رام الله - صوت الإمارات
تسعى قرية فرخة الفلسطينية الواقعة على تل تكسوه أشجار الزيتون وسط الضفة الغربية أن تكون نموذجاً ومصدر إلهام لقرى أخرى بشأن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وإنتاج المحاصيل الزراعية بدون استخدام المواد الكيماوية.
واختار نشطاء من القرية جانب تل من أراضيها وبدأوا قبل سنوات العمل على استصلاحه وزراعته بأشجار اللوز والتين والمشمش والخوخ والحمضيات والخضر فضلاً عن النباتات الطبية وأطلقوا عليها مزرعة (قمر البلد)، وهي مزرعة بيئية تعليمية تشرف عليها جمعية المهندسين العرب بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات في القرية.
والمزرعة ممولة من أصدقاء فرنسيين وسويسريين والعمل فيها تطوعي تعاوني بين مزارعين ومزارعات.
وقد انضمت قرية فرخة قبل سنوات إلى شبكة القرى البيئية العالمية لتكون بذلك أول قرية فلسطينية تنضم إلى هذه الشبكة.
ويمكن لزائر المزرعة أن يشاهد أيضاً إنتاج غاز الميثان من المواد العضوية فضلاً عن استغلال الطاقة الشمسية وبئر لجمع مياه الأمطار.
وزيادة في الاعتماد على البيئة، تنتج مزرعة قمر البلد الخبز بطريقة تقليدية قديمة باستخدام موقد من الطين يعمل بالحطب.
ويمكن لزوار المزرعة تذوق الخبز مع زيت الزيتون والزعتر.
يُشار أن هذه الأرض لم تزرع منذ 50 سنة ولكن بجهود بسيطة وقوة عمل لا توصف تم إقناع المزارعين بجدوى الزراعة البيئية التي يجب العودة إليها.
كما أن الهدف من التنوع في زراعة الأعشاب الطبية هو أنها تلعب دوراً كبيراً في مكافحة الحشرات والآفات وبالتالي لا تكون هناك حاجة لاستخدام المواد الكيماوية.
ويقول بكر حماد، أحد الناشطين البيئين في القرية، انه يطمح أن يتمكن خلال السنوات الثلاث المقبلة من استصلاح كل مساحة الأرض البالغة 15 دونماً (15000 متر مربع).
واستفاد سكان القرية من تجربة الزراعة البيئية وعملوا على إنشاء حدائق في منازلهم وزرعوها بالخضر والحمضيات.
وهناك حتى الآن 15 حديقة منزلية تمثل نماذج للزراعة البيئية في المنازل تحت شعار "أنت تصنع غذاءك ... أنت تصنع حريتك".
يُشار أن الزراعة البيئية تساهم في تقليل 70 في المئة من استخدام المياه. ويأمل القائمون على الزراعة العضوية في قرية فرخة أن ينجحوا في تعميم تجربتهم على قرى أخرى بدأ عدد منها بالفعل الاهتمام بهذا النوع من الزراعة.
أرسل تعليقك