لاعب التنس أورسانيك يحمل أحلام الأرجنتين في كأس ديفيز

سيحظى دانيل أورسانيك قائد الفريق الأرجنتيني للتنس المشارك في بطولة كأس ديفيز، بصفتي الزائر والمضيف، عندما يبدأ مع فريقه غدا الجمعة مباريات الجولة النهائية من نسخة العام الجاري من البطولة.

 وكما هو حال الكثيرين من مواطنيه في الأرجنتين، يحمل أورسانيك داخل عروق جسده دماء أوروبية، وكما يدلل اسمه فإن هذه الدماء كرواتية، اكتسبها من جده الدبلوماسي، الذي هرب من جحيم الحرب العالمية الثانية واستقر به الحال، بعد رحلة طويلة عبر فيها إلى النمسا ثم إيطاليا، في سفينة تستعد للرحيل إلى الأرجنتين.

 وقال أورسانيك، الذي يستعد لخوض مباريات الجولة النهائية مع الأرجنتين أمام كرواتيا في العاصمة الكرواتية زغرب: "أمثل الأرجنتين، أشعر بأنني أرجنتيني، أحمل احتراما كبيرا للشعب الكرواتي بالطبع ولكنني فخور بتمثيل الأرجنتين".

 ورغم جذوره العائلية الكرواتية، لا يعرف المدرب الأرجنتيني، 48 عاما، سوى قول "أهلا" و"كيف حالك؟" باللغة الكرواتية.

 وأضاف أورسانيك، قائلا: "أتمنى أن أتمكن من تحدثها بعد كل هذه المرات، التي سافرت فيها إلى هنا، جدي وأبي كانا يتحدثان الكرواتية، ولكن جدي توفى عندما كنت صغيرا وأبي لم يقم بتعليمي، ربما لم تكن ذكرياتهما جيدة عن كرواتيا ولذلك لم يقوما بتعليمي اللغة".

 وعندما وصل جد أورسانيك إلى الأرجنتين تحت اسم مستعار "أورلوفيتش" خوفا من المضايقات أو الانتقام، بدأ العمل في مجال الإنشاءات.
 
وتحدث والد أورسانيك، الذي يدعى برانكو، ذات مرة في مقابلة مع صحيفة "الجرافيكو" الأرجنيتنية عن تاريخ والده قائلا: "من دبلوماسي إلى عامل، نعم، في الحياة يجب الاستعداد لكل شيء".
 
وعمل برانكو مدربا للتنس ونقل حبه لهذه الرياضة إلى ابنه دانيل، الذي وصل كلاعب محترف إلى احتلال المركز 24 في الترتيب العالمي للاعبي التنس المحترفين في المنافسات الزوجية عام 1998.
 
وبعد أن تولى تدريب لاعبين مثل الأرجنتيني خوسيه أكاسوسو والبيروفي لويس هورنا والأوروغواياني بابلو كويفاس والبرازيلي توماس بيلوتشي، انضم أورسانيك في منتصف 2014 للاتحاد الأرجنتيني للتنس للعمل كمدير لهيئة التطوير.
 
وبعد أشهر قليلة من انضمامه للاتحاد، تولى أورسانيك قيادة الفريق الأرجنتيني المشارك في بطولة كأس ديفيز، وبات الآن على بعد خطوة واحدة من أن يكون المدرب، الذي يمنح الأرجنتين لقبها الأول في البطولة، بعد إخفاقها في أربع مناسبات سابقة.
 
وانتقلت رياضة التنس من أزمة إلى أخرى خلال العقد الأخير، حتى جاء أورسانيك لتستقر الأمور وتصبح أكثر هدوءا.
 
وأعاد "أورسا"، كما يلقيه المقربون منه، اللاعب خوان مارتن دل بوترو لصفوف الفريق الأرجنتيني بعد فترة من الغياب بسبب مشكلات اللاعب مع القائد السابق مارتين خايتي وقادة الاتحاد الأرجنتيني للتنس، كما نجح في إعادة روح الانسجام والتوافق لغرفة خلع ملابس الفريق.
 
وقال أورسانيك في حديث مع صحيفة "الجرافيكو" في 2015 "أحد الأسباب التي دفعتهم لاختياري هي أنني كنت جزءا من الاتحاد كمدير للتطوير، السبب الآخر هو أنني تمكنت من إنهاء حالة الجدل وأعدت الهدوء ولأنني لست طرفا في أي مشكلة أو جدال".
 
وفازت الأرجنتين بخمس جولات في كأس ديفيز وخسرت جولة واحدة فقط منذ قدوم أورسانيك، الذي يستعد غدا لخوض الجولة الأهم في مسيرته، أمام بلده الثاني.
  
واختتم أورسانيك، قائلا: "والدي كرواتي، أحمل دماء كرواتية، ولكنني أرجنتيني بالميلاد وبالقلب، ألوان العلم مرسومة بدقة في قلبي، ولهذا سنقدم كل شيء للأرجنتين".