أبوظبي -صوت الامارات
تشكل مبادرة تأسيس مراكز إيواء بصمة رائدة في تأكيد اهتمام الدولة ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان والمحافظة على كرامته.
وتحظى " مراكز إيواء النساء والأطفال " بدعم ومساندة سمو
الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعا معاشا .
وكانت سموها تبرعت بقطعة أرض في أبوظبي يقام عليها المركز وتكفلت ببنائه وتجهيزه ليكون ملاذا آمنا للنساء والأطفال ضحايا الاتجار بالبشر إضافة الى تبرعها بمبلغ / 5 ر1 / مليون درهم في عام 2011 لمساعدة الضحايا ومد يد العون لهم لاستعادة حياتهم الطبيعية من جديد.
وتأتي هذه المنحة من جانب سمو الشيخة فاطمة في إطار حرصها الدائم على صون حقوق الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى وتعزيز قدرة النساء والأطفال على مواجهة ظروف الحياة الصعبة من خلال تقديم المساعدات وتوفير الاحتياجات الضرورية في مجالات الصحة والتعليم والتنمية الاجتماعية.
وتعمل المراكز منذ إنشائها على أداء رسالة نبيلة والعمل على توفير ملاذ آمن وبث الطمأنينة في نفوس الضحايا وتقديم أفضل الخدمات لضحايا هذه الجريمة البشعة بما يتناسب مع المعايير الدولية وتوفير ملاذ آمن وبث الطمأنينة في نفوسهم ومساعدتهم على التغلب على الآثار النفسية والجسدية التي خلفها العنف والاضطهاد الذي تعرضوا له..
وتسقبل مراكز الايواء سنويا عددا من الضحايا من جنسيات مختلفة من آسيا وإفريقيا تتراوح أعمارهن بين أربع و/ 35 / سنة منهن العازبات والمتزوجات إضافة الى عدد من الأطفال و من الأرامل والمطلقات تم استقبالهن من جهات مختلفة مثل دور العبادة والهلال الاحمر والشرطة وعن طريق الخط الساخن والمستشفيات إضافة الى السفارات.
ويراعي المركز عند استقبال ضحايا الاتجار بالبشر الظروف النفسية لكل ضحية واحتياجاتهن الخاصة ويوفر لهن جوا عائليا تتوفر فيه كل وسائل الراحة والاطمئنان ويصان فيه شرفهن وكرامتهن.
وتقدم المراكز المساعدة للضحايا من أهمها " الرعاية الطبية حيث تم توقيع مذكرة تفاهم مع شركة صحة لتقديم الرعاية الصحية والعلاج الطبي والفحوصات اللازمة للضحايا والعناية الطبية الكاملة " كما تقدم للضحايا " الرعاية النفسية حيث تعمل الأخصائيات على مساعدة الضحية على الوصول إلى حالة الاستقرار والتوازن النفسي وذلك من خلال إعلام الضحية بحقوقها الشرعية واحترام إنسانيتها وعدم التمييز والتعهد بحمايتها حيث تكون الضحية عند وصولها في حالة خوف وقلق وعزلة.
وبناء على الخطط والبرامج المعدة لهذا الغرض تبدا الضحية بالاندماج مع زميلاتها في المركز ومشاركتهن تجربتها من خلال العلاج الجماعي.
وتعمل الأخصائيات على إعادة الثقة في الضحية وتوعيتها بأساليب المتاجرين وبمخاطر الاتجار بالبشر حتى لا تقع فريسة للمتاجرين مرة أخرى" إضافة الى "الرعاية القانونية" حيث تقوم المراكز بمتابعة قضايا الضحايا في التحقيقات مع الشرطة والنيابة والقضاء لحين الانتهاء من قضاياهن والقبض على المتاجرين بالضحايا إضافة الى التعاون مع وزارة الداخلية بإعفاء ضحايا الاتجار بالبشر من غرامات الإقامة غير المشروعة في الدولة والتنسيق مع سفارات دول الضحايا لاستخراج وثيقة سفر في حال عدم وجود جواز سفر" .
كما تقدم المراكز "خدمات إعادة التأهيل والتدريب المهني" حيث تنظم دورات تعليمية وترفيهية وحرفيه لملء أوقات الفراغ بالنسبة للضحايا ومساعدتهم في تخطى تجاربهم القاسية وأهم مجالات التدريب تتمثل في تعلم اللغات والمهارات المهنية البسيطة والحرف اليدوية كالخياطة والتطريز والفنون كالرسم والموسيقى.
كما تقوم المراكز باعادة الترحيل الطوعي بالتنسيق مع مراكز مشابهة ومع المنظمات المختصة بحقوق الانسان في بلد الضحية لاستقبالها عند وصولها المطار وتقديم الرعاية والدعم النفسي وتوصيلها الى أهلها ومتابعة حالتها والعمل على اعادة ادماجها في المجتمع من خلال التأكد من المكان الآمن الذي ستستقر فيه" .
وفي حالة تعذر تسليم الضحايا لأسرهم أو عند عدم رغبة الضحية في الرجوع لوطنها تعمل مراكز الايواء بالتنسيق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في أبوظبي لإيجاد حلول بديلة.
وهناك جهات عديدة تقدم الدعم المعنوي والمادي لمراكز ايواء وهم الشركاء الاستراتيجيون ومن ضمنهم " اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر ووزارة الداخلية وكذلك وزارة الخارجية والنيابة العامة والقضاء اضافة الى دور العبادة ومنظمة الهجرة الدولية و مكتب الامم المتحدة.
وكانت المراكز استقبلت منذ نشأتها وحتى 2015 /233/ ضحية من جنسيات مختلفة... فقد استقبلت في عامها الأول 2009 / 38 / ضحية / 34 / في المائة منهن من العازبات و/ 13 / في المائة من المتزوجات و/ 50 / في المائة مطلقات إلى جانب واحد في المائة من الأرامل.
وفي عام 2010 تم استقبال / 71 / ضحية / 78 / في المائة منهن من العازبات و/ 19 / في المائة من المتزوجات و ثلاثة في المائة من الأرامل..أما العام 2011 فقد استقبلت المراكز/ 43 / ضحية ../ 34 / في المائة منهن عازبات و/ 40 / في المائة متزوجات و/ 20 / في المائة مطلقات وستة في المائة قاصرات..فيما تراوحت مدة الإقامة في المراكز بين أقل من شهر إلى ثمانية أشهر ومنذ افتتاح المراكز تم ترحيل / 187 / ضحية ... كما استقبلت المراكز /24/ ضحية في عام 2012 من جنسيات مختلفة من آسيا وإفريقيا تتراوح أعمارهن بين أربع و/ 35 / سنة منهن العازبات والمتزوجات إضافة الى عدد من الأطفال و من الأرامل والمطلقات تم استقبالهن من جهات مختلفة مثل دور العبادة والهلال الاحمر والشرطة وعن طريق الخط الساخن والمستشفيات إضافة الى السفارات.
كما استقبلت مراكز إيواء / 23 / ضحية على مستوى الدولة في العام 2013 يمثلون جنسيات مختلفة من دول أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا من بينهم 9 ضحايا في رأس الخيمة و3 ضحايا في مركز إيواء الشارقة وضحيتان في مركز أبوظبي وجميع الضحايا محولون من مراكز الشرطة... وشهد العامان 2014 و2015 انخفاضاً ملحوظا في عدد الضحايا حيث تم استقبال /17/ ضحية في عام 2014 و /17/ ضحية في 2015 من جنسيات مختلفة.
وخطت مراكز إلايواء خلال السنوات القليلة الماضية خطوات سريعة لتحقيق أهدافها بفضل الدعم المادي والعيني واللوجستي الذي وجدته من قيادة الدولة الرشيدة والشراكات التي نسجتها مع عدد من الجهات ذات الاختصاص إلى جانب مشاركتها في عدد من المؤتمرات وورش العمل المحلية والعالمية والفعاليات التي تنظمها المنظمات التي تعنى بحقوق الإنسان وجرائم الاتجار بالبشر منها على سبيل المثال منظمة الهجرة الدولية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وجاءت نتائجها سريعة وفعالة في مجال صون الكرامة الإنسانية وتحسين حياة ضحايا الاتجار بالبشر من خلال الرعاية التي توفرها وفي فترة وجيزة أصبحت المراكز قادرة على تقديم أرقى الخدمات باعتماد أفضل الممارسات والمعايير الأمر الذي حقق نتائج طيبة من حيث مستوى الخدمة وسرعة التعافي لدى المتضررين.
واقامت مراكز إيواء عددا من الفعاليات والنشاطات وتوقيع الاتفاقيات والزيارات خلال عام 2015 من ابرزها "إصدار كتاب السياسات والإجراءات" ويعتبر ذلك إنجازا وخلاصة تجربة منذ 2009 .. يتضمن الكتاب كيفية التعامل مع الضحايا منذ الاستلام وحتى العودة إلى بلدانهن... اضافة الى اصدار كتيب توعوي لتوعوية الضحية بأساليب الاتجار وكيفية تفادي الوقوع في براثن المتاجرين مرة أخرى.. تتخذها مراكز إيواء وسيلة لنشر الوعي في بلد الضحية حيث تقوم الضحية بنشر ما تعلمته بين أهلها وأبناء بلدها...كما قامت بتوقيع مراكز إيواء مذكرة تفاهم مع دائرة النيابة العامة لرأس الخيمة في شهر مارس.
و تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك أم
الإمارات اقامت " ايواء" في شهر مايو معرض تعابير صامتة -4 دعماً لجهود مراكز إيواء ضحايا الإتجار بالبشر بالشراكة مع مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون متضمناً أعمالا تشكيلية على القماش وأشغال التزيين اليدوية على الطاولات والكراسي والصحون من إبداعات / 24 / من ضحايا "مراكز إيواء" من اللائي تعرضن لجريمة الاتجار بالبشر كان ذلك في ساحة اللؤلؤ ياس مول..
كما شاركت مراكز إيواء في يناير بورشة اجراءات حماية الطفل نظمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع اليونيسيف.
واطلقت طالبات جامعة زايد مبادرة في جمع التبرعات لدعم مراكز إيواء ضحايا الاتجار بالبشر وحصلت " ايواء" على تبرعات عينية من طالبات جامعة زايد لضحايا الاتجار بالبشر اضافة الى تنظيم ندوة "الفنون خلال الأزمات" أقيمت بكلية الفنون والصناعات الابداعية بجامعة زايد التي نظمتها مبادرة" رواق الفكر" التابعة لمهرجان ابوظبي للثقافة والفنون.
وتم تكريم مراكز إيواء من قبل القيادة العامة لشرطة دبي كون المراكز شريك استراتيجي فاعل وبفضل الجهود التي تقوم بها المراكز .. وحتفلت مراكز إيواء بيوم المرأة العالمي في جامعة السوربون من خلال دوري كرة الطائرة الذي تم تنظيمه لصالح دعم ضحايا الاتجار البشر بمراكز إيواء.
وشاركت مراكز إيواء في ملتقى الشركاء السنوي الرابع لوزارة الداخلية واشتمل العرض على التعريف بالخطة الاستراتيجية ورصد آراء الشركاء حول المؤشرات والمستهدفات الخاصة بها.
كما شاركت مراكز إيواء بورقة عمل في مؤتمر ابوظبي الدولي السابع لذوي الإعاقة أكسس 2015 التي نظمتها مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية.
وخلال 2015 زار مراكز إيواء عدد من الشخصيات وكان من اهمها زيارة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لمراكز إيواء للاطلاع على المراكز وما تقدمه من دعم وخدمات.. واستمعت سموها للضحايا ووجهت بإتخاذ جميع الإجراءات لدعم الضحايا نفسياً وإجتماعياً وماديا.
كما قام وفد سعودي من وزارة العمل بالمملكة العربية
السعودية بزيارة لمراكز إيواء للاطلاع على تجربة مراكز إيواء والتعرف على برامج إعادة التأهيل والدعم للضحايا وسبل التعاون بين المراكز ووزارة العمل بالدولة... اضافة الى زيارة وفد من السفارة الأندونيسية ضمن برنامج الدولة لعقد جولة مفاوضات حول مشروع مذكرة التفاهم التي سيتم توقيعها بين الدولتين لمكافحة الاتجار بالبشر وزيارة وفد من القنصلية الأمريكية للاطلاع على تجربة المراكز والمبادرات الجديدة التي تطبقها وزيارة مجموعة من المتطوعات من السفارة الاسترالية للمراكز والتبرع بهدايا عينية للضحايا.
وقام المخرج سعد اللوغاني من مؤسسة الانتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بزيارة لمراكز ايواء لتصوير المراكز ضمن فيلم وثائقي يصور جهود دول مجلس التعاون في مكافحة الاتجار بالبشر ودور الإيواء والخدمات التي تقدمها لضحايا هذه الجريمة.
من جهة اخرى قام وفد من مراكز إيواء بزيارة ميدانية للجنة حقوق الانسان بالمجلس الوطني الاتحادي وذلك ضمن خطة عملها لمناقشة موضوع " العنف ضد المرأة".
أرسل تعليقك