لندن – صوت الإمارات
في بداية كل صيف، يبدو حضورها طاغياً على كل المساحات. ربما لأنها تتميز بأبعاد تتعدى مفهوم المساحة، وبخصائص تتجاوز مفهوم الفضاءات.
إنها التراسات والحدائق المنزلية، تلك الفضاءات الطبيعية الحالمة المسكونة بالفرح والبهجة، والمحرّضة على الانفعال والدهشة. لذلك ليس مستغرباً إهتمام المصممين والمهندسين وتركيزهم على هذه المساحات وبحثهم الدائم عن حلول ومعالجات لها وإبتكار أثاث واكسسوارات خاصة بها.
فالتصاميم الجديدة تظهر وبشكل حاسم أن هذه المساحات ليست أقل أهمية عن الداخل، بل على العكس فإن علاقتها المزدوجة مع الداخل والخارج تمنحها قيمة مضافة وتجعل منها ملعباً لمخيلات المبتكرين والمصممين وكل العاملين في مجال الديكور والزخرفة.
أفكار جديدة، طريفة أو رصينة، محافظة أو جسورة، كلها تهدف الى إثراء هذه المساحات وإبراز تقديماتها ورفدها بصياغات مبهرة، بالغة الأناقة والراحة والرفاهية.
ترجمات بارعة لتنسيقات وتشكيلات وتوزيعات مبهرة. تتولد منها لوحة بل لوحات لا يغيب عنها أي لون وإن كانت تفضل – كما يبدو – اللون الأخضر وكل ما يتعلق بالطبيعة من عناصر وتفاصيل وأشياء.
... رؤية جديدة لديكور هذه المساحات، حررتها من اجوائها النمطية وفتحت امامها آفاقاً رحبة، مثيرة، مدعومة بكل المنجزات الحديثة التي غيّرت ملامح تلك الأماكن شبه المغلقة أحياناً أو المفتوحة على الطبيعة.
وقد كان لهذه الرؤية دور كبير في رفد المشهد الزخرفي بتأثيرات إضافية، أثرت صورته ومنحت لصياغاته أبعاداً غير مسبوقة، لبت في الوقت ذاته تطلعات عشاق الحدائق والأجواء الطبيعية ورغباتهم، ووفرت لمحبي الرفاهية والراحة فرصة تحقيق أقصى مستوياتهما، من خلال تسخير أحدث التقنيات لخدمة هذا الغرض، من دون أن تؤثر على الخيارات المتعددة لهذه المساحات، ومن دون أن تعوق تحقيق الأنماط المشتهاة، كلاسيكية كانت أو حديثة، ريفية أو مدينية بحيث تبقى محتفظة بقدرتها على صياغة الأحلام والذاكرة.
... اسمنتية أو مغطاة بالبلاط أو الخشب أو مؤطرة بحواف من التربة... لكل منها سحره الخاص، جمالياته ووظائفه وشروطه. حيث يتطلب الأمر لتحقيق الانسجام والتوازن، تطويع العناصر من أجل التناغم مع المناخات والأجواء المحيطة، ولكي تلبي كل الأذواق و تستجيب كل الميول.
تتكاثر الأفكار التي تؤججها إطلالات شمس الصيف، ودفء الطقس، فتبدو وكأنها نداء خفي من أجل ترتيب الظروف الملائمة لعودة هذه المساحات الى الحياة، وإبراز اشراقاتها وتزويدها بكل ما تحتاجه من نباتات، تسمح لها بتأمين الأجواء المناسبة لمواسم الفرح واللقاءات والاحتفالات والسهر الحميم.
وهكذا تبدو هذه الفضاءات الربيعية والصيفية، ترفل بأحلى النباتات والورود والأزهار الملونة، فتشكل في امتدادها نحو الداخل حديقة غناء، وفي إنسحابها الى الخارج واحة سكون.
أرسل تعليقك