القاهرة - أ ش أ
طالب الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان بتحويل أودية سيناء لمنتجعات تحوى كل مقومات السياحة بسيناء من سياحة ثقافية ودينية وبيئية وعلاجية وسياحة السفارى ومجتمع البادية، مشيرا إلى أن تلك الأودية كانت طرقا للتجارة وطرقا حربية ودينية تلاقت وتعانقت عبرها الأديان والحضارات.ووصف ريحان فى تصريح له اليوم الخميس- أودية سيناء ب"البانوراما" التى تتعانق فيها المناظر الطبيعية الخلابة والمنحوتات الصخرية التى صنعتها عوامل التعرية وآثار الإنسان الأول بسيناء منذ ما قبل التاريخ والنقوش الأثرية لحضارات متعاقبة على أرض سيناء والنباتات الطبية والأشجار النادرة، والعيون الطبيعية، والجبال بكل أنواعها وألوانها من جرانيت أحمر وأسود وحجر رملى أحمر وأبيض وحجر جيرى ناصع البياض ورمال تلمع كلون الذهب.وأوضح أن أودية سيناء تنتشر بها آثار ما قبل التاريخ, وهى ما تعرف باسم "النواميس" بمنطقة وادى الشجيراء عند الكيلو 25 طريق نويبع كاترين وهى عبارة عن مبان تتكون من دوائر من الأحجار الزلطية الكبيرة قطرها ما بين متر إلى ثلاثة أمتار وطريقة بنائها كانت عن طريق رص الأحجار بطريقة بدائية دون استخدام مونة وهى حياة الإنسان الأول بسيناء، منوها إلى أن المنطقة ما بين سانت كاترين ودهب ونويبع عامرة بهذه "النواميس".وقال ريحان "إن وادى حبران 11 كم شمال شرق مدينة طور سيناء يعد واحة للجمال ويحوى العديد من النواميس، وعلى جانبى الوادى نقوش للعرب الأنباط وهو الطريق الذى استخدمه أهل سيناء لنقل البضائع والغلال من ميناء الطور فى العصر المملوكى (648 - 922 - 1250 - 1516م) إلى دير سانت كاترين وتتوفر فيه العيون الطبيعية ونباتات طبية عديدة منها "الساموا" الذى يستخدم فى علاج السكر واللصف لعلاج الأمراض الصدرية والحبق وأشجار السدر والرمان".وأضاف أن وادى إسلا (16 كم طريق الطور/شرم الشيخ) بالإضافة إلى نقوشه الأثرية يحوى عدة آبار وقنوات للمياه استخدمت أيام العرب الأنباط لتوصيل المياه ناتج السيول من أعلى الجبال إلى الحدائق، مشيرا إلى أن هذا يعد دليلا على تقدم حضارى عظيم للأنباط فى ابتكار طرق للرى بسيناء وحسن استغلال لمياه السيول بدلا من أن تتحول لقوة تدميرية تقضى على الأخضر واليابس.كما أشار ريحان إلى أن وادى الأعوج (11 كم شمال شرق مدينة طور سيناء) سمى بهذا الاسم لكثرة تعرجه، وكان سكنا للمتوحدين الأوائل بسيناء منذ القرن الرابع الميلادى والذين تركوا لنا "قلايا" بهذا الوادى مبنية بالطوب اللبن، كما يتميز بغزارة المياه والأشجار والنباتات، منوها إلى أن المنطقة بين نويبع ودهب وكاترين تحتوى على أودية هى لوحات تشكيلية كوادى عرادة عند الكيلو 25 طريق نويبع/كاترين وعلى صخوره رسومات جميلة تمثل حياة البادية منها الجمال والغزلان وطيور مختلفة ورموز خاصة بقبائل سيناء وكانت تنقل عبر هذا الوادى بضائع الأنباط من ميناء دهب إلى القلزم (السويس) ومنه برا إلى نهر النيل ومنه إلى الإسكندرية.وأوضح أن وادى حجاج (60 كم طريق كاترين/نويبع) هو الوادى الذى كان يمر به المسيحيون القادمون من القدس للحج إلى دير سانت كاترين عن طريق أيلة (العقبة حاليا) ويتكون من تلال من الحجر الرملى عليها نقوش نبطية ويونانية مسيحية عبارة عن كتابات تذكارية للمسيحيين العابرين لهذا الطريق.وبين ريحان أنه بالنسبة لوادى فيران الذى يبعد 55 كم شمال غرب دير سانت كاترين ويحوى مدينة مسيحية متكاملة تعود للقرن الخامس والسادس الميلادى كانت بها مقر أبرشية سيناء كلها قبل إنشاء دير سانت كاترين وبه جبل يطلق عليه جبل الطاحونة (886م فوق مستوى سطح البحر)، ويحوى قلايا مسيحية كانت ملجأ للرهبان الذين هربوا من بطش الرومان منذ القرن الرابع الميلادى.وأكد أن وادى سدر يعد من الأودية المهمة التى تصب فى خليج السويس ووادى طويبة الذى يبعد عن طابا 4 كم وهو بمثابة حلقة الوصل بين طابا والنقب عبر العصور استخدمه الأنباط لنقل تجارتهم عبر سيناء واستخدمه القائد صلاح الدين أثناء عبوره لقلعته الشهيرة على جزيرة فرعون بطابا، لافتا إلى أن سيناء تحوى أودية استخرج منها المصريون القدماء النحاس مثل وادى النصب كما استخرجوا الفيروز من وادى المغارة ولاتزال به حتى الآن بقايا عروق الفيروز التى استخرجها المصريون القدماء.
أرسل تعليقك