دفع إلغاء دوري تحت 21 عامًا أندية دوري الخليج العربي إلى الاستغناء عن أكثر من 200 لاعب، بسبب عدم قدرتها على استيعابهم جميعاً بالفرق الأولى، حيث يتراوح عدد اللاعبين، الذين تم استبعادهم بكل فريق بين 10 و15 لاعباً، وزادت معاناة هؤلاء اللاعبين الشباب بعد عملية دمج 5 أندية في كيانين جديدين.
وجاء إلغاء دوري تحت 21 عاماً بعد 3 مواسم على تطبيقه، بدلاً من دوري الرديف ما يؤكد عدم تحقيق الأهداف، التي تم انشاؤه من أجلها وخاصة غياب استراتيجية واضحة على صعيد منتخبات الشباب، التي تعاني من صعوبات عدة، أثرت سلباً في مشاركاتنا الخارجية، ومع بداية الموسم الجديد، سيعوض دوري تحت 20 عاما الدوري الملغى وسيتم السماح لثلاثة لاعبين فقط فوق الـ 20 عاما بالمشاركة في الدوري الجديد بشرط من ضمن المسجلين في الفريق، الأمر الذي فرض على الأندية، الاستغناء عن أغلب لاعبي دوري تحت 21 عاماً.
أكد عضو مجلس إدارة نادي الوصل المدير التنفيذي للنادي محمد علي العامري، أن القرار سيؤثر على مستقبل المنتخب الأولمبي، لأن وجود دوري الرديف كان يفيد في تكوين اللاعبين الشباب، وخصوصاً وأن الدورة الأولمبية القادمة على الأبواب، لذا أعتقد أن اللجنة المكلفة بإصدار القرار لم تدرسه من كافة النواحي، ولا ننسى كذلك أن اللاعبين في هذه السن يذهبون لقضاء الخدمة الوطنية.
وقال العامري:"لا أقول بأن إلغاء دوري الرديف كلها سلبيات لكن هناك إيجابيات أن الأندية التي لا تمتلك قاعدة جيدة من اللاعبين ستحصل على خدمات لاعبي هذا الدوري، وفي المقابل فإن الأندية صاحبة القاعدة الكبيرة ستتأثر سلبياً بالقرار لرحيل عدد كبير من لاعبي هذه السن التي تعتبر نواة للفريق الأول".
وأضاف:"الأندية كانت تصف مسابقة دوري الرديف على أنها مسابقة لعقاب بعض اللاعبين، حيث يتم نزول اللاعب من الفريق الأول إلى الرديف وهذه سلبية، لكن في المقابل دوري الرديف يفيد في تجهيز اللاعبين المصابين، أو العائدين من فترة غياب طويلة، بمشاركتهم في هذا الدوري بدلاً من الدفع بهم إلى المباريات الرسمية المهمة في المسابقات المحلية مباشرة، فهذا الدوري كان فرصة بحق لتجهيز هؤلاء.
وقال: في المقابل لم نجن شيئاً من دوري الرديف، فما الفائدة من أن تفوز بلقب دوري الرديف، والدليل على ذلك أن بعض الأندية تنافس على لقب هذا الدوري، وعلى صعيد الفريق الأول تتذيل الترتيب وهذا تناقض عجيب يدعو للتساؤل!!.
من جهته أكد رئيس أكاديمية كرة القدم في النادي الأهلي سابقاً محمد مطر غراب، أن سبب إلغاء دوري تحت 21 عاماً هو سوء تخطيط وغياب برنامج عمل واضح في المراحل السنية، مشيراً إلى أن إلغاء دوري الرديف في 2014 وحالياً دوري تحت 21 عاما إهدار للأموال بما أن عشرات اللاعبين الذين تم الاستغناء عنهم كلفوا أنديتهم مبالغ طائلة في جميع المراحل السنية التي مروا بها بالإضافة إلى التعويضات التي دفعتها بعض الأندية للقيام بالمخالصة بينها وبين اللاعبين الذين يرتبطون معها بعقود، وقال: كشفت دراسة سابقة أنجزها مجلس دبي الرياضي أن اللاعب الواحد حتى هذه الفئة العمرية يكلف النادي مليون درهم، ما يعني أن الاستغناء عن 10 لاعبين على سبيل المثال وكأننا ألقينا 10 ملايين درهم في الشارع.
وشدّد محمد مطر غراب على ضرورة دراسة هذا الوضع، حتى لا نخسر عشرات اللاعبين الذين صرفنا عليهم، كل هذه المبالغ الطائلة لتكوينهم، مشيرًا إلى أنه من الأجدر مواصلة الاهتمام بهم، وصقلهم لأنهم لايزالون في بداية الطريق، بدوره، أكد لاعب النصر والمنتخب الوطني سابقاً سالم ربيع أن إلغاء دوري تحت 21 عاماً جاء في وقت غير مناسب، في ظل عملية دمج 5 أندية في ناديين فقط، وقال: من الصعب استيعاب كل لاعبي دوري تحت 21 عاماً سواء ضمن أندية المحترفين أو في دوري الدرجة الأولى، ولا حتى في دوري كرة قدم الصالات أو كرة قدم الشاطئية وأعتقد أن الأمر سينتهي باعتزال عشرات اللاعبين الشباب.
وأوضح سالم ربيع أن إلغاء دوري تحت 21 عاماً نتيجة سوء التخطيط، متسائلاً من يتحمل مسؤولية الأموال التي صرفت من أجل هؤلاء اللاعبين، الذين استغنت عنهم أنديتهم، وقال: إلغاء يجب أن يستند إلى دراسة فنية متكاملة تشمل الإيجابيات والسلبيات وأن يراعي مصلحة كل الأطراف الأندية واللاعبين. وصرح سالم ربيع أن قرار الإلغاء لا يخدم كرة الإمارات باعتبار أن أغلب لاعبي المنتخب الأولمبي هم تحت 23 عاماً، ومن الأفضل تخصيص دوري تحت 21 أو 22 عاماً ليكون الممول الأساسي لهذا المنتخب.
قال المدير التنفيذي لشركة حتا لكرة القدم علي عبدالله البدواوي، إن الفترة المقبلة ستشهد فائضاً في عدد اللاعبين في غالبية الأندية بسبب إلغاء دوري 21 سنة، مما يجعل دوري أندية الدرجة الأولى الوجهة الأبرز للاعبين الذين لن يتمكنوا من المشاركة مع الفريق الأول أو دوري 20 سنة المستبدل بـ21.
وأبدى البدواوي وجهة نظره الشخصية حيال المشهد قائلاً إن معظم اللاعبين المتضررين من هذا التغيير، هم بحاجة إلى إعادة اكتشاف أنفسهم في مكان آخر سواء في دوري "الأولى"، أو مكان آخر قد يبرز فيه اللاعب بشكل أفضل، مضيفاً إن الأندية ستتكبد خسائر نظراً لارتباط بعض اللاعبين بعقود مالية في حين أنهم لن يشاركوا في مسابقات كروية مما يتطلب إيجاد حلول مناسبة وإنهاء العقود بالتراضي بين الطرفين.
وأضاف البدواوي قائلاً: لا أعتقد أن اللاعب غير المقنع فنياً سيكون عقده سارياً إلى مدة طويلة، والمواهب لدينا في نادي حتا قدمنا لها عقوداً تمتد إلى 4 سنوات تقريباً وفقاً لتوصية من الجهاز الفني، وتم تصعيد 5 لاعبين من فريق 18 سنة إلى 20 سنة منهم 3 أسماء مقبلين على الإنضمام إلى معسكر الفريق الأول الذي سيقام في ألمانيا يوم 29 من الشهر الجاري بناء على رغبة مدرب الفريق المقدوني جوكيكا.
ناصر خميس: اللاعب الجيد يفرض نفسه
أكد ناصر خميس نجم المنتخب ونادي الوصل سابقاً ومدرب فريق 16 سنة بالقلعة الصفراء أن القرار يصب في مصلحة كلا الطرفين اللاعب والنادي، مشيراً إلى أن اللاعب الجيد يفرض نفسه على الجميع، وبالتأكيد سيجد لنفسه مكاناً بالفريق الأول، طالما أنه يمتلك مهارات ولديه الإمكانيات التي تؤهله للعب مع الفرق الأولى.
وقال:"من حق اللاعب في هذه الحالة أن يجد لنفسه مكاناً في الأندية الأخرى بالفريق الأول، طالما أن عمره تجاوز العشرين عاماً، ويتساءل ناصر خميس، إذا بلغ اللاعب هذا السن ولم يشارك ضمن صفوف الفريق الأول سواء في ناديه أو في أي نادٍ آخر فمتى سيشارك؟ وأوضح أن القرار يخدم اللاعب، ويعطيه الفرصة للانطلاق نحو مستقبل أفضل".
وأضاف:"لا قيمة لمشاركة اللاعبين في دوري تحت 21 سنة، طالماً أن أعمارهم تجاوزت هذه السن وعليهم أن يبحثوا عن أندية أخرى، والأفضل للاعب في هذه الحالة أن يرحل إلى أي نادٍ آخر بدلاً من أن يلعب تحت السن، والنادي كذلك سيستفيد من هؤلاء اللاعبين سواء بتسجيلهم ضمن صفوف الفريق الأول وبالتالي يكتسب عناصر شابة لديها القوة والقدرة على قيادة الفريق وصنع أجيال تكون ذخيرة جيدة ونواة لفريق المستقبل، والقرار يوفر فرصة للطرفين من أجل تحقيق الاستفادة المثلى، من لعبة كرة القدم والقرار يصب في مصلحة هذه اللعبة ويصحح الصورة ويعطي الطرفين فرصة لتصحيح المسار".
أكد لاعب الشباب والمنتخب الأسبق بخيت سعد، أن إلغاء دوري 21 عاماً، تزامن مع فترة دمج 5 أندية ضمن كيانين جديدين وهما نادي شباب الأهلي-دبي ونادي الشارقة الرياضي، مما يساهم في زيادة أعداد اللاعبين الذين خرجوا من حسابات الأندية، مشدداً على ضرورة بقاء دوري 21 أو إنشاء دوري 22 عاماً لاستيعاب الكم الفائض من اللاعبين.
وأضاف بخيت سعد أن اللاعب بحاجة إلى الفرصة، ومنهم من لا يبرز في المرحلة العمرية دون 20 أو 21 سنة، لكن تجد موهبته تبرز في مرحلة أعلى، وثمة نجوم عالميين ظهرت مواهبهم في سن 25 عاماً فما فوق مثل نجم الكرة الفرنسية ومدرب فريق ريال مدريد زيد الدين زيدان، علاوة على بعض الوجوه الصاعدة حالياً في دورينا الذين تألقوا بعد مرحلة 21 سنة.
ولفت بخيت سعد إلى أن وفرة اللاعبين بأعداد كبيرة، قد يسفر عنه نتائج سلبية تتمثل في تهديد مستقبل اللاعب الرياضي والاجتماعي، مؤكداً أن بعض انتهاء مشوار بعض الرياضيين مبكراً قادهم إلى الاتجاه نحو نفق مظلم، ودور الأندية يتجاوز الجانب الرياضي ويشمل أبعاداً أخرى اجتماعية وثقافية.
واستطرد بخيت سعد قائلاً: نحترم القرار الصادر بشأن الإلغاء، ولكن عذراً الخطوة بحاجة إلى دراسة أشمل، خاصة بعد ظروف الدمج الأخيرة، ودوري الدرجة الأولى إذا استوعب شريحة اللاعبين الذين خرجوا من حسابات أنديتهم في «المحترفين»، فإن هناك شريحة أخرى ستكون الضحية في دوري "الأولى".
أكد مساعد مدرب حتا السابق محمد العجماني، أن استبدال دوري الـ 21 بالـ 20، خطوة سلبية سيسفر عنها غياب الفرصة أمام مجموعة من اللاعبين الشباب خاصة في ظل تقليص المشاركة إلى 12 فريقاً في دوري الخليج العربي للمحترفين الموسم المقبل.
وأضاف أن اللاعب في السنوات السابقة كان إذا لم يحصل على الفرصة مع الفريق الأول، فإنه يجد خياراً آخر باللعب في دوري الرديف أو دوري الـ 21 سنة، الذي يعتبر محطة مهمة من أجل تصعيد اللاعبين إلى الفريق الأول، مشيراً إلى أن الموسم الماضي شهد مشاركة عدد كبير من اللاعبين الصاعدين في مختلف الفرق خاصة في الجزيرة بطل الدوري والوحدة، وحجزوا مقاعدهم في التشكيلة الأساسية مع الفريق الأول.
وذكر العجماني أن الحصيلة المتأثرة ستكون عالية، وعودة «الـ 21 سنة» مطلب وضرورة ملحة لا سيما بعد النجاح الملموس على مدار الأعوام الماضية للمسابقة باختلاف الأبطال الفائزين باللقب، مضيفاً أن إلغاء المسابقة سينتج عنها إهدار للمال نظراً لتجميد مشاركة هذه المجموعة من اللاعبين، الذين يتجاوزون 18 سنة بعقود مع الأندية، ما يجعل اللاعب يتجه إلى أندية دوري الدرجة الأولى في حال غياب فرصة مشاركة اللعب مع الفريق الأول.
واختتم العجماني قائلاً: إن جائزة اللاعب الصاعد التي تخصصها لجنة دوري المحترفين في نهاية الموسم ستفقد بريقها في الفترة المقبلة، كذلك سيقل مستوى التنافس بين اللاعبين من أجل الصعود إلى الفريق الأول، لافتاً إلى أن نادي الجزيرة أفرز مهاجمين من الطراز الرفيع، بفضل دوري الرديف ودوري الـ 21 سنة، وغياب الفرصة أمام بعض المهاجمين، الذين تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً تهدد مستقبلهم، نظراً لتجميد موهبته بالبقاء على دكة الاحتياط لفترة طويلة، وحرمانه من المشاركة، ما سيسهم في دفن موهبته وتراجع مستواه.
أشار وليد عبيد مدرب حتا السابق إلى أن القرار كان خطأ، وبحاجة إلى دراسة شاملة، وأضاف قائلاً: لا أعلم ما الهدف من هذا التغيير، وما النتائج التي سيحققها المشروع في المحصلة، فالفريق الأول غالباً ما يضم لاعبين صغاراً في السن، تتراوح أعمارهم من 18 حتى 21 سنة، ومنتخبات الشباب والمراحل السنية الأخرى تزخر بمواهب من هذه الأعمار.
وتساءل وليد عبيد عن مصير اللاعبين في حال وجود العديد من المواهب المتقاربة في المستوى في سن 21 سنة، وكيفية التعامل مع ذلك في ظل السماح بمشاركة 3 لاعبين مع الفريق الأول، وعدم وجود الفرصة أمام الآخرين.
وطالب وليد عبيد بالعودة إلى دوري 21 سنة، وإقامة دوري تحت 23 سنة، لإعطاء فرصة أكبر أمام الوجوه الواعدة، وقال عبد الحكيم خميس إداري فريق تحت 20 عاماً بالنصر إن إلغاء دوري تحت 21 عاما يمكن النظر إليه من زاوية ايجابية بالنسبة للأندية نفسها باعتبار أن اللاعب الذي تجاوز الـ20 من عمره، ولم يلعب بعد بالفريق الأول يعتبر عبئاً إضافياً على النادي وبالتالي قرار الإلغاء في صالح الأندية حتى لا تتكبد مصاريف أخرى والأفضل لها توجيه الاهتمام إلى اللاعبين الأقل سنا.
وأضاف : "من المؤكد أن اللاعبين الذين وصلوا إلى فريق تحت 21 عامًا، كانوا قريبين من عيون الجهاز الفني للفريق الأول والمسؤولين وبما أنهم فشلوا في إثبات أنفسهم من الأفضل لهم أن يبحثوا عن مستقبلهم في فرق أخرى حتى في الدرجة الأولى، وأعتقد أن قرار إلغاء دوري تحت 21 عامًا يخدم مصلحة كرة الإمارات، صحيح هناك عشرات اللاعبين لن تستوعبهم الأندية ولكن من هو قادر على فرض نفسه سيجد مكانه في أي فريق".
أرسل تعليقك