غزة ـ مصر اليوم
ستتبدد مخاوف المزارع الفلسطينى وليد زعرب، من خسائر فادحة كانت ستلحق بأرضه التى زراعها بالطماطم على مساحة ثلاثة دونمات، منذ أن بلغ مسمعه أن الفلسطينية هالة محيسن (24 عامًا)، تمكنت من اختراع أول مبيد حيوى يكافح آفة حفار الطماطم "توتا أبسلوتا"، التى كانت تهدد أرضه.
ولن يضطر زعرب لصرف تكاليف باهظة تشكل عبئًا ثقيلاً على كاهله، ثمنًا للمبيد الكيماوى الذى يصل اللتر الواحد منه إلى حوالى (300 دولار)، فالمبيد الحيوى الجديد والمنتظر لن يتجاوز (150 دولارًا) كما تؤكد "محيسن".
و"توتا أبسلوتا" آفة مدمرة لنبات الطماطم، تحفر فى أوراقه أنفاقًا كبيرة، تسبب خسائر فادحة للمزارعين، مما يستدعى استخدام المبيد الكيماوى، الذى يسبب أضرارًا صحية.
وتوصلت الشابة "محيسن" إلى إنتاج أول مبيد حيوى مصنوع من فطر "البافاريا بيسينا"، لمكافحة الآفة الإسبانية، بطريقة آمنة بيئيًا، تقضى على الآفة فقط ولا تؤثر على المنتج صحيًا كما تفعل المبيدات الكيماوية.
وتقول خلال حديثها مع مراسلة الأناضول: "يهتم المشروع بالمكافحة الحيوية للآفات الزراعية بطريقة آمنة ومحافظة على الصحة العامة، باستخدام الكائنات الحية كالفطريات والبكتيريا المتواجدة فى التربة والبيئة".
وتضيف:" باستخدام المبيد الحيوى سنتفادى المشاكل التى تسببها المبيدات الكيميائية كالتلوث البيئى والتأثير على الصحة العامة، لأن التأثير سيقتصر فقط على الآفة، وستكون البيئة والتربة والمنتج فى أمان".
وتوضح "محيسن" خريجة كلية العلوم والتكنولوجيا الحيوية وطالبة الماجستير حاليًا بالجامعة الإسلامية فى ذات المجال، أنه تم تجربة المنتج الحيوى على دفيئة زراعية، تم تقسيمها إلى جزأين، رش على إحداهما المبيد الحيوى، وأثبت نجاحه بنسبة 80%".
وتزيد هذه الآفة الإسبانية من معاناة المزارعين بغزة، إذ تكبدهم الخسائر الفادحة والتى تتزامن مع نقص الطماطم فى الأسواق، وارتفاع أسـعارها الحاد.
و"توتا أبسلوتا"، هى عبارة عن فراشة صغيرة طولها يصل إلى 1سم، وتُعد من الحشرات الليلية إذ تختبئ نهارًا بين ثنايا الأوراق، ودورة حياتها تصل لـ"40" يومًا، كما يوضح رئيس قسم الخضروات فى الإدارة العامة للإرشاد فى وزارة الزراعة المقالة "حسام أبو سعدة".
وسجل أول ظهور لهذه الآفة لأول مرة عام 2006 على الطماطم فى إسبانيا، ولهذا تعرف بدودة الطماطم الإسبانية.
وفى عام 2008 انتشرت فى عشرات الدول الأوروبية والعربية، ووصلت إلى قطاع غزة أوائل العام 2010، وألحقت آنذاك خسائر فادحة بمحصول الطماطم.
وتعكف الشابة العشرينية فى الوقت الحالى على إنتاج المبيد الحيوى بشكل تجارى وتسويقه للقطاع الزراعى.
وتكمن خطورة الآفة، كما يوضح المزارع زعرب فى أنها لا تكتفى بمهاجمة الطماطم، إنما تنتقل إلى محاصيل أخرى كالبصل والباذنجان والكوسة.
وأدى إغلاق معبر رفح والحصار الإسرائيلى على قطاع غزة إلى تأخر صنع المنتج، كما تؤكد محسين، فالمواد المستخدمة فى إنتاج المبيد وتصنيع وسط زراعى خاص بالفطر غير متوفرة فى القطاع، وتوجد فى مصر.
ومنذ أزيد من سبعة أعوام فرضت إسرائيل حصارًا على قطاع غزة، بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" فى الانتخابات التشريعية.
ومنذ الثالث من يوليو عقب عزل الجيش المصرى للرئيس محمد مرسى، يشهد معبر رفح إغلاقًا متكررًا، وشددت السلطات المصرية من تواجدها على الحدود مع القطاع، وهدمت ما يزيد عن 98% من الأنفاق التى تستخدم فى تهريب البضائع، كما يؤكد مالكوها.
وانطلقت الشابة "محيسن" فى تنفيذ عملها منذ التحاقها بمشروع "مبادرون 2" الذى وفر لها الدعم المالى واللوجستى بشكل كامل لتنفيذ مشروعها.
ومشروع "مبادرون 2" تنفذه الجامعة الإسلامية للمرة الثانية، ويهتم بدعم وتطوير مشاريع أصحاب الأفكار الإبداعية فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمحاولة، لجعلها مشاريع مدرة للدخل يمكن تسويقها على النطاق المحلى أو الإقليمى.
ويستهدف مشروع "مبادرون 2" فئة الشباب من 19 - 29 عامًا، ويدعم ثلاثين مشروعًا.
ويغطى القطاع الزراعى وفق إحصائيات وزارعة الزراعة حوالى 11% من نسبة القوى العاملة فى قطاع غزة، أى ما يقارب 44 ألف عامل.
أرسل تعليقك