واشنطن _رولا عيسي
اكتشف العلماء عددا صغيرا من حيوانات "شياطين تسمانيا" أو "عفاريت تسمانيا" الذين يعيشون على ما يبدو دون أن يمسها هذا المرض اللعين الذي يسبب السرطان، مما جعل حيوانات الشقبانيا (التي تحمل صغيرها في كبس في بطنها) على شفا الانقراض.
عُثر على 14 عفريت تسمانيا لم يصلها داء أورام الوجه الشيطاني السرطاني.
يعدّ اكتشاف عدد 14 من شياطين تسمانيا على الأقل دون أي علامات تشير إلى إصابتهم بمرض أورام الوجه الشيطاني (DFTD) على الساحل الجنوبي الغربي لتسمانيا، إنجازًا كبيرًا في الجهود المبذولة للحفاظ على هذه الأنواع الشهيرة، فقد انخفضت أعداد الشياطين البرية بنسبة 80 في المائة منذ اكتشاف المرض لأول مرة، ثم جاءت الدعوات لتعزيز أعدادها من خلال إعادة إدخال الأعضاء المحصنين في هذه الأنواع حيث يُقتل الكثيرون على الطريق، وساعدت عزلة الأعداد الجدد على البقاء على قيد الحياة، لأنها تأكل على طول الساحل، وهي أقل عرضة لتلقي الإصابة من أفراد مصابين أو الدهس بسيارات مارة.
حيوانات شياطين تسمانيا تقضي وقتها في البحث عن طعام بروتيني
قال باحثون إنه من المشجع بشكل خاص أن يحاصروا تلك الشياطين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 شهرا وخمس سنوات، وقال الدكتور سام فوكس، رئيس الفريق وقائد برنامج إنقاذ الشيطان التسماني، وعالم الأحياء في حديقة حيوان توليدو إن "هذه علامة جيدة لإثبات أن المرض غير موجود لأننا لا نعتبر الشياطين كبيرة مثل تلك الموجودة في مناطق الولاية التي تم العثور فيها على مرض أورام الوجه الشيطاني DFTD.. إن رصد هذه الأعداد في المستقبل سوف يعطي مؤشرا أفضل لعددهم، إذا ما صادفوا أفرادا جددا في رحلات لاحقة، وسيسمح لهم بالتصرف بسرعة إذا لوحظت أي علامات على الإصابة بمرض أورام الوجه الشيطاني"، وأضاف: "كانت المناطق المفضلة تحتوي على مصادر غذاء جيدة للشياطين مثل حيوان البادميلون pademelons، كما أنها وفرت الموطن والموئل المناسب لهم، حيث إن الشياطين تقضي وقتها في التنقل بين هذه الجيوب الصغيرة من الموائل المناسبة، كما أنها تبحث عن طعامها على طول الساحل، وتبحث عن بروتين آخر مثل السمك الميت، أو حتى شيء أكبر مثل الحوت أو كلب البحر".
تراجُع أعداد تلك الحيوانات بسبب الإصابة بالأورام
لقد كانت هذه الغرائز هي جزء من تراجع الشياطين، ففي عام 2015، تم إطلاق سراح أربع حيوانات تم تلقيحها في الأسر بتكلفة تبلغ 25,000 دولار أسترالي لكل منها، وقد قُتل الأربعة جميعًا في حوادث سيارات في غضون أسابيع أثناء عبورهم أو تناولهم الطعام على الطرق، تم تحديد أول سلالة مصابة بمرض الأورام DFTD في عام 1996 وانتشر للسيطرة على الجزيرة بأكملها، في حين تم تحديد سلالة الثانية في عام 2014 ولكن حتى الآن يقتصر على الجنوب الشرقي من الجزيرة، ويعتقد بأن المرض ينتشر عن طريق الخلايا السرطانية التي تنتقل من لدغات فرد مصاب، والأورام غالبا ما تدمر عظام الفك وتغطي العيون مما يجعل الصيد صعبا، ورحلة الموت عادة ما تستغرق ستة أشهر، وقال العلماء في الآونة الأخيرة إن هناك آمالا في إمكانية استخدام عقاقير علاج السرطان البشرية يمكنها المساعدة في جهود المحافظة على البيئة.
أرسل تعليقك