دعت دولة الامارات دول العالم إلى توحيد مساعيها والالتزام باتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لتحديات ندرة المياه وتحقيق الأمن المائي العالمي من خلال العمل الجماعي وتسخير المعارف والخبرات من أجل تطوير حلول مبتكرة وتغيير الأساليب التي نقوم من خلالها بإنتاج واستهلاك المياه.
جاء ذلك في كلمة الدولة بالجلسة الافتتاحية للمنتدى العالمي السابع للمياه في كوريا الجنوبية التي القاها معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير دولة رئيس مجلس إدارة "مصدر".
وقال الدكتور الجابر في كلمته أن هذا الملتقى العالمي يوفر بيئة مثلى لنوحد جهودنا ونؤكد التزامنا باتخاذ الإجراءات الضرورية للتصدي لتحديات أمن المياه في العالم فالعمل المشترك هو السبيل الوحيد لضمان مستقبل آمن للمياه لنا جميعا.
واضاف معاليه " فيما نجتمع هنا اليوم لا يمكننا تجاهل أهمية التحدي المتنامي الذي ينتظرنا حيث سيواجه سكان العالم نقصا في إمدادات المياه خلال العقد المقبل ما لم نبادر لاتخاذ الخطوات اللازمة الآن ومعا لافتا الى ان العمل المشترك يتطلب منا جميعا تسخير كل ما لدينا من معارف وخبرات لتطوير حلول مبتكرة وتغيير الأساليب التي نقوم من خلالها بإنتاج وصون واستهلاك أثمن مواردنا الطبيعية.
وأكد معاليه إن ما نشهده اليوم من نمو وازدهار اقتصادي وزيادة مستمرة في أعداد السكان يزيد من ضرورة تأمين مصادر موثوقة تلبي احتياجاتنا من المياه حيث تشير الدراسات إلى أن الطلب على المياه سيتضاعف على مدى الخمس عشرة سنة المقبلة.
كما أكد أن القيادة الرشيدة لدولة الإمارات مدركة لهذا الواقع وتستجيب له بقرارات وإجراءات استراتيجية مدروسة تضع مسألة توفير مصادر آمنة للمياه في صدارة أولويات أجندة التنمية الاقتصادية في وطننا وتضمن إدارة جميع مواردنا المائية على نحو مستدام.
وأوضح معاليه أن دولة الإمارات حددت هدفا طموحا بأن تخفض بصمتها المائية بنسبة 20 بالمائة بحلول العام 2030 حيث نعمل لتحقيق هذا الهدف من خلال "استراتيجية التنمية الخضراء" التي تركز على تطبيق سياسات وممارسات مستدامة.
وقال أن إدارة الاستهلاك وحدها لا تكفي إذ علينا أيضا أن نحفز الابتكار وندعم المبتكرين وصولا إلى تطوير حلول مجدية تجاريا من شأنها تعزيز كفاءة مصدر المياه الرئيسي والأهم لدينا هو تحلية المياه لتأمين كافة احتياجاتنا تقريبا من مياه الشرب وهذا يجعلنا حريصون وملتزمون بالعمل على تطوير الجيل التالي من تكنولوجيا تحلية المياه والتي من شأنها أن تحول العمليات الحالية ذات الاستهلاك الكثيف للطاقة إلى عمليات مستدامة ومجدية تجاريا.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات تركز على تحقيق أمن المياه من خلال مبادرات مختلفة بما فيها البرنامج التجريبي لتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة الذي أطلقته "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه للطاقة المتجددة.. كما تعمل دولة الإمارات على التوسع نحو آفاق جديدة في التكنولوجيا من خلال برنامج بحوث الاستمطار بهدف تطوير أساليب علمية لزيادة كمية الأمطار ومصادر المياه العذبة في المناطق الجافة وشبه الجافة في العالم.
وأكد الدكتور الجابر أن هذه المبادرات تعكس التزامنا المستمر والراسخ في دولة الإمارات بتقديم حلول عملية تساعد على التصدي لتحديات المياه..
وقال أن دولة الإمارات عازمة على التحول من ندرة المياه إلى ضمان أمنها.. وأننا نلتزم بتحقيق هذا الهدف من خلال السياسات والشراكات الاستراتيجية والابتكار.. فالمياه هي أثمن مواردنا وهي الركيزة الأساسية لقدرتنا على النمو ومواصلة توفير مقومات الحياة الاقتصادية والاجتماعية الكريمة لشعبنا.
واختتم معاليه كلمته بالتأكيد أن تحقيق الأمن المائي هو تحد عالمي ويتطلب استجابة عالمية وأن دولة الإمارات كانت وستبقى دائما مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي للنهوض بمسؤولياتنا المشتركة وتبادل المعرفة والأفكار وإيجاد الحلول المجدية اقتصاديا لنصل معا إلى غايتنا المنشودة وهي ضمان مستقبل أمن المياه.
وينعقد المنتدى العالمي السابع للمياه في كوريا الجنوبية تحت شعار " الماء من أجل مستقبلنا " .. ومن المتوقع أن يشهد على مدى الأيام الخمسة المقبلة حضور ما يزيد على 30 ألفا من قادة الحكومات والخبراء والمختصين من القطاعين العام والخاص والأوساط الأكاديمية.. ويمثل هذا المنتدى منصة مثالية لاتخاذ المزيد من الإجراءات للتصدي لتحديات المياه.
وتشارك دولة الإمارات العربية المتحدة في المنتدى العالمي السابع للمياه حيث تتولى "مصدر" تنسيق مشاركة وفد الدولة في المنتدى حيث سيتم تسليط الضوء على التقنيات والحلول المبتكرة التي تطبقها دولة الإمارات بهدف ضمان مستقبل مائي آمن والتصدي للتحديات المترابطة للمياه والطاقة في العالم.
وسيلقي الوفد الضوء كذلك على مشاريع الدولة العديدة في مجال تحلية المياه وأنظمة تجميع ونقل مياه الصرف الصحي بطريقة فعالة من حيث التكلفة وتقنيات الزراعة المائية المتقدمة بالإضافة للمشروع التجريبي الذي تنفذه "مصدر" لبناء محطة لتحلية المياه تعتمد على الطاقة المتجددة.
ويضم وفد الدولة ممثلين عن وزارات الخارجية والطاقة والبيئة والمياه..
والهيئة الاتحادية للكهرباء والمياه وجهاز الشؤون التنفيذية والمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل و"مصدر" ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وهيئة البيئة في أبوظبي وهيئة كهرباء ومياه دبي وهيئة مياه وكهرباء أبوظبي وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي ومكتب التنظيم والرقابة وهيئة أبوظبي للسياحة وجامعة الإمارات.
أرسل تعليقك