ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية يهدد آلية انتظام الحرارة
آخر تحديث 16:41:44 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية يهدد آلية انتظام الحرارة

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية يهدد آلية انتظام الحرارة

ذوبان الجليد
كندا - أ ف ب

 ينذر استمرار تسارع ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية بزيادة كبيرة في كمية المياه العذبة في المحيط الاطلسي الشمالي، ما قد يؤدي على المدى الطويل الى اختلال في آلية تشكل "المياه العميقة" التي تعتبر مرجعا حقيقيا لقياس حدة التغير المناخي العالمي، بحسب تحذيرات الاخصائي في علم المحيطات روجيه فرنسوا.

هذا الباحث البلجيكي الذي يشغل مهام رئيس بعثة علمية على متن كاسحة الجليد البحثية الكندية اموندسن يدرس حاليا تاريخ الكوكب عبر كشف اسرار محيطاته، مثل المحيط المتجمد الشمالي حيث يقود خلال الخريف الحالي بعثة تضم حوالى اربعين عالما متخصصا في التغير المناخي.

ويرفض روجيه فرنسوا الافراط في التشاؤم موضحا لوكالة فرانس برس أن الدورات المناخية "الشديدة" تتعاقب منذ مليوني سنة بوتيرة مرة كل مئة الف عام مع "تشكل مسطحات جليدية على القارة الشمالية تتبعها مرحلة ذوبان سريع للغاية" تمتد على خمسة الاف سنة.

وقد حصل اخر احترار مناخي قبل 20 الى 15 الف سنة خلت ما ادى الى ارتفاع في مستوى مياه البحار بمعدل 130 مترا.

ويقول فرنسوا "هذا هو الاتجاه السائد مع ذوبان الجليد في غرينلاند والمنطقة القطبية الجنوبية (...) اما الفارق الاكبر مع ما يحصل اليوم هو الوتيرة الزمنية اذ ان الامر لم يكن يوما بهذه السرعة".

وتتسم كل دورة مناخية بتغير مستوى الكربون في الغلاف الجوي. فخلال اخر موجة احترار مناخي، ارتفع معدل غاز ثاني اكسيد الكربون (ابرز انواع الغازات المسببة لمفعول الدفيئة) في الهواء من 180 جزءا في المليون الى 280 جزءا في المليون خلال خمسة الاف سنة. وحتى الثورة الصناعية، بقي المستوى عند 280 الى ان شهد منذ ذاك الحين ارتفاعا مطردا حتى بلغ عتبة 400 جزء في المليون سنة 2015، بحسب هذا العالم.

ويحذر فرنسوا من أنه "في حال بقينا على هذا النحو، وهو ما يبدو أنه حاصل، سنشهد بحلول نهاية القرن الحالي مستويات غير مسبوقة منذ عصر الديناصورات في الحقبة الوسطى"، مع معدل الف جزء في المليون.

آخر موجات ذوبان للجليد تبعها "استقرار مناخي اكبر بكثير" سمح للانسان العاقل بتنمية قدراته. ويلخص الاستاذ في جامعة بريتيش كولومبيا في فانكوفر الوضع قائلا إن "حضارتنا كما نعرفها تمثل نتيجة مباشرة لتطور المناخ".

وتحتل المياه العميقة التي تنشأ في المحيط الاطلسي الشمالي قبالة غرينلاند موقعا اساسيا في صلب هذا المناخ المناسب للحضارة البشرية.

فهذه المياه الموجودة في اعماق المحيطات وفق مسار محدد بدقة تراكم كميات من ثاني اكسيد الكربون المتأتي من الغلاف الجوي بالاضافة الى تشكيل "آلية كبرى لنقل الحرارة من خط الاستواء الى القطبين"، بحسب روجيه فرنسوا.

وفي ظل ذوبان الانهار الجليدية، يؤدي انهيار الجبال الجليدية المؤلفة من مياه عذبة في البحر الى "تخفيض الملوحة ما يجعل تشكل المياه العميقة اكثر صعوبة".

ومن شأن توقف انتقال الحرارة بين الاستواء والقطبين بسبب انهيار آلية تنظيم الحرارة التي تشكلها المياه العميقة أن يجعل "المرتفعات العالية اكثر برودة".

وقد حصل سيناريو مشابه خلال اخر احترار مناخي في العالم. ويشير اخصائي علم المحيطات الى ان "مستوى البرودة كان اعلى في بداية مرحلة ذوبان الجليد مقارنة بالمستوى الاقصى المسجل في العصر الجليدي خصوصا في شمال اوروبا".

ويمثل التبدل الحاصل على صعيد تشكل المياه العميقة احدى "ردات الفعل" الناجمة عن الاحترار المناخي، اذ ان سببا ما يولد اثرا معينا وهذا الاخير يعزز السبب ويفاقم الوضع في كثير من الاحيان.

ويقول روجيه فرنسوا "لا علم لنا بمجمل ردات الفعل المشاركة في الاحترار وهنا مكمن القلق"، مضيفا "النظام برمته شديد التعقيد وهذا الامر ليس قابلا للتجربة، يمكن الحديث عن عملية تحصل على مستوى الكوكب ومجرد الاغفال عن تفصيل صغير قد يؤدي الى خلاصات مختلفة".

 

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية يهدد آلية انتظام الحرارة ذوبان الجليد في المنطقة القطبية الشمالية يهدد آلية انتظام الحرارة



GMT 19:42 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 10:03 2018 الأربعاء ,09 أيار / مايو

"بهارات دارشان" رحلة تكشف حياة الهند على السكك

GMT 11:22 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تظهر بوزن زائد بسبب تعرضها للأزمات

GMT 14:04 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حامد بن زايد يفتتح معرض فن أبوظبي 2013

GMT 06:44 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نشر كتاب حول أريرانغ باللغة الإنكليزية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates