قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ
آخر تحديث 14:54:16 بتوقيت أبوظبي
 صوت الإمارات -

قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ

 صوت الإمارات -

 صوت الإمارات - قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ

قطار جيمس بوند المغربيّ
الرباط ـ صوت الإمارات

 يستعيد خطّ سكك الحديد في قلب الصحراء المغربية بناه المستعمرون الفرنسيون، وساهم بشهرته آخر آفلام جيمس بوند، زخمه بفضل سويسري سبعيني يُدعى إدوارد كونز، يقود السياح في رحلات على "قطار الصحراء" بين مدينتي وجدة وبوعرفة في شرق البلاد، وبفضل مثابرة  إدوارد الذي يسميه الجميع "إيدي" يمكن للسياح استقلال هذا الخط الذي تسلكه فقط بعض قطارات الشحن.

وأوضح السويسري الناطق باللغة الألمانية والخبير السابق في دقة الساعات، والمقيم في المغرب منذ 30 عامًا، إدوارد، بقوله "لقطع مسافة 305 كيلومترات يحتاج القطار من ثماني ساعات إلى 12 ساعة وأحيانًا أكثر في حال اضطررنا إلى إزالة الرمال أو في حال هبوب عاصفة، لكن المهم ان ينطلق القطار"، حيث هو بات معتادا على فكرة أنّ "قطاره" لا يصل في الوقت المحدد أبدًا، رغم أنّه يردّد دائمًا "لطالما عشقت القطارات"، وعند انطلاق كل رحلة ينظّمها ينظر بتأثر وهو واقف في المقطورة الأخيرة إلى محطة وجدة ويصرخ بلهجة ألمانية "يالا" (أيّ هيا بنا).

وعلّق إدوارد وراءه خارطة بخطوط السكك الحديد ويظهر فيها خط وجدة-بوعرفة الذي يتيه بين رمال الصحراء محاذيًا الحدود الجزائرية، وبات هذا الخط شبه مهجور رغم أنه كان في السابق نقطة انطلاق لمشروع طموح كان سيربط عبر الصحراء البحر المتوسط بأفريقيا السوداء.

وبدأ بناء الخط في نهاية عشرينات القرن الماضي عندما كان المغرب خاضعًا لنظام الحماية الفرنسية وتوقف من الجانب المغربي عند بوعرفة، وفي هذه المنطقة الغنية بالمعادن استخدم الخط لنقل البضائع والسكان والجنود الفرنسيين، إلّا أنّ معظم المناجم والمصانع أغلقت أبوابها ورحل الفرنسيون وحلت الطرقات مكان السكك الحديد، وتوقفت، عام 1994، خدمة نقل الركاب على هذا الخط.

ووقع اختيار إيدي كونز الوافد الجديد إلى قطاع السياحة المغربي، على هذا الخط الذي يمر بمناظر طبيعية رائعة، لتنظيم رحلات في القطار، ولهذا السبب اختاره أيضًا، منتجو سلسلة أفلام جيمس بوند لتصوير مشهد من "سبكيتر" حيث يدعو دانييل كريغ ليا سيدو في المشهد إلى عشاء رومنسي في مطعم القطار قبل أن يتحول إلى عراك مع الأشرار فوق السكة، حيث أعدّ قطار خاص للتصوير إلّا أنّ الخط والمناظر الطبيعية بقيت على حالها.

وأشار كونز الذي قام بالرحلة عبر القطار أكثر من أربعين مرة، إلى أنّ "الرحلة تبدأ بعشرات الكيلومترات عبر سهول خصبة ومن ثم تبدأ بالصعود وتمر عبر نفق تيولي ليتحوّل المشهد إلى صحراوي"، وبدأت مغامرة إيدي عام 2004.

وقامت سويسرا بمفاوضات مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب لتسيير القطار للسياح بمقطورات عدّة من بينها واحدة مكيفة مخصّصة للدرجة الأولى، حيث يمكن التقاط صور من خلال النوافذ المفتوحة.

وقال السويسري مستذكرًا أنّ الرحلة الأولى "لم تكن مربحة"، حيث كان يستأجر القطار من المكتب الوطني للسكك الحديدية، ومن ثم بدأت الرحلات تزداد لتصل إلى خمس أو ست في السنة، وتمرّ خلال الرحلة، المناظر ببطء فالسرعة محددة بخمسين كيلومترًا في الساعة وقد تتراجع أحيانا إلى عشرة كيلومترات، وينبغي على القطار أن يتوقف عندما يغزو الرمل السكك، فتنزل مجموعة من عمال السكك الحديد مسلحين برفوش لإزالته، كما يتوقف القطار في محطات مهجورة إلّا أنّها محفوظة بوضع جيد وهي من مخلفات الحقبة الاستعمارية، ورغب إيدي بترميم إحدى هذه المحطات ليحوّلها إلى مطعم يتوقف فيه القطار ظهرًا ما يوفر فرص عمل للسكان.

وصرّحت منى وهي مغربية مقيمة في باريس، كانت العربية الوحيدة بين الزوار الأجانب القادمين من أوروبا، بقولها "الوتيرة والأصوات والحر وبطء القطار كلّها عوامل تخلّف جوًا رائعًا فالسهوب أمامنا واللانهاية خلفنا".

ويقدّم الطعام داخل القطار، من قِبل الطباخ عزيز الذي يعدّ الوجبات والشاي بالنعناع في إحدى المقطورات، وبعلّق قائلًا "هذا القطار مهم جدًا فهو يوفر فرص عمل ويروّج لبلادنا"، وكان كونز يهدف إلى تنظيم أربع رحلات إضافية وأن يتمكن على المدى الطويل أن يتيح هذا القطار لأكبر عدد من السياح لا سيما من المغرب"، مؤكدًا "البعض يحب شراء سيارة الـ"بي إم دبليو"، أمّا أنا فاشتري قطارًا".

emiratesvoice
emiratesvoice

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ قطار جيمس بوند المغربيّ يستعيد أمجاده على يدّ مسنّ سويسريّ



GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates