واشنطن ـ يوسف مكي
فازت مدينة الأميركية الصغيرة فوركس التي تقع في الركن (الشمالي الغربي) من الولايات المتحدة على بعد مائة وثلاثين ميلًا (غرب سياتل) "بيانصيب هوليوود" ، حيث كانت هذه البقعة الصغيرة على الخريطة مجهولة حتى صاغت الروائية ستيفاني ماير قصص مصاصي الدماء المراهقين والمستذئبين المتيمين في شوارعها البعيدة، وحين تم إطلاق سلسلة أفلام "الشفق" تم دفع فوركس إلى الأضواء، حيث تم تصوير فيلم "الشفق Twilight"، ولهذا السبب بالطبع فازت البلدة الصغيرة بيانصيب هوليوودهذا و يبارك الطقس فوركس بالسماوات الهائلة المناسبة للحكايات بشأن مصاصين الدماء اليافعين، ولكن أيضًا يكسو البلدة الريف المحيط بها بخضرة مورقة، وهنا السبب الحقيقي لزيارة هذه الرقعة من الولايات المتحدة، وإن شبه الجزيرة الأولمبية قطعة كبيرة من البرية المتجمعة في النهاية من أجل الأمة الأميركية، إنها متحدرة ومليئة بالأشجار، ويقع جبل أوليمبس الذي يصل ارتفاعه إلى 900,6قدمًا في قلبها، وتغطي الغابة القومية الأولمبية معظم الجزء الداخلي منها.
و تقع أكثر نقطة شمالية غربية في الولايات المتحدة كيب فلاتري على بعد ثلاثين ميلًا من فوركس، برغم أن الرحلة تقترب من ستين ميلًا إذا استخدمت طريق112 المتعرج بشكل متأنٍ على طول مضيق خوان دي فوكا، يمكن الوصول لـ"كيب فلاتري" عبر طريق طوله ميلًا. عندما تصل إلى حافة المياه سترى مشهد المحيط الهادي بكل روعته ممتدًا في الأفق.
و بالطبع يقال أن الواجهة البحرية هي أكبر مشاهد الجزيرة الأولمبية، و الرمال هنا رمادية ورطبة، ويبعد شاطئ روبي عشرين ميلًا جنوب فوركس. وهناك في فوركس أيضًا خلجانًا سرية، في محمية كيليت المجاورة و يوجد شاطئ لابوش الذي ينقسم إلى قطع، وهناك شاطئ ساكند الأكثر فخامة الذي يمكن الوصول إليه عن طريق ممر آخر طوله ميلًا.
وللخمسة أعوام الماضية ظلت جحافل من المعجبين تتوافد على البلدة أملًا باختلاس النظر إلى حياة الشخصيات الثلاث الرئيسية؛ مصاص الدماء إدوارد كولين (روبرت باتنسون)، المستذئب جايكوب بلاك (تايلور لوتنر)، وموضوع عواطفهم بيلا سوان (كريستن ستيوارت).
و لقد أدهشت زيادة أعداد الزوار البلدة، فقالت منظمة لرحلات في المواقع الرئيسية عبر شركتها "الشفق للجولات" في فوركس تدعى ريانيلي بيلي : "لقد زاد تأثير فيلم الشفق من السياحة في فوركس بنسبة ألف بالمائة، في وقت يقل الاهتمام قليلًا بين الأفلام ولكنه سيرتفع مجددًا مع الجزء الجديد من الفيلم".
وبينما يروج نزل "شجرة ميلر" لنفسه بصفته "منزل مصاص الدماء آل كولين ويعترف بهذه الحقيقة على موقعه الالكتروني إلا أنه يعترف ويقول "برغم أنه لا يبدو على الإطلاق مثل نسخة الفيلم إلا أن نُزلنا يطابق وصف الروائية ستيفاني ماير لمنزل آل كولين".
ولكن بينما يكون من المفهوم أن ينتهز الفندق فرصة ذهبية، فقد تذهل عندما ترى أن بقية بلدة فوركس قد اعتنقت ظاهرة مصاصي الدماء، ففي مبنى 775 في شارع كيه تم وضع علامة في العشب تقول بأن العقار هو "منزل آل سوان"، حيث يتباهي مركز الشرطة بمظهر مستوحى من الفيلم، وكذلك متجر ليبيل للزهور والهدايا ، و قد كان فيما سبق متجر زهور بسيط وأصبح الآن واحدًا من المتاجر المشهورة التي تخصص مساحة كبيرة للهدايا، تقول المالكة شارليني ليبيل: "حين تم عرض فيلم الشفق كان نسمة هواء نقية بالنسبة للمدينة، قد يصبح الأمر صعبًا حين يكون علينا إعداد الزهور لثلاثة حفلات زفاف ومأتم، ويكون المتجر مليئًا بمحبي فيلم الشفق، ولكن الأمر رائع".
و خارج غرفة التجارة توجد علامة تخالف السبب الحقيقي لشهرة فوركس، حيث تصرح بأنها تستقبل مائة وعشرين بوصة من الأمطار كل عام، لم تكن الروائية ماير قد رأت البلدة عندما بدأت في الكتابة ولكنها اختارتها لموقعها المركزي لأن مثل تلك الفيضانات تجعلها أحد أكثر الأماكن رطوبة في أميركا.
و هناك رحلات من المملكة المتحدة إلى سياتل على متن الخطوط الجوية البريطانية (ba.com) من هيثرو.
كما يمكنك الإقامة في نُزُل "شجرة ميلر" في مبنى 654 من شارع القسم الشرقي بفوركس (millertreeinn.com)، ويبدأ سعر الغرفة المزدوجة فيه من 115دولارًا (72جنيهًا استرلينيًا) بما يشمل الإفطار.
للمزيد من المعلومات:
forkswa.com; experiencewa.com; discoveramerica.com
أرسل تعليقك