الشارقة - وام
خصصت جائزة الشارقة للاتصال الحكومي وهي واحدة من جملة مبادرات أطلقها مركز الشارقة الإعلامي بهدف تعزيز تجربة الاتصال الحكومي وتطوير منظومتها إحدى فئات جوائزها لأفضل تعامل إعلامي مع أزمة ولما لهذا الموضوع من أهمية حيث تحتاج الحكومات إلى القدرة على التعامل مع الأزمات إعلاميا.
وقالت الجائزة في تقرير لها ان التعريفات المقدمة لماهية الأزمة تعددت ولعل ذلك يعود إلى تعدد أشكال الأزمات وأسبابها وأنواعها .. وبات مصطلح الأزمة عنوانا عريضا تندرج ضمنه الأزمات والكوارث والمشاكل العارضة وحتى الصراعات.
ففي مجال العلاقات الدولية تعرف "كورال بل" الخبيرة الأسترالية في الشؤون الخارجية الأزمة في كتابها إتفاقيات الأزمة بأنها ارتفاع الصراعات إلى مستوى يهدد بتغيير طبيعة العلاقات بين الدول.. أما في علم الاقتصاد فتعرف دائرة معارف العلوم الاجتماعية الأميركية الأزمة بأنها : حدوث خلل خطير ومفاجئ في العلاقة بين العرض والطلب في السلع والخدمات ورؤوس الأموال.
وشاع استخدام مصطلح الأزمة في مختلف فروع العلوم الإنسانية وبات يعني مجموعة الظروف والأحداث المفاجئة التي تنطوي على تهديد واضح للوضع الراهن المستقر وهي تمثل النقطة الحرجة التي يتحدد عندها مصير تطور ما إما إلى الأفضل أو إلى الأسوأ وتتلاقى التعريفات المختلفة في عدد من النقاط تتمحور حول التوافق على أن الأزمات هي تطورات مفاجئة وغير متوقعة لمجريات الأمور في قضية ما بحيث تدخل هذه التطورات الجهة الحكومية في حالة الاستنفار بهدف تقديم الاستجابة السريعة والمناسبة.
واضاف التقرير هنا يبرز دور الإعلام في معالجة الأزمات ليتدخل من خلال الخطاب والرسائل الإعلامية ويتوجه إلى الجمهور الذي لا يجب أن يترك عرضة للفزع والهلع من أثار الآزمة ونتائجها أو تحت رحمة التفسيرات المرتجلة أو المرتبطة بأجندات ومصالح معينة.
ويقول أسامة سمرة مدير مركز الشارقة الإعلامي " إن الدافع الأساسي للفعل الإعلامي في مواجهة الأزمة هو أن الأزمات قد ينتج عنها تأثيرات نفسية وسلوكية انفعالية ومتسرعة فيصبح المزاج الجماهيري العام أكثر خطورة من تأثير الأزمة ذاتها ضاربا مثالا بأزمة الرهون العقارية في أميركا حيث ساد الهلع أسواق المال ودفع بالمتعاملين الى طرح كميات هائلة من العقارات في السوق لبيعها مما جعل أسعارها تهبط بشكل حاد وتسبب بخسائر مالية فادحة".
واضاف انه يتوجب على الإعلام في هذه الحال لعب دور المرشد والقائد والمعين ولهذا يجب على المؤسسات الحكومية أن تكون على أهبة الاستعداد للتعاطي مع الأزمات انطلاقا من صياغة الاستراتيجية العامة وصياغة الرسائل الأساسية والنهج المتبع مع الأزمة ووضع خطط العمل وتنفيذها على الأرض بدءا بتشكيل الإدارات واللجان المختصة انتهاء بأدق التفاصيل التي تحملها الرسائل الموجهة للجمهور واللغة والأسلوب المستخدمين في هذه الرسائل.
ويقدم سمرة هبوط أسعار النفط في الأسواق الدولية كمثال يوضح التعامل السليم مع الأزمات عبر تعاطي الإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة مع أحداثه وكيف استطاع ان يلعب دورا إيجابيا فعالا في التخفيف من حدة مفاعيله ومساعدة الجمهور على عبور الأزمة بسلام.
اتسم التواصل الحكومي في التصدي لموضوع انخفاض أسعار النفط بالعمل على عدد من الركائز الاساسية وعبر محاور محددة كانت جلية في تناول الإعلام بالتحليل الموضوعي لأخبار هبوط أسعار النفط من ناحية وتركيزه على نشر التصريحات الإيجابية التي تتسم بقدرتها على رفع معنويات الجمهور بسبب حساسية الموضوع وقدرته على إحداث خلل كبير في أسواق المال مما يمنحه قدرة كبيرة على التخريب إذا ترك دون معالجة صحيحة.
أرسل تعليقك