يستعد الرامي الذهبي خالد الكعبي بطل آسيا والعرب في رماية «الدبل تراب» والمتأهل لأولمبياد ريو دي جانيرو 2016، للمشاركة في بطولة «الجراند بري» للرماية التي ستقام في الدوحة بداية من 22 فبراير الجاري، لبدء التدريبات استعدادا للبطولة التي تدخل ضمن برنامج الإعداد للأولمبياد بعدما حصل على راحة لمدة أسبوع، عقب العودة من الهند والتتويج بالميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية.
أكد الكعبي في حوار خاص لـ«الاتحاد الرياضي» أن برنامج الإعداد للأولمبياد بدأ من اللحظة التي حقق فيها الميدالية الآسيوية، وسيكون هناك برنامج إعداد حافل بالمشاركات في العديد من البطولات المقبلة، سواء على مستوى البطولات الدولية أو بطولات العالم. وقال بعد «الجراند بري» في الدوحة هناك بطولة العالم في قبرص مارس المقبل، ثم بطولة العالم في البرازيل أبريل المقبل، إلى جانب البطولة التجريبية «الأولمبياد المصغرة» في البرازيل، والتي لم يتحدد موعدها حتى الآن، مؤكدا أنها فرصة ذهبية لفك شفرة ميادين الأولمبياد التي تعد مفتاح شفرة تحقيق الألقاب والميداليات، مؤكداً انه لن يألو جهدا في المشاركة بكل البطولات المقبلة حتى موعد السفر إلى البرازيل، بالإضافة إلى المواظبة على التدريبات اليومية سواء على ميادين العين أو ند الشبا.
وكشف الرامي الذهبي خلال هذا اللقاء «أن كلمة السر في الإنجازات التي حققها مؤخرا كانت في السفر المبكر قبل البطولات والتدريب على الميادين من أجل التعود على الأجواء» ومن هنا يود السفر والمشاركة في بطولة البرازيل حتى يتعود على ميدان الرماية الذي ستقام علية المنافسات الأولمبية.
وقال البطل الآسيوي: خلال عام واحد نجحت في تحقيق لقب بطل العرب في «الدبل تراب» وبطل آسيا، بالإضافة إلى الفوز بكأس أمير الكويت والتي تعد من أقوى البطولات، وبها عدد كبير من أبطال العالم.
وأضاف: كل هذه الإنجازات التي حققتها خلال عام 2015، جاءت نتيجة التركيز في التدريبات المستمرة والانصياع لتعليمات الشيخ أحمد بن حشر - الذي أكن له كل التقدير ـ في التدريبات والبطولات، ولم أحمل نفسي ضغوط الفوز بهذه البطولات، ولعبت فيها بأريحية، وكانت النتيجة حصولي على الميدالية الذهبية.
ماذا عن حلم المشاركة لأول مرة في الأولمبياد، وهل يفكر في إحراز ميدالية ؟
أجاب البطل الكعبي على هذا السؤال باللهجة الدارجة: «لا أعور رأسي» بالتفكير في الفوز بميدالية أولمبية في ريو دي جانيرو، بل سوف أتعامل معها على أنها مثل كل البطولات، وهذا أسلوبي في كل مرة أشارك فيها ببطولة محلية أو دولية ولا أنشغل أو أشغل تفكيري بمنصة التتويج حتى لا أضع نفسي تحت الضغوط، التي تسبب الارتباك والتراجع، كما أنني أحاسب نفسي على الأداء وتقيم مستواي من خلال المشاركة بالبطولة، وليست الميداليات هي التي تحدد المستوى الذي تقدمه في البطولات، خاصة أن الرماية تحكمها وتتحكم فيها ظروف كثيرة ربما البعض منها خارج إرادة الرامي، والأهم عندي أن أقدم المستوى والصورة المشرفة للرماية الإماراتية في الأولمبياد.
وتابع: يجب الاعتراف لكم أن ما حققته خلال الفترة الماضية كان أكبر بكثير من توقعاتي وطموحي، بل فاق حلمي لأنني أعتبر نفسي لا زلت في بداية الطريق، والحصول على لقب بطل الخليج والعرب وآسيا خلال عام كان أكثر مما توقعته، ولكن ما ساعدني أنني كنت وجهاً جديداً في اللعبة، والأبطال السابقين لا يعرفوني، ويتعاملون معي على أنني خارج النهائيات، وهو ما جعلني أشق طريقي حتى وصلت إلى القمة.
وماذا عن برنامج الإعداد وهل المشاركات تكفي للمنافسة في معترك بحجم الأولمبياد؟
قال الكعبي: أمامنا بعض الوقت وعلينا بذل كل الجهد واستغلال المتاح أمامنا من مشاركات حتى نكون على مستوى المنافسة والحدث، ولا أخفيك سرا أنني أحتاج الاحتكاك واللعب مع أبطال عالميين في عدة بطولات الفترة المقبلة من أجل كسر حاجز الرهبة، والتعود على المنافسة معهم والدخول إلى أجواء النهائيات، ولا تنسَ أن فوزي بلقب بطل العرب وآسيا يحملني مسؤوليات كبيرة في كل البطولات التي أشارك فيها مستقبلاً، وكل ما يهمني الآن هو المشاركة في أكبر عدد من البطولات من أجل التعلم والاستفادة واكتساب الخبرات أكثر لأنني لا زلت في بداية مشواري، وعمري في اللعبة قصير، ومن المؤكد أن أبطال العالم لديهم الكثير كي أكتسبه منهم.
وماذا عن بداياتك مع الرماية ودور الأسرة في حياة البطل الآسيوي ؟
أجاب الكعبي والفرحة تنطق في نبرات صوته وترتسم على وجهة: «كنت أمارس الرماية في صغري كهواية، ولم تكن الأندية متوفرة إلا أنه في عام 2010 تم افتتاح نادي العين للرماية الذي كان بوابة دخولي اللعبة وفاتحة الخير للمشاركات في البطولات، ولقد أسعدني الحظ والتقيت مع الشيخ أحمد بن حشر عام 2013، بنادي العين، الذي طلبت منه أن أنضم إلى المجموعة التي يقوم بتدريبها، وبالفعل تم انضمامي لفريق ناس، ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية لي مع رماية المحترفين، وخلال عامين ونصف العام حققت ألقاب بطل آسيا، وحصلت على البطاقة الأولمبية، ودخلت ضمن أفضل 6 رماة في بطولة العالم الأخيرة.
وأضاف الكعبي: حصلت على بطولات كثيرة في رماية المسدس والسكتون والاسبورتنج، وخلال عملي في الشرطة شاركت في العديد من البطولات، وحصلت خلالها على المراكز الأولى، إلا أنني تخصصت في «الدبل تراب» التي شعرت من البداية أنها اللعبة التي أجيدها،خاصة بعدما حصلت على دعم وتشجيع كبير من الشيخ أحمد بن حشر وفريق ناس».
وانتقل البطل في الحديث عن أسرته، وقال: لقد وجدت كل الاهتمام والتشجيع من الأسرة منذ أن كنت أمارس الرماية كهواية، ولا شك كان حضور والدي وأشقائي لاستقبالي في مطار دبي الدولي مفاجأة سارة، بل كانت أكبر هدية لي، حيث حضر شقيقي زهير وهو ملازم طيار، وحصل على إجازة من عمله ليكون في استقبالي، وأيضا شقيقي خليفة، وعندما عدت معهم إلى العين وجدت هناك احتفالية كبيرة تنتظرني من الأهل، والحقيقة أن صديقي لوران والذي يرافقني في كل التدريبات والبطولات بتعليمات الشيخ أحمد بن حشر، هو أول من قام بإبلاغ أسرتي بفوزي بالميدالية الآسيوية والصعود للأولمبياد، وكانت فرحة كبيرة لهم».
أرسل تعليقك