قطر - قنا
افتتح سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة، وزير الطاقة والصناعة، رئيس مجلس إدارة قطر للبترول، رسميا اليوم، مؤتمر ومعرض جمعية مهندسي البترول للصحة والسلامة والبيئة المستدامة في منطقة الشرق الأوسط ، الذي يقام في مركز قطر الوطني للمؤتمرات ويستمر حتى يوم الأربعاء المقبل.
وحضر حفل الافتتاح الذي عقد تحت رعاية الدكتور السادة، عدد من كبار المسؤولين في قطر للبترول والمديرين في شركات النفط والغاز العاملة في دولة قطر، بالإضافة إلى الوفود المشاركة في المؤتمر والتي تضم عددا من الخبراء والمختصين في الصحة والسلامة والبيئة من كافة دول منطقة الشرق الأوسط.
ورحب سعادة وزير الطاقة والصناعة في كلمة ألقاها خلال الافتتاح، بالمشاركين في نسخة العام الحالي من المؤتمر والمعرض، والذي كانت قد استضافته الدوحة في عام 2008، مؤكدا أن هذا الحدث يساعد على توفير فرص قيمة للخبراء والمتخصصين في هذا المجال للانخراط في حوارات بناءة بشأن الابتكارات والحلول المتقدمة، كما يساعد على إيجاد منصات لتبادل المعرفة والخبرات المشتركة.
ولفت إلى أن شعار العام الحالي للمؤتمر يجسد ما تحتاج صناعة النفط والغاز للقيام به لمواجهة الاتجاهات العالمية المتطورة المتعلقة بالصحة والسلامة والبيئة، وكيفية التغلب على التحديات التقنية الحالية، متابعا :” لذلك يبقى السؤال : كيف يمكننا تحسين أداء أعمالنا واستيعاب التقدم التكنولوجي؟.. ولكن في نفس الوقت التمكن من إدارة الحد من المخاطر المرتبطة بصناعتنا، وحماية شعبنا وعمالنا والمجتمعات التي نعمل فيها، بجانب الحفاظ على البيئة المحلية والإقليمية والعالمية”.
وأوضح سعادة الدكتور السادة أنه “كمهندسين بترول وخبراء في العديد من مجالات هذه الصناعة فأنا على يقين أنكم جميعا تدركون أهمية هذا السؤال.. إن صناعتنا تأخذ البحث عن النفط والغاز إلى مناطق أكثر تعقيدا، وبالتالي تخلق حاجة غير مسبوقة لمستويات أعلى من التخطيط والأداء، وليس هناك شك في أن نجاحنا يتوقف على قدرتنا على دمج التطورات التكنولوجية مع السلامة وإدارة المخاطر وحماية البيئة .. ونحن في دولة قطر ندرك تماما التحديات التي يجب علينا مواجهتها في ظل إدارتنا للنمو السريع ، ليس فقط لصناعة النفط والغاز ولكن أيضا لاقتصادنا القومي.. خاصة في ظل ما نقوم به من مشاريع ضخمة ومعقدة، إضافة إلى تطوير حقول النفط المهمة كـ /بوالحنين ودخان والشاهين/”.
وأشار سعادة وزير الطاقة والصناعة إلى أن مشاريع عملاقة كتلك، تضع قطاع الطاقة في قلب تطوير بلدنا قطر، وتوجه قدراتها تجاه تحقيق رؤيتنا الوطنية 2030، التي أرساها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله”.
وأكد سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة ورئيس مجلس إدارة قطر للبترول، أن الاهمية الاستراتيجية لقطاع النفط والغاز في دولة قطر، كانت القوة الدافعة وراء العديد من المبادرات الهادفة إلى الحفاظ على إرساء صناعة قوية وآمنة .. تنفذ وتعزز الالتزام الصارم بأعلى معايير السلامة واللوائح الدولية، مشددا على أن الهدف الرئيسي من وراء هذا المؤتمر هو تحقيق السلامة في العنصر البشري والبيئة من خلال تطبيق الثقافة السليمة التي تشكل العمود الفقري لجميع العمليات في قطاع الطاقة والصناعة، سواء في العمليات البرية أو البحرية.
ولفت سعادته إلى أن التزام قطر في هذا المسعى تجلى في مناسبات عديدة، وكان آخرها على سبيل المثال خلال الأسبوع الماضي، حيث انضم سعادته إلى احتفال /أوريكس جي تي ال/ بمناسبة مرور 3 سنوات عمل بدون إصابات، بما يعادل 20 مليون ساعة عمل تقريباً دون حادث.
واستعرض سعادته عدداً من إنجازات الشركات الأخرى المندرجة تحت القطاع، ومنها مرور 77 مليون ساعة عمل في مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز إلى سوائل دون حادث، وكذلك أحد مشاريع “قطر غاز” الذي احتفل بمرور 15 مليون ساعة عمل بدون أي حادث، وقطر للبترول التي احتفلت بمرور 17 مليون ساعة عمل دون حادث في مشروع تحلية مرافق الغاز.
ونوه بأن الإنجاز الأكبر في هذا الصدد، هو ذلك الإنجاز التاريخي الذي حققه مشروع برزان التابع لـ”راس غاز”، حيث حقق 100 مليون ساعة عمل دون حوادث، مؤكداً أن هذا الإنجاز يحسب لـ “راس غاز” وقطاع الطاقة والصناعة في دولة قطر، خاصة أن أكثر من 30 ألف عامل من 45 جنسية يعملون في هذا المشروع ويتحدثون بلغات مختلفة ويحملون تجارب وممارسات عمل متنوعة.
وأضاف وزير الطاقة والصناعة ان الإنجازات المعترف بها في صناعة النفط والغاز في قطر تؤكد أن السلامة مكون أساسي وميزة ذات قيمة عالية ضمن أعمالنا.. ومن هذا المنطلق تهتم صناعة النفط والغاز في قطر بإطلاق جوائز سنوية عن الصحة والسلامة والبيئة والابتكار، وذلك تقديراً لأداء القطاع ومساهماته.
وقال ان “مثل هذا الالتزام الثابت من قبل الدولة وقطاع الطاقة والصناعة من شأنه أن يدفعنا إلى تطوير التزاماتنا باتجاه الصحة والسلامة والبيئة، ويضمن أيضا مواكبة المتطلبات الحديثة في هذا المجال، بالإضافة إلى تهيئة الظروف المستدامة للغد”.
ودعا سعادته، الحضور للمساهمة في تعزيز وتطوير مفهوم ثقافي للسلامة ذي جذور عميقة وبيئة عمل آمنة للجميع والاستعداد لما هو غير متوقع ، وأن يكون الجميع على استعداد لحماية العنصر البشري، والبيئة، والأصول والسمعة، مشيدا بإضافة برنامج جديد ضمن فعاليات مؤتمر العام الحالي، وهو” البرنامج الإقليمي لطلاب الجامعات” الذي يهدف إلى توعية وتثقيف الشباب والطلاب والمواهب المحلية وتشجيع الطلاب القطريين الشباب لممارسة المهن المختلفة في صناعة الطاقة.
وأعرب سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة في تصريحات صحفية أدلى بها عقب قيامه بجولة تفقد خلالها أروقة المعرض المصاحب لمؤتمر الصحة والسلامة والبيئة والتنمية المستدامة للشرق الأوسط والتابع لجمعية مهندسي البترول، عن امتنانه بأن يعقد المؤتمر والمعرض تحت مظلة جمعية مهندسي البترول العالمية، حيث كان قد بدأ انعقاده في قطر عام 2008، وعاد اليوم مرة أخرى بشكل أفضل من ناحية الحجم أو عدد المشاركين وأفضل نوعية، فخلال الأعوام السابقة كان هناك تطور كبير سواء في صناعة النفط أو فيما يخص المعرض.
وأضاف إنه رغم أن مؤتمر العام الحالي يخص منطقة الشرق الأوسط فإن هناك حوالي 130 دولة مشاركة به بممثلين من مختلف الشركات النفطية ولدينا حوالي 80 ورقة عمل ، وهي على أعلى المستويات بما يؤكد اهتمام دولة قطر بمثل هذه المؤتمرات والمعارض، خاصة وأنها تعنى ومتخصصة بالسلامة والصحة والبيئة في قطاع النفط والغاز بما يعد دليلا راسخا على ثبات سياسة القيادة الرشيدة في الحرص والحفاظ على صحة وسلامة العاملين في جميع القطاعات بالدولة وخاصة في قطاع النفط والغاز.
ومضى سعادته قائلا :” نحن نشهد اليوم المعرض ويشارك به 25 عارضا من دول مختلفة ، حيث يعرضون آخر ما توصلوا إليه في مجالات الصحة والسلامة والبيئة، والكثير من الشباب القطريين والفتيات القطريات شاركوا في تنظيم هذا المعرض ، لكن الاهم أنهم سيقدمون أوراق عمل تنم عما وصلت إليه قطر في هذا المجال”.
بدوره، أوضح السيد سيف النعيمي، رئيس المؤتمر والمدير التنفيذي لقسم قوانين الصحة والسلامة والبيئة في شركة قطر للبترول في كلمة أدلى بها خلال الافتتاح، أن انعقاد مؤتمر العالم الحالي تحت شعار “حماية الأشخاص والبيئة والأصول، والسمعة المهنية -هل نحن جاهزون؟”، يمهد لحدث غني بجلسات نقاشية تبحث التقدم الذي تم تحقيقه في مجال التكامل في أداء العمل والحد من المخاطر وحماية الأشخاص والبيئة.. فالمتحدثون والمشاركون والمشرفون ومديرو الجلسات سيناقشون جميع القضايا وثيقة الصلة بالمؤتمر، وذلك عبر جلسات نقاش وعروض تقنية.
ولفت إلى أن المؤتمر الذي يعقد لثلاثة أيام، سيكون بمثابة ملتقى للعديد من المنظمات والمؤسسات الاقليمية والعالمية المعنية بصناعة النفط والغاز، جنبا إلى جنب مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية وشركات الانتاج والخدمات، حيث ستكون الفرصة متاحة أمامهم لمناقشة البرامج الجديدة والحالية والتعرف على المشاريع وأيها يحتاج إلى شراكة وتعاون، وتشكيل شراكات تجارية جديدة.
وأكد النعيمي أنه لا يوجد أي شك في أن برامج الصحة والسلامة جزء لا يتجزأ من صناعة النفط والغاز، ولقد شهدنا بمنطقتنا تحولاً تدريجياُ من التركيز على تنفيذ برامج الصحة والسلامة إلى تطبيق برامج ممنهجة وموحدة والتقييم المستمر لهذه البرامج بما يتوافق مع متطلبات كل شركة ، لافتا إلى أن الدورة السابعة هذا العام ستكون فرصة ممتازة للخبراء لمناقشة هذه القضايا والتحديات المرتبطة بها، سواء في السياقات الإقليمية أو الدولية.
من جانبه أكد السيد جيف سباث، رئيس جمعية مهندسي البترول لسنة 2014، أن الجلسات النقاشية للمؤتمر والمعرض ستكون غنية وثرية بالمعلومات والخبرات التي تعود بالنفع على جميع المشاركين، حيث يشارك بالمؤتمر حوالي 130 دولة ، بما يؤكد على أهمية الحدث وحرص جميع الجهات على المشاركة به.
ولفت إلى أن النقاشات ستغطي الكثير مما تم تحقيقه والفرص والتحديات المتعلقة بمجالات الصحة والسلامة والبيئة والتنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، حيث يوجد العديد من الأوراق البحثية المختلفة التي يمكن التعرف عليها ومناقشتها خلال أيام المؤتمر والمعرض الثلاثة.
وأوضح السيد بارت كاهير الرئيس والمدير العام لأكسون موبيل قطر، أن صناعة الطاقة نجحت في دولة قطر، وذلك نابع من التزام الدولة بالحفاظ على السلامة والبيئة والتنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية من الشركات تجاه الدولة ، فضلا عن السعي لتحقيق نجاحات فيما يخص نشاطات البحث والتطوير التي تضعها بين مصاف الدول المعتمدة على الاقتصاد المبني على المعرفة.
وأضاف “مما لا شك فيه أنه بدمج الابداع البيئي والخدمات الهندسية جنبا إلى جنب مع السلامة والحد من المخاطر، فإن ذلك سيساعد على تعزيز سلامة القيام بالعمليات والحفاظ على الاستدامة البيئية، بما يحقق النجاح منقطع النظير لشركات النفط والغاز”.
وستعقد على مدى أيام المؤتمر الثلاثة جلسات نقاشية يترأسها خبراء في الصناعة ، وبالإضافة إلى الجلسات العامة وجلسات المناقشة، فإن المؤتمر سيشهد 60 بحثاً وعرضاً تقنياً من خلال 20 جلسة تقنية وأكثر من 50 لوحة شرح وتعريف إلكترونية.
وتشمل الدورة السابعة للمؤتمر إضافة جديدة هذه السنة وهي “البرنامج الإقليمي لطلاب الجامعات”، البرنامج تحت عنوان، “الصحة و الأمان: أسلوب حياة”، ومن خلال هذا البرنامج، سيتم إجراء العديد من الأنشطة التي تهدف إلى توعية وتثقيف الشباب والطلاب حول أهمية تحسين الصحة والبيئة والمنفعة التي تعود من ذلك على الجميع. وتحقيق هذا الهدف يجعل أولويات الصحة والسلامة والبيئة ترسخ في عقول المهندسين الصغار في مرحلة مبكرة وتزيد من نموهم المهني.
ويحظى المؤتمر بدعم قطر للبترول بصفتها الجهة المستضيفة، وذلك بما يتماشى مع التزامها بشكل فعال في التركيز على قضايا الصحة والسلامة والبيئة المتعلقة بعملياتها، وبما يؤكد حرصها على تحسين الأداء المستدام في قطاع النفط والغاز في دولة قطر، وإلى جانب مساهمتها في المؤتمر، تشارك قطر للبترول أيضا في المعرض المقام على هامش المؤتمر، حيث يبرز جناح قطر للبترول في المعرض العمليات الشاملة للمؤسسة ، ويشمل ذلك عمليات إدارة شؤون المدن الصناعية وبرامج التدريب في كلية راس لفان للطوارئ والسلامة.
وجمعية “مهندسي البترول”، هي مؤسسة غير ربحية يهتم أعضاؤها البالغ عددهم 124 ألفا في 135 دولة على مستوى العالم، بمسائل تتعلق بتطوير وتنمية مصادر ومنتجات الطاقة.
أرسل تعليقك