جنين - وفا
دعا مدير مركز الباشا العلمي للدراسات وليد الباشا، لحماية التنوع البيولوجي لوادي المقطع في جنين، والعمل على توثيق الانتهاكات لمجرى الوادي من حرق للقصيب وتحويل مجراه.
وتساءل الباشا في بيان له اليوم السبت، عن المسؤول عن مجرى الوادي ولمن تقع ملكيته ومن يحميه من الانتهاكات المستمرة؟ مناشدا المجتمع المحلي من مزارعين وأصحاب أراض وكذلك المسؤولين، حماية المنطقة لما تحويه من تنوع حيوي كبير، خاصة مع اقتراب فترة التكاثر وبناء الأعشاش للطيور المائية في المنطقة، لافتا إلى أن القصيب ليس فقط موئلا للطيور والثديات والزواحف، إنما هو منقٍ طبيعي للمياه المارة من مياه عادمة من الملوثات.
وأكد الباشا أن وادي المقطع كان نهرا يمتد من مرج ابن عامر إلى البحر المتوسط، وله أربعة روافد من مدينة جنين وهي عين نيني، وعين الشريف، وعين الحجر، وعين الصفصافة، وبقيت هذه العيون غنية بمياهها العذبة وتنوعها الحيوي الجميل إلى النصف الأول من القرن الماضي، مشيرا الى أن مجرى الوادي اختلط اليوم مع المياه العادمة من مدينة جنين ومخيمها، ويمتد مسافة 5.2 من مدينة جنين الى الجدار الفاصل، ومن ثم يمتد إلى الساحل الفلسطيني.
وقال الباشا، "إنه وخلال أكثر من عشر سنوات من دراسة التنوع الحيوي في المنطقة من قبل مركز الباشا العلمي، تم توثيق العديد من الحيوانات الشائعة والغريبة في هذه المجرى، فقد تم توثيق جرذ الماء أو "الكويبو" الذي احضره مزارعون إسرائيليون في سبعينيات القرن الماضي من أميركا الجنوبية للتربية من اجل الفرو، وعندما فشلوا أطلقوه في منطقة الحولة ونهر الأردن واستطاع العبور إلى المقطع ليصبح من سكانه. وكذلك من الثديات تم توثيق السالول (النمس) والقضاعة (ثعلب الماء)، بالإضافة إلى الخنزير البري والعديد من القوارض.
وتابع الباشا، إنه تم توثيق ما يزيد عن 37 نوعا من الطيور في المجرى، واهمها المقيمة فيه وبأعداد كبيرة تزيد عن 500 طائر وهي دجاجة الماء والمرعة المرقطة ومرعة الماء، بالإضافة إلى الفسفس وهو من اصغر الطيور الهازجة المقيمة في فلسطين.
ويعد المجرى موقعا هاما لتكاثر طائر الزقزاق حيث تحتمي صغاره بين القصيب، أما الطيور المهاجرة فأبو منجل يقيم في المجرى لعدة أشهر خلال هجرته بأعداد كبيرة، بالإضافة إلى الكرسوع الذي تم توثيق تكاثره في الوادي بين القصيب، والشنقب، والطيطوي، وازرق الحنجرة، والقليعي، وآكل السمك الشائع، واللقلق الأبيض، ومرزة البطائح، والحدأة السوداء، والباز طويل الأرجل.
وقال الباشا انه عند زيارة المجرى وعند المرور بجانب الماء تبدأ سلاحف المستنقعات بالانزلاق إلى الماء من على القصيب حيث تتشمس، ويقدر عدد هذه السلاحف بالمنطقة بما يزيد عن الأربعة آلاف سلحفاة. ومن الثعابين المقيمة العربيد الأسود، ومنها ما هو بأحجام كبيرة لوفرة الغذاء في المنطقة وهو من أصدقاء المزارعين لأنه يتغذى على الخلد.
وبمناسبة يوم البيئة الفلسطيني الذي يوافق الـ5 من آذار، شدد الباشا على ضرورة اعتبار المجرى من المناطق المائية الهامة في فلسطين لتطوير المنطقة، وتشجيع السياحة البيئية لها والتي نأمل بأن تتحقق للحفاظ على هذا التنوع الجميل.
أرسل تعليقك