزداد تفاقما في العالم.
وقالت صحيفة "الرؤية" تحت عنوان "فكر جديد" ان متوالية التطوير الإماراتي لا تهدأ وطاقة الدماء المتجددة كل لحظة في شرايين الاقتصاد وإيقاع العمل اليومي تبعث الدهشة.
واضافت " لم يتوقف الأمر عند التغييرات الجذرية التي طرأت على الحكومة في التشكيل الوزاري الأخير وكانت حديث العالم .. ولكن روح الابتكار والتميز امتدت إلى دورة العمل الحكومي ذاتها باستحداث عدد من المجالس المتخصصة لن يكون المجلس التنسيقي للصناعة آخرها".
واوضحت ان المجلس الذي يستهدف جذب استثمارات خارجية للقطاع ضمن مهمات أخرى عدة يكشف أن الفكر الجديد للحكومة الإماراتية بدأ يسري في جميع القطاعات ..كما أنه دليل على أن التغييرات الهيكلية الجذرية في إطار العمل الحكومي ليست مجرد ابتكار هدفه التميز والتفرد ولكنها ضرورة فرضتها الخطط المستقبلية الرامية إلى تنويع مصادر الدخل واستحداث قطاعات اقتصادية جديدة والمزيد من خفض مساهمة النفط في الناتج المحلي الإجمالي لمصلحة أنشطة تعتمد على الابتكار.
واختتمت "الرؤية" افتتاحيتها بالتأكيد على اننا أمام حكومة تعتزم العبور بشعبها إلى المستقبل وتدرك يقينا أن ذلك لن يتم بأدوات الماضي وبالهيكل الوزاري التقليدي ..ولذا تستحدث كل الأدوات الكفيلة بأداء مهمتها على أكمل وجه.
من جانبها وتحت عنوان "نصر الله وإيران وإسرائيل في خندق واحد" ..قالت صحيفة "الاتحاد" - في كلمة لرئيس تحريرها محمد الحمادي - ان قرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي بتصنيف حزب نصر الله منظمة إرهابية لم يكن وليد غضب وانفعال كما حاول أن يزعم نصر الله في خطابه بالأمس أمام أنصاره بل سبقت هذا القرار جهود كثيرة ومنذ فترات طويلة من أجل تحرير نصر الله وحزبه من أسر إيران وخضوعه الذليل لها حتى جر معه لبنان كله إلى الحظيرة الإيرانية.
واضافت ان مزاعم نصر الله بأن القرار الخليجي جاء تعبيرا عن الغضب والانفعال يدحضه تماما إحساسنا جميعا في المنطقة الخليجية وربما في العالم العربي بأن القرار جاء متأخرا جدا وأن الصبر على إرهاب نصر الله وحزبه قد طال أكثر مما ينبغي وكأن لسان حال الشعوب العربية والخليجية يتساءل "إلى متى الصبر على نصر الله ومليشياته " وقد علم القاصي والداني أنه ينفذ بكل وضوح وبلا حياء أجندة إيران الرامية إلى زعزعة استقرار وأمن الدول العربية وإثارة الفوضى والفتنة الطائفية بهدف تفكيك الدول الوطنية لصالح الثقافة المليشياوية التي تحكم إيران.
واوضحت ان المتابع لكلمة نصر الله يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أنه هو الذي فقد صوابه وأعصابه بسبب القرار الخليجي وأنه فقد رشده بعد أن أسقط هذا القرار الخليجي الحازم قناع المقاومة الزائف الذي كان نصر الله يخفي به وجهه القبيح وارتماءه في أحضان المقاول الإيراني الذي يسعى إلى هدم المنطقة والمتاجرة بأنقاضها في سوق الإرهاب.
وقال الحمادي " لقد كان الصبر على نصر الله أطول مما يجب مما أتاح له ولأمثاله من الجماعات والمنظمات الإرهابية ممارسة جرائم الفتنة تحت ستار مقاومة إسرائيل ..وقد كان هذا الستار زائفا.. فقد كانت إسرائيل أكبر المستفيدين من سلوكيات وجرائم نصر الله في لبنان ثم في سوريا بعد ذلك ..وفي كل حروبه بالوكالة عن إيران في اليمن والعراق وجرائمه الإرهابية في مصر والسعودية والكويت والبحرين .. كل هذا العبث الذي يمارسه نصر الله بالوكالة عن مقاول الهدم الإيراني يصب في مصلحة إسرائيل واستقرارها فإشعال المنطقة لا هدف له إلا إخراج كل الدول العربية من مواجهة إسرائيل لتبدو الدولة العبرية آمنة مستقرة هادئة وقد انصرف عنها الجميع وتفرغوا لقتال بعضهم البعض لحساب إيران وجماعاتها الإرهابية أمثال حزب نصر الله وداعش والنصرة والقاعدة والإخوان والحشد الشعبي والحوثي".
واكد رئيس تحرير الاتحاد في ختام كلمته ان هذا المشهد العربي الدامي والمأساوي يسقط قناع المقاومة الزائف عن نصر الله وأمثاله ويرينا الجميع في خندق واحد ضد هذه الأمة ..إسرائيل وإيران وحزب نصر الله وداعش والقاعدة والحوثي والنصرة والإخوان والحشد الشعبي كلهم اجتمعوا على هدف واحد هو تفكيك الأمة العربية وبعثرة دولها وأوراقها وإعادة رسم خريطتها وتقسيم المقسم منها وإسقاط الدول الوطنية لصالح المليشيات الإرهابية ولصالح إيران وإسرائيل أيضا.
من جانبها أكدت صحيفة "البيان" ان منطقتنا لم تعرف المذهبية ولا التمييز ولا التفرقة طوال تاريخها لكن التورط من جانب حزب الله في صراعات عديدة أدى إلى توليد المذهبية بشكل بشع وتصنيع ردود فعل أكثر سوءا وبشاعة على سلوكيات الحزب.
وقالت الصحيفة - تحت عنوان "التغول على الدولة" - حين يتغول حزب الله على الدولة اللبنانية ويختطفها ثم يتدخل في دول عربية ويشارك في عمليات قتالية ضد الأبرياء يتحول الحزب إلى خاصرة مؤلمة للشعب اللبناني الذي يرى كيف يتمكن هذا الحزب من السيطرة الداخلية ثم التمدد باسم اللبنانيين في ساحات عربية متورطا في صراعات دموية.
واكدت انه لا يمكن لحزب الله أن يواصل دور الضحية ..فهذه المظلومية التي يروج لها لا تنطلي على أحد ..فالحزب الذي يتبنى المذهبية ويحاول أن يفرضها على لبنان ومصالحه أولا ووجوده العربي ثم يتمدد عسكريا في سوريا ويوجه بنادقه ضد الأبرياء العزل ..ويوحي للبعض في دول عربية بتأسيس أحزاب على شاكلته ..لا مستقبل له وسط هذه المنطقة التي تعرضت إلى أبشع حملة فرز مذهبي في تاريخها وهي التي عاشت طوال عمرها بوئام ودون تمييز لولا ظهور إيران ومشروعها السياسي.. ثم نشوء وكلاء لإيران في المنطقة من أبرزهم حزب الله.
وقالت الصحيفة " لقد آن الأوان أن يقف اللبنانيون على قلب رجل واحد وأن يفكروا بمصلحة بلادهم ووجود لبنان العربي بما يعنيه ذلك خصوصا أننا نعرف أن العالم العربي لم يترك لبنان وحيدا لكننا نلاحظ بجلاء الكيفية التي تم اختطافه فيها إلى المجهول وتوريطه في صراعات ومواقف هو في غنى عنها".
من جانبها قالت صحيفة "الوطن" تحت عنوان "فلسطين والمسؤولية الدولية" ان الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يستبيح الوجود الفلسطيني ويستخف بكافة القرارات الدولية ذات الذلة ويرتكب أفظع الجرائم بحق شعب أعزل يرفض التخلي عن قضيته المصيرية أو المساومة عليها.. وهي قيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف أسوة بشعوب الأرض.
واضافت " لا يمكن للعالم أن يسمح بأي كيان فوق القانون ولا أن يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر وسفك الدم الفلسطيني النازف منذ قرابة 7 عقود دون موقف فاعل ينهي المأساة المستمرة ..وبالتالي لا معنى لأي قرار دولي إذا لم يجد إلزامية لتطبيق هذه القرارات خاصة عندما تكون صادرة عن أرفع هيئة دولية وصميم مهمتها حفظ حقوق الشعوب وأمن واستقرار الدول حيث يواصل الاحتلال "الإسرائيلي" استهداف ونهب كل حقوق الفلسطينيين ابتداء من حقهم في الحياة مرورا بسرقة أراضيهم عبر الاستيطان المتفشي بشكل غير مسبوق لإجبارهم على الرحيل وإيجاد واقع يصعب تغييره تحت أي ظرف مستقبلي يمكن أن يتم إيجاد تسوية نهائية من خلاله خاصة أن العالم سئم جموح هذا الكيان ولم يعد يتحمل تعدياته ككيان فوق القانون وهو ما دفع الجانب الفلسطيني لبدء التحرك الدولي مدعوما بتفاعل عربي أثمر اعترافات عدة دول بحق الفلسطينيين بقيام دولتهم ولكنها حتى اليوم رغم تكريسها للحق التاريخي والمصيري لكن ينتظر منها المزيد ومواقف أقوى تضع حدا لجموح ووحشية إسرائيل.
وأوضحت ان 57 دولة في المؤتمر الإسلامي تجتمع في إندونيسيا بناء على طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في قمة استثنائية لبحث الأوضاع الفلسطينية والقدس الشريف في ظل التحديات التي تتعرض لها القضية والتنكيل الذي يواجهه الشعب الفلسطيني بتصميم وإصرار معهود رغم جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية التي يتعرض لها جراء آلة القتل الإسرائيلية والترحيل وهدم البيوت والاستيلاء على الأرض وغير ذلك من الجرائم التي تثير استنكار وشجب العالم.
واشارت الى ان أهمية الاجتماع أنه سيبحث الخطوات الواجب اتخاذها لمساعدة فلسطين والتغلب على الأوضاع السيئة في الأراضي الفلسطينية إضافة إلى الأوضاع في قطاع غزة الذي يعاني الحصار الإسرائيلي غير القانوني ما يحول دون دخول كميات كافية من المواد الأساسية إلى القطاع.
وقالت " لاشك أن نهج الاحتلال يحتاج موقفا رادعا لكبحه وهذا سيكون ممكنا في حالة ما إذا كانت هناك مساءلة وطرق باب القضاء الدولي وإعطاء دعم للجهود العربية ومساعيها الدولية ..وعندها سوف تثمر ضغوطات ومواقف أكثر فاعلية خاصة أن جميع الدول العربية والإسلامية تؤكد أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية والأولى وإن استقرار المنطقة وعلاج الكثير من أزماتها وتأمين مستقبلها رهن بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية" .
واختتمت "الوطن" مؤكدة ان صمود الشعب الفلسطيني وتعلقه بأرضه ملحمة وطنية طويلة مستمرة من عشرات السنين لكن على العالم وقواه الفاعلة وصناع القرار فيه أن يعلموا أنه من غير الممكن أن يستمر بند فلسطين بشكل دائم على جدول أعمال مجلس الأمن لعقود دون حل.. كما لا يجوز تجاهل عدالة قضية شعب قدم في سبيلها مئات آلاف الشهداء ولا يزال يتحمل ويعاني كل ويلات الاحتلال من قتل وتنكيل وأسر وتشريد وضرب مقومات دولته المرتقبة دون أن يكون هناك رد أكثر فاعلية يعيد الحقوق السليبة لأهلها وينهي هذه المعاناة التي يسببها احتلال أرعن يتجاهل كل القرارات ذات الصلة.
وتحت عنوان "مشكلة الجوع" .. أكدت صحيفة "الخليج" ان ما تحتاجه البلدان الفقيرة هو إعادة هيكلة البنى الاقتصادية فيها حتى لا تعيد إنتاج فقرها وجوعها ..مشيرة الى ان الحل لا يكمن في الإحسان وإنما في تمكين هذه البلدان من النهوض اقتصاديا بالاستثمار ونقل التقانة وقبل كل شيء تغيير القوانين الاقتصادية حتى تكون منصفة لهذه البلدان الفقيرة.
وقالت الصحيفة ان العالم يعاني مشكلة الجوع التي تزداد تفاقما لأسباب مختلفة معظمها من صنع البشر.. فالإحصاءات تؤكد أن ما يقرب من ثمانمئة مليون إنسان يعانون سوء التغذية وهذا يعني أن واحدا من ستة أشخاص في العالم يعانون الجوع..ولكن النسبة تزداد في جنوب الصحراء الإفريقية حيث إن واحدا من كل أربعة أفراد يعاني سوء التغذية والجوع..
وهذه النسب المرتفعة من الجوع تؤدي إلى زيادة الوفيات حيث يموت ما يزيد على الثلاثة ملايين طفل فيها أي ما يعادل 45% من عدد الأطفال دون الخامسة.
واوضحت انه ورغم أن الأمم المتحدة وضعت أهدافا من أجل القضاء على الفقر والجوع في العالم لكن مشكلة الجوع تتفاقم ..وهذا التفاقم يعود في بعض المناطق إلى ازدياد الجفاف في السنوات الأخيرة كما هو الحال في جنوب الصحراء الإفريقية.. فظاهرة النينو المناخية من المحتمل أن تزيد عدد الجوعى في إفريقيا إلى خمسين مليونا.. بل إن جنوب إفريقيا ـ سلة الغذاء الرئيسية في القارة ـ سجلت أكثر السنوات جفافا انعكست في تضاعف أسعار المواد الغذائية وفي إفقار الملايين من الأفراد.
وقالت ان هذا الوضع المأساوي للفقر في العالم وبالذات في القارة الإفريقية يزداد مأساوية حين العلم أن الناتج الزراعي في العالم يكفي لسكان العالم وهو مثير للحزن أكثر عند إدراك أن الإنفاق على التسلح الذي يقود إلى الحروب وإلى قتل الملايين يفوق كثيرا احتياجات أي برنامج طويل المدى للقضاء على الجوع.
ونبهت الى ان الجوع ظاهرة تتزايد في العالم لأسباب بنيوية في الأساس يضاعفها الجفاف بين الحين والآخر .. فالقارة الإفريقية مثلا تتمتع بخيرات كثيرة سواء من حيث القدرة على الإنتاج الزراعي أو اختزانها لكثير من الموارد الأولية المعدنية وغيرها ومع ذلك فهي ترزح في الفقر في معظمها لأنها على مدى التاريخ الحديث تعرضت للاستغلال البشع لمواردها ..
وهذا الاستغلال مستمر حتى وإن تغيرت أساليبه فالتجارة العالمية التي وضع قوانينها الأقوياء والأغنياء تعمل لزيادة غنى هذه البلدان ولترسيخ واقع التبعية للبلدان الإفريقية وفي نفس الوقت يتزاحم الأغنياء على التظاهر بالعطف والشفقة على الجوعى والفقراء من خلال تقديم الفتات كإحسان بينما مشكلة الجوع والفقر البنيوية تحتاج إلى علاج من مثلها.
أرسل تعليقك