القاهرة -صوت الامارات
نتظر المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي مغامرة مثيرة في مشواره التدريبي الجديد، عندما يتسلم مقاليد الإدارة الفنية لنادي تشيلسي الإنجليزي الصيف المقبل، بعد ختام مشواره مع المنتخب الإيطالي في بطولة أمم أوروبا المقبلة في فرنسا، حيث يسعى المدرب صاحب الكاريزما والثقة العالية لإعادة «البلوز» مرة أخرى إلى الواجهة بعد السقوط المدوي الذي تعرض له الفريق هذا الموسم، وتسبب في إقالة مدربه البرتغالي جوزيه مورينيو وتعيين الهولندي جوس هيدينك بشكل مؤقت حتى نهاية الموسم الحالي، وبالوضع في الاعتبار أن التواجد في بطولة البريمير ليج يعتبر تحدياً كبيراً، خصوصاً وأن المدرب يملك سيرة ذاتيه جيدة مع يوفنتوس الإيطالي بتتويجه معه بثلاث بطولات دوري خلال 3 سنوات كان قد أشرف فيها على نادي السيدة العجوز، ولهذا فإن الروسي إبراموفيتش ينتظر الكثير من كونتي خلال الموسم المقبل، بعد توقيع عقد يمتد لثلاثة مواسم وبمقابل مالي يقدر بـ 6 ملايين جنيه أسترليني في الموسم الواحد، فالبلوز تمكن من تحقيق بطولة الدوري في الموسم قبل الماضي لكن التراجع الذي حل فيما بعد عقد العديد من الأمور والتي كان من شأنها أن تتسبب في رحيل «سبيشال ون»
وقبل أن يخوض المدرب غمار هذه التجربة، سيتعين عليه التعامل مع عدة مصاعب ستواجهه، لكي يثبت وجوده وقدرته على التأقلم سريعاً في بطولة جديدة بالنسبة إليه، رغم أن صحيفة «الصن» البريطانية وصفته بأحد أفضل مدربي العالم، في إشارة منها إلى وجود أفضل 4 مدربين في العالم بالعام المقبل بإنجلترا، بعد تأكيد حضور الإسباني بيب جوارديولا في مانشستر ستي ووجود الألماني يورجن كلوب مع ليفربول والاحتمال الكبير بتوقيع مانشستر يونايتد مع البرتغالي جوزيه مورينيو، وأخيراً الإيطالي أنطونيو كونتي مع تشيلسي، والذي ينتظر 6 تحديات يجب أن يتعامل معها بكل هدوء، وبشكل صحيح من أجل ضمان نجاحه في نادي الجديد.
نجاح الطليان مع البلوز
يخلف أنطونيو كونتي في منصبه الجديد 4 مدربين طليان سبق لهم تدريب البلوز، ولا يقتصر الأمر عند تولي المهمة لدى الطليان فحسب، بل إن جميع هؤلاء المدربين كانت لهم بصمة كبيرة مع النادي، وحققوا ألقاباً ستجعل من مهمة كونتي صعبة لكي يسير على نهجمهم، فقد تولى جانلوكا فيالي مهمة تدريب الفريق في عام 1998 حتى عام 2000، وتمكن من تحقيق 5 ألقاب هي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس إنجلترا والدرع الخيرية على المستوى المحلي، وحصل على بطولة كأس الكؤوس الأوروبية والسوبر الأوروبية، ويأتي كلاوديو رانييري متصدر الدوري الإنجليزي هذا الموسم مع ليستر سيتي ثانياً بعد فيالي، غير أن المدرب الخبير لم يتمكن من تحقيق الألقاب، لكنه نجح في التأهل إلى دور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا للمره الأولى في تاريخ النادي، ويأتي ثالثاً صائد الألقاب كارلو أنشيلوتي، الذي تمكن من تحقيق بطولة الدوري مرة وكأس إنجلتر مرتين، ومن بعده تسلم روبيرتو دي ماتيو بدلاً من البرتغالي فيلاس بواش، وتمكن من تحقيق كأس الاتحاد الانجليزي، والحصول على اللقب الأغلى للبلوز وهو دوري أبطال أوروبا، لتصعب هذه الأمور كثيراً على كونتي.
تشكيلة الفريق ونزوح اللاعبين
من المؤكد أن كابتن الفريق جون تيري سيكون أحد اللاعبين الذين سيغادرون ملعب «ستامفورد بريدج» مع نهاية الموسم، خصوصاً وأن إدارة النادي أكدت على أنه لن تجدد لكابتن الفريق، مما يسبب قليلاً من عدم الاستقرار لدى النادي الأزرق على مستوى اللاعبين، إضافة إلى الحارس تايبوت كورتوا الذي خروج بعدة تصاريح في الآونة الأخيرة، والتي تؤكد عدم ارتباط مستقبله في تشيلسي بشكل تام وإمكانية خروجه في أي وقت واردة، خصوصاً بعد اهتمام نادي ريال مدريد بخدماته، وأكدت بعض التقارير خلال الموسم عدم ارتياح أدين هازارد وربطته بالخروج إلى عدة أندية، وانخفاض مستوى المهاجم الإسباني دييجو كوستا ووجود لوك ريمي والكسندر باتو على سبيل الإعارة، وهو ما يجعل من مهمة كونتي صعبة في تعويض هؤلاء النجوم في حال خروجهم وإحضار البديل المناسب والناجح .
اللغة
يواجه العديد من المدربين الطليان مشكلة التأقلم مع اللغة في الدوري الإنجليزي، فبعض المدربين يواجهون هذه المشكلة، وتعد أهم أسباب عدم نجاحهم أو استمرارهم في العمل بالبريمير ليج، إذ يقلل من قدرته على التواصل ونقل أفكاره إلى اللاعبين، وقد واجه كلاوديو رانيري هذه المشكلة أثناء توليه مهمة الفريق سابقاً، على الرغم من توليه المهمة لمدة 4 سنوات، لكن كارلو أنشيلوتي نجح في إتقان اللغة الإنجليزية في غضون سنة عند تدريبه لتشيلسي، ومن الضروري أن يتعامل كونتي مع عامل اللغة بصورة جدية، ويعمل على تعلمها من أجل عمله الجديد.
ضغوط المنافسة
غياب تشيلسي عن البطولات الأوروبية في العام المقبل، مع وجوده في المركز العاشر بجدول الترتيب، وهو ما يزيد من الضغوط على كونتي، حيث لا يمتلك أي أعذار للفوز ببطولة الدوري والمنافسة على جميع الألقاب لتفرغ اللاعبين للبطولات المحلية فقط.
انضباط وكاريزما
يملك المدرب الإيطالي كاريزما خاصة به في عمله، وانضباطاً تكتيكياً على أعلى مستوى، وهو من النوعية التي تهتم بأدق التفاصيل داخل الملعب وفي غرف الملابس وخارج الملعب، فضلاً عن التدقيق في الغذاء الصحي الذي يحتاجه جميع اللاعبين، فقد سبق له أن منع شرب المشروبات الغازية في يوفنتوس والمنتخب الإيطالي، وكذلك الأيس كريم في معسكر الفريقين، ووجوده صحبة لاعبين جدد وبفريق جديد، سيعد أمراً صعباً بالنسبة لمدرب يرغب في فرض أسلوب صارم وسيطرة على لاعبين جدد يحاول أن يفرض عليهم الانضباط.
ضم الجدد
رغم أن الانتقال لتشيلسي كان حلماً يراود العديد من اللاعبين، لكن الوضع سيختلف هذا الصيف، خصوصاً بالنسبة للاعبين الكبار، بسبب غياب الفريق عن المشاركة في البطولات الأوروبية التي تمثل حلماً لكبار النجوم، وسبباً في تفضيلهم لعروض أندية عن أخرى.
أرسل تعليقك