تتجه الأنظار مساء اليوم إلى ملعب «بارك دي برانس» في باريس، حيث تقام قمة نارية بين باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويبدو ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب في المسابقة مرشحاً فوق العادة لتخطي عقبة مضيفه فولفسبورج الألماني. ويسعى سان جيرمان إلى فك عقدة الدور ربع النهائي في الأعوام الثلاثة الأخيرة، عندما يلاقي مانشستر سيتي على ملعب حديقة الأمراء الطامع في تحقيق إنجاز الانضمام للنخبة «الأربعة الكبار».
وللمرة الثانية على التوالي سيتعين على فريق العاصمة الفرنسية تخطي عقبة ناد إنجليزي بعد أن أطاح بتشيلسي في الدور السابق بفوزه عليه ذهاباً وإياباً بنتيجة واحدة 2-1، علما بأن تشيلسي حرم الفريق الباريسي من بلوغ دور الأربعة الموسم قبل الماضي (3-1 ذهاباً في باريس وصفر - 2 إياباً في لندن).
وخرج باريس سان جيرمان مرتين من ربع النهائي على يد برشلونة الإسباني 2-2 ذهاباً و1-1 إياباً موسم 2012-2013، و1-3 ذهاباً وصفر - 2 إياباً الموسم الماضي.
لكن مستوى النادي الباريسي تطور كثيراً في العامين الأخيرين وتعززت حظوظه في الذهاب إلى أبعد من دور الأربعة في المسابقة القارية العريقة.
ويقدم سان جيرمان الذي حسم لقب الدوري المحلي قبل 3 أسابيع وبلغ نهائي كأس رابطة الأندية الفرنسية ونصف نهائي كأس فرنسا، أفضل عروضه هذا الموسم بفضل الترسانة المهمة التي تضمها صفوفه من اللاعبين المتميزين، في مقدمتهم عملاقه وهدافه الدولي السويدي زلاتان إبراهيموفيتش صاحب ثلاثية في مرمى نيس (5-1) السبت الماضي في الدوري المحلي، والتي رفعت رصيده إلى 30 هدفاً في صدارة هدافي دوري الدرجة الأولى.
ويملك النادي الفرنسي الأسلحة اللازمة لتحقيق حلم أنصاره وفي جميع الخطوط بدءا من حراسة المرمى بقيادة الدولي الألماني كيفن تراب، مروراً بخط الدفاع بقطبيه الدوليين البرازيليين دافيد لويز وتياجو سيلفا، وخط الوسط بقيادة بلاز ماتويدي وأدريان رابيو والإيطالي تياجو موتا، وصولاً إلى الهجوم إبراهيموفيتش والأوروجوياني أدينسون كافاني والبرازيلي الأخر لوكاس مورا.
ويبقى أبرز الغائبين نجم خط وسطه الدولي الإيطالي ماركو فيراتي لعدم تعافيه من الإصابة في العضلات، ولاعب الوسط الأخر الدولي الأرجنتيني خافيير باستوري بسبب إصابة في ربلة الساق.
ويخوض سان جيرمان المباراة بمعنويات عالية بعدما استعاد نغمة الانتصارات على ملعبه بفوز كاسح على نيس 5-1 عقب تعادل مع مونبلييه صفر-صفر وخسارة مفاجئة أمام موناكو صفر - 2.
وأشاد مدرب الفريق لوران بلان بفوز فريقه على نيس بيد أنه شدد على ضرورة تحقيق ذلك أمام مانشستر سيتي.
وقال بلان: «الفوز على نيس رائع ومهم كونه يعيدنا إلى سكة الانتصارات على أرضنا، إنه مطمئن لجماهيرنا قبل مواجهة سيتي، ولكن علينا تأكيد ذلك أمام الفريق الإنجليزي وأن نكون على أتم الاستعداد لمواجهته».
وأضاف: «سنواجه فريقاً جيداً جداً بقيادة مدرب رائع. نحترم كثيراً هذا الفريق ودرسناه جيداً. ستكون مواجهة رائعة لأنني أعتقد أن مانشستر سيتي لديه أسلوب وفلسفة ترتكز على اللعب الهجومي، وبالتالي أعتقد أن ذلك سيؤدي إلى مواجهتين جميلتين».
من جهته، قال القائد سيلفا: «أعتقد أن المهمة ستكون صعبة في المباراتين على غرار جميع مباريات مسابقة دوري أبطال أوروبا. لديهم فريق جيد يلعب الكرة ونحن نحب ذلك. من الرائع دائماً خوض مباريات ضد فرق جيدة. سنواصل العمل لمحاولة خلق الكثير من المشاكل لمانشستر سيتي لان فريق خطير دائماً خصوصاً في الهجمات المرتدة». ويخوض الفريق الباريسي المباراة بحذر كبير خاصة ناحية الإنذارات، حيث يواجه 4 لاعبين خطر الغياب عن مباراة الإياب في حال حصولهم على بطاقة صفراء وهم إبراهيموفيتش وماتويدي ودافيد لويز والمدافع العاجي سيرج أورييه العائد بعد إيقاف لشهر ونصف الشهر، بسبب إهانته مدربه لوران بلان وعدداً من رفاقه في الفريق من خلال فيديو سجله مع أحد أصدقائه عبر تطبيق «بيريسكوب».
من جهته، يعاني مانشستر سيتي، الذي يخوض ربع نهائي المسابقة للمرة الأولى في تاريخه، من غياب 3 عناصر أساسية بسبب الإصابة، أبرزها حارس مرماه الدولي جو هارت وجناحه الدولي رحيم سترلينج وقائده وقطب دفاعه الدولي البلجيكي فنست كومباني، كما يحوم الشك حول مشاركة قطب دفاعه الآخر الدولي الأرجنتيني نيكولاس أوتامندي ولاعب وسطه الدولي العاجي يايا توريه الذي لم يلعب منذ 20 مارس الماضي.
واستعاد مانشستر سيتي خدمات جناحه الدولي البلجيكي كيفن دي بروين بعد تعافيه من الإصابة التي أبعدته عن الملاعب منذ 27 فبراير الماضي.
وأعرب دي بروين عن أمله في منح فريقه دفعة في مشواريه المحلي والقاري، وقال: «الجميع يعرف أن الفريق يملك الكثير من الإمكانيات لكننا عانينا من الإصابات التي تسببت في تراجع مستوانا ونتائجنا»، مضيفاً: «آمل أن تكون عودتي فأل خير على النادي وأن أساعده على تحقيق الانتصارات في المباريات المتبقية في الموسم».
ويدخل مانشستر سيتي المباراة بمعنويات عالية أيضا عقب فوزه على مضيفه بورنموث 4 - صفر السبت الماضي، وتعج صفوفه بدوره بالنجوم وفي كل الخطوط أيضا أبرزهم هدافه الدولي الأرجنتيني سيرخيو أجويرو.
والتقى الفريقان مرة واحدة سابقاً، وكانت في دور المجموعات لمسابقة الدوري الأوروبي «يوروبا ليج» وانتهت بالتعادل السلبي في مانشستر.
أرسل تعليقك