ألقى خروج السد القطري من نصف نهائي دوري أبطال آسيا لكرة القدم، المزيد من الضوء على معاناة الأندية العربية مع اللقب القاري منذ آخر تتويج لها عام 2011.
وتعادل السد (1-1) مع مضيفه بيروزي الإيراني في طهران الأسبوع الماضي، ليفشل في تعويض خسارته في الدوحة (1-0) في لقاء الذهاب.
كان السد نفسه، هو آخر فريق عربي ينال اللقب القاري في 2011، حين هزم تشونبوك الكوري الجنوبي (4-2) بركلات الترجيح في النهائي.
وبلغت أندية الهلال، والأهلي من السعودية، والأهلي والعين من الإمارات، الدور النهائي لكنها فشلت جميعًا في رفع الكأس.
وقال جوزفالدو فيريرا، مدرب السد، في تفسيره لأسباب إخفاق فريقه، إن المقارنة بين الكرة القطرية والإيرانية "ليست في محلها".
وأضاف المدرب البرتغالي "المفاهيم مختلفة ويجب أن نضع في اعتبارنا أن إيران تمتلك عددًا أكبر من السكان، ولديها قاعدة كبيرة من اللاعبين، عكس قطر".
وفشلت الأندية السعودية في نيل اللقب القاري منذ 2006، ويرى محللون ومدربون سابقون أنَّ البطولة يمكن أن تعود للسعودية، إذا تم تجاوز السلبيات التي منعت الأندية من النجاح فيها، ومن بين هذه السلبيات، وفقًا للنقاد، اختيارات اللاعبين الأجانب، ووجود بدلاء مميزين، والتخطيط السليم الذي يدفع أندية شرق آسيا للتفوق على أندية الغرب.
ونالت أندية شرق آسيا النصيب الأكبر من ألقاب دوري الأبطال، وتوجت 10 مرات منذ 2008، مقابل لقب واحد حصل عليه السد.
ويقول نقاد إن الضغوط النفسية لعبت دورًا كبيرًا في ضياع اللقب من الأندية السعودية، وآخرها الهلال الذي خسر أمام ويسترن سيدني واندرارز، بنهائي 2014، وأمام أوراوا ريدز الياباني بنهائي العام الماضي.
وسجل الهلال هدفًا واحدًا فقط في هاتين المواجهتين رغم أنه كان يضم هداف دوري الأبطال بالنسخة الماضية وهو السوري عمر خربين، أفضل لاعب آسيوي.
وقال المدرب محمد العبدلي، الذي عمل لسنوات بالجهاز الفني لاتحاد جدة، إن أحد أسباب التراجع هي "ثقافة مباريات الذهاب والإياب التي لا تناسب حسابات اللاعب العربي، والسعودي خاصة، وطريقة تفكيره، وأيضًا التعاقدات الأجنبية في الأندية".
وأكَّد أن الفترة التي فاز فيها الاتحاد بدوري الأبطال مرتين متتاليتين في 2004، و2005 كان للاعبين الأجانب تأثير كبير.
وألقى باللوم أيضًا على جدول مباريات المسابقة في إخفاق الأندية العربية في نيل اللقب، إذ تقام البطولة على موسمين بالنسبة لأندية الغرب، وعلى موسم واحد لأندية الشرق.
وانطلق دور المجموعات في نسخة هذا العام في فبراير/شباط، ويقام الدور النهائي في نوفمبر/تشرين الثاني.
عقوبات
طالب رياضيون في الإمارات، الاتحاد المحلي في وقت سابق هذا العام، بفرض عقوبات على الأندية التي لا تأخذ المشاركة في دوري الأبطال على محمل الجد.
وأبدى نقاد، مخاوف من أنَّ عدم خوض المنافسات القارية بجدية والهزائم المتتالية، قد يؤدي في المستقبل إلى تقليص عدد المقاعد الإماراتية في المسابقة.
ويحصل بطل دوري الإمارات على فرصة المشاركة بالنسخة التالية من مونديال الأندية، الذي أقيم بالإمارات بـ 2009، 2010، 2017، إضافة لنسخة هذا العام، وهو ما يدفع الأندية للاهتمام بصورة أكبر بالبطولة المحلية.
كان العين آخر بطل إماراتي لدوري أبطال آسيا، حين أحرز اللقب 2003، وكان تأهل الأهلي للنهائي بـ2015 بمثابة نجاح نادر للأندية الإماراتية بالبطولة بالسنوات الأخيرة، قبل أن يخسر أمام قوانغتشو إيفرجراند الصيني.
وقال ياسر سالم لاعب الوحدة السابق "أطالب اتحاد الكرة، والهيئة العامة للرياضة بفرض عقوبات على الأندية التي لا تأخذ المشاركة في دوري أبطال آسيا على محمل الجد، خاصة وأنَّ الفرق لا تمثل نفسها فقط".
وأضاف "من وجهة نظري فإن النادي الذي يشارك في كأس العالم بصفته حامل لقب دوري الأبطال، هو الأجدر بخوض كأس العالم للأندية".
أرسل تعليقك