القاهرة / ندى أبو شادي
الذهب الأبيض هو اللقب المعروف به موسم تساقط الثلوج في لبنان. فربوع لبنان التي يقصدها السياح في فصل الصيف للتمتع بطبيعتها الخلابة، هي نفسها تتحول في فصل الشتاء إلى وجهة تجذب جميع أفراد العائلة لما تتضمنه من ألعاب رياضية ممتعة.
وعادة ما يفضل هواة هذه الرياضة المركز الأقرب إلى منطقة سكنهم أو الذي تتوفر فيه فنادق وبيوت ضيافة مريحة.
أغلب مراكز التزلج في لبنان تتوزع على مناطق اللقلوق والأرز وكفرذبيان وفاريا وقناة باكيش والزعرور، تبقى أهمها:
مركز «فاريا المزار»
يقع على مسافة ساعة واحدة من العاصمة، ويتضمن 40 منحدرا وعددا من حلبات التزلّج التي تصل مساحتها إلى الثمانين كيلومترا. ويمتد موسم التزلّج فيه إلى أربعة أشهر، تبدأ عادة في منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) لتنتهي في أوائل شهر أبريل (نيسان) فتوازي بفترة امتدادها موسم التزلّج في جبال «الألب». أضف إلى ذلك أن هذا المنتجع يشهد إقبالا كثيفا على الحجوزات من قبل المتزلجين، وراكبي ألواح التزلّج، وهواة ركوب العربات الثلجية، ومحبّي التزلّج الاحترافي، الوافدين من مختلف بقاع العالم. ويتراوح ارتفاع حلبات التزلّج بين 1850 و2465 مترا. ومن أعالي الحلبة المعروفة بـ«المزار» يمكن للناظر أن يمتع نظره بمشهد رائع يمتد من سهل البقاع وجبل الشيخ إلى منطقة اللقلوق والأرز.
تتراوح تكلفة يوم كامل أو نصف نهار على حلبات فاريا المزار ما بين الـ35 والـ50 دولارا للشخص الواحد، حسب الوقت والحلبات التي يتم اختيارها. كما خصص المركز بطاقات بأسعار مدروسة للأطفال وطلاب المدارس والجامعات بحيث لا تتجاوز 40 دولارا أيام عطلة نهاية الأسبوع.
وفي حال احتجت إلى مراقب محترف في هذه الرياضة (مونيتور)، هناك مكاتب خاصة لتوفير هذه الخدمة. وتقدر التكلفة هنا ما بين 250 دولارا لليوم الكامل والـ40 دولارا للساعة.
من الفنادق التي نقترحها بالقرب من منحدرات التزلّج في «فاريا المزار»: «فاريا فيلادج كلوب» و«سبا إنتركونتينانتال» و«أوستريا» للشقق المفروشة و«شاتو دو»
مركز «الزعرور»
من العناوين المعروفة لممارسة رياضة التزلج في لبنان. تقع على مسافة لا تبعد على العاصمة بيروت سوى بنحو 35 كيلومترا، ويمتد المنتجع على مساحة مليونين ونصف المليون متر، تحتل منها حلبات التزلج 800 ألف مترا. يتمتع بمناظر طبيعية رائعة من جهاته الأربع، تؤطرها أشجار الأرز والزعرور.
ما يزيد من قيمة المنتجع إضافة لحلبات التزلج توفره على فندق ومطاعم وبحيرة اصطناعية تلائم مختلف الأذواق.
وتختلف حلبات التزلج في منتجع الزعرور السياحي عن غيرها حيث تم تجديدها عام 2014 لتواكب بحداثتها حلبات التزلج الموجودة في سويسرا وجبال الألب، كما تتضمن خصائص إن في أسلوب وصول المتزلجين إليها، أو في كيفية محافظتها على سماكة معينة من طبقة الثلج، وصولا إلى نوعية الألعاب التي يمكنك ممارستها عليها. من التطويرات التي تمتع بها السجادة الكهربائية (magic carpet لتسهيل سير المبتدئين على الثلج، علما أن الوصول إلى حلبات التزلج يتم عبر المصعد الكهربائي أو السلم المتحرك، لتتوجه بعدها إلى الحلبة التي تريدها بواسطة واحدة من كراسي الرفع (tele siege) الستة. وتستخدم السجادة الكهربائية (يتضمن المنتجع اثنتين منها)، في موسم الصيف أيضاً لممارسة رياضة ركوب الدراجات الهوائية على الهضاب.
خصصت إدارة المنتجع ثلاثة أنواع من حلبات التزلج لروادها، وهي المعروفة عالميا بالأخضر والأزرق والأحمر لتشير إلى طبيعتها. الأزرق أو الـ«بلو تراك» هي الحلبة المخصصة للمبتدئين، بينما الحمراء «ريد تراك» مخصصة للمستوى المتوسط، بينما الثالثة «ماونت إكسبرس» فتتضمن جميع المستويات (الصعبة والسهلة)، وصولا إلى (لا كابان) للمحترفين
مركز الأرز للتزلج
يلقب بـ«عراب» مراكز التزلج في لبنان، إذ يعود تاريخه إلى الثلاثينات من القرن الماضي. وفي منتصف الخمسينات شهد إنشاء أول مصعد (تيليسياج) على حلبته.
يشكل ارتياد هذا المركز بمساراته الثلجية الشاسعة وتعرجاته تحديا لممارسي هذه الرياضة.
يبعد نحو الساعتين عن بيروت، ويمكن الوصول إليه من البقاع أو من الساحل. أول ما يطالع الزائر لدى وصوله إلى «الأرز» سلسلة الفنادق والمطاعم والملاهي التي تؤلف مراكز استجمام تعمل على مدار السنة. ولا تبعد غابة الأرز أكثر من كيلومتر واحد عن هذا المركز، عبر طريق تقوم على جانبيها المطاعم الصغيرة ودكاكين التذكارات. وتؤدي هذه الطريق عينها إلى مركز التزلج الذي يبلغ ارتفاعه 2066 متراً فوق سطح البحر.
تكمن جاذبيته بالنسبة لهواة التزلج في منحدراته الفريدة التي يمكن الوصول إليها عبر المصعد الكهربائي. وتجدر الإشارة إلى أنه يؤمن كغيره من مراكز التزلج في لبنان فريقاً طبياً في حال إصابة أي شخص.
أرسل تعليقك