أكّد لاعب المنتخب الإماراتي، ونادي العين وكلباء سابقًا، ونائب رئيس مجلس إدارة نادي اتحاد كلباء حالياً، سيف سلطان، أن الأبيض الإماراتي يحتاج إلى مدرب فيلسوف قادر على التطوير بغض النظر عن المدرسة التي ينتمي إليها أوروبية أو لاتينية، مشيراً إلى أن الجيل الحالي من أفضل الأجيال التي تعاقبت على المنتخب لكنه خذل كرة الإمارات بسبب عدم اللامبالاة.
وأوضح سيف سلطان أن بقاء كلباء في دوري المحترفين لا يزال بين يديه وأن نقاط الفوز في المباراة المصيرية التي تجمعه مع بني ياس في الجولة المقبلة تساوي 90% من حظوظ البقاء، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاتحاد بصدد إعداد خطّة «البقاء الدائم» في دوري المحترفين حتى لا يظل يتأرجح كل موسم بين الصعود والهبوط، ومشيرًا إلى أن اتحاد كباء الذي قدم العديد من النجوم لكرة الإمارات في التسعينات يستحق مكاناً أفضل مع الكبار ولكن عدم تأقلمه مع الاحتراف بسبب بعض القرارات الخاطئة حال دون الحفاظ على إشعاعه.
وكشف سيف سلطان لاعب المنتخب والعين سابقاً في الحوار التالي عن أن إدارة كلباء اشترطت خلال تعاقدها مع الصربي غوران المدرب الحالي للاتحاد الاستمرار الموسم المقبل في حال ضمن الفريق البقاء لكنها لن تمنعه في حال تمسك بالرحيل، منوّهًا إلى أنّ "موسمنا يعتبر مرضياً رغم أن شبح الهبوط لا يزال يطاردنا وما زلنا ندفع ثمن البداية المتعثرة، لقد حاولنا الابتعاد أكثر ما يمكن عن المركز الأخير ونجحنا في توسيع الفارق إلى 4 نقاط بينا وبين أقرب ملاحقينا الإمارات، وحتى الآن الأمور تسير بشكل جيد وحظوظنا في البقاء وافرة رغم احتلالنا المركز 12 في جدول الترتيب، المهم عدم التفريط في المزيد من النقاط على أرضنا وسنحاول الحفاظ على فارق النقاط والاستفادة من المواجهتين المباشرتين اللتين سنخوضهما أمام بني ياس والإمارات، ومصيرنا بين أيدينا وأعتقد أن الفوز على بني ياس في الجولة المقبلة سيضمن لنا البقاء بنسبة 90% ولكن الخسارة ستدخلنا في نفق مظلم، بالنظر إلى ما قدمناه طيلة الموسم، نستحق البقاء في "المحترفين"، لقد حققنا نتائج إيجابية ضد فرق كبيرة، صحيح أضعنا بعض النقاط التي كانت في متناولنا. نحن قادرون على ضمان البقاء وسنكون أفضل في الموسم المقبل".
وأشار سلطان إلى أنّ "من بين الأسباب التي جعلت فريقنا يتأرجح بين الصعود والهبوط هي عدم امتلاكنا استراتيجية عمل واضحة، نفكر دائماً في الحاضر ولا نبني للمستقبل وهذا خطأ كبير، علينا التركيز على أبناء النادي والاستقرار الفني سواء من ناحية الجهاز الفني أو اللاعبين والاختيار الصائب للأجانب"، موضحًا أنّ "غوران مرتبط معنا بعقد حتى نهاية الموسم وبنود تعاقدنا معه تمنحنا الأولوية في التجديد معه في الموسم المقبل في حال ضمنا البقاء وكان موافقاً على ذلك، بالتأكيد في حال الهبوط لن نفرض عليه الاستمرار معنا، هو مدرب كبير ويستحق تدريب فريق كبير، نتمنى استمراره معنا في حال ضمنا البقاء لكن لن نمنعه من الرحيل إذا رغب في ذلك، تحدّثنا معه في الموضوع ، وأخبرنا أنه لا يوجد أي شيء رسمي وما يروج مجرد كلام وأنه يركز فقط على إنقاذ الفريق من الهبوط، وفي كل الأحوال هو مدرب محترف ويعرف ما عليه، إذا تمسك بالرحيل فالقرار يرجع له ونحن لا نفرض على مدرب العمل معنا، مثلما أشرت هناك اتفاق بيننا والحديث عن التجديد سابق لأوانه".
وبيّن سلطان أنّ "نتائج الفريق تحسّنت بعد وصول غوران، وأعاد إلينا أمل البقاء في دوري المحترفين، نحن سعداء بعمله ونتمنى أن يحقق لنا أهدافنا في الجولات المقبلة"، مضيفًا أنّه "لا أريد الحديث عن الأجانب في الوقت الحالي، هم يقدمون ما عليهم ولكن نطالبهم بالمزيد من أجل ضمان البقاء في دوري المحترفين، سيكون لهم دور مهم في بقية الجولات وآمل أن يوفقوا في مساعدتنا على ضمان البقاء".
وأفاد سلطان أنّ "اتحاد كلباء قدّم عدة لاعبين إلى المنتخب الوطني في السابق، أمثال حسن سعيد، عيسى مطر، محمد عبيد، عادل مطر، ولكن منذ 2002 لم نر لاعباً واحداً من كلباء في المنتخب الوطني بسبب قلة الإمكانيات وعدم قدرتنا على مجاراة الاحتراف، الاتحاد منجم ذهب مفقود وعلينا إعادة الاعتبار له ومثلما قدم في السابق لاعبين كباراً إلى الكرة الإماراتية كان بإمكانه الاستمرار في ذلك لو استمرينا على طريقة العمل التي كنا نعتمدها في السابق وهي التركيز على أبناء النادي، والاستثمار في الأكاديمية عوضاً عن صرف الأموال في استقطاب لاعبين وأنا متفائل بقدرتنا على النجاح".
وأشار سلطان إلى أنّ "الاحتراف أوجد فجوة عميقة في دورينا وأصبح التنافس على اللقب محصوراً بين 3 أو 4 فرق فقط، من يملك المال يملك القدرة على المنافسة وبقية الفرق تصارع كل موسم من أجل ضمان البقاء وخاصة الفرق الصغيرة، وبإمكاننا أن نتساءل لماذا كان المنتخب يضم سابقاً بين 3 و4 لاعبين من اتحاد كلباء وحالياً لا يوجد أي لاعب، نحن على سبيل المثال لم نستطع مجاراة الاحتراف، الاتحاد لا يملك استراتيجية واضحة وكان يعاني من صعوبات مالية في الفترة السابقة، حالياً لدينا دعم حكومي جيد ما يساعدنا على تحسين ظروف العمل واستقطاب لاعبين أجانب على مستوى أفضل والتركيز على قطاع الناشئين" .
وتحدّث سلطان عن أجمل ذكرى في مسيرته، مشيرًا إلى أنّه "أذكر أنني صعدت للعب في الفريق الأول لاتحاد كلباء عندما كان عمري 17 عاماً، ثم انتقلت إلى العين لمدة 7 سنوات من 1990 إلى 1997 قبل أن أعود من جديد إلى كلباء، لقد قضيت سنوات طويلة في ملاعب كرة القدم وكانت مسيرة حافلة بالنجاحات والتجارب الممتعة، وأجمل ذكرى تتويجي بلقب هداف العرب مع العين في 1993-1994، كنت سعيداً ببدايتي مع اتحاد كلباء ومع العين ثم العودة مجدداً إلى الاتحاد لرد الجميل إليه مرة أخرى، أعتقد أن كل لاعب يتمنى أن يرتدي قميص فريق ناد كبير بحجم العين والمنتخب الوطني وهذا ما حققته في تجربتي ويعود فيها الفضل في ذلك إلى اتحاد كلباء".
وبيّن سلطان أنّه "فخور بالانتماء إلى الجيل الذي صنع مجد كرة الإمارات وقادها إلى نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخها وتعذر عليّ التواجد معهم بسبب الإصابة، الحسرة موجودة لأن كل لاعب يتمنى الظهور في كأس العالم، بلا شك أنه الحلم الأكبر والفرصة كانت متاحة لي لكن الإصابة أبعدتني فترة طويلة عن الملاعب وحرمتني من نيل هذا الشرف، غيابي عن نهائيات كأس العالم فرضته الظروف والإصابات جزء من كرة القدم ولكن أسوأ ذكرى والتي تألمت منها كثيراً حصلت في 1986 عندما تعرضت للشطب من سجلات اتحاد الإمارات لكرة القدم لمدة عام كامل على خلفية أحداث شهدتها مباراتنا ضد الشعب في نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، أذكر أن الشعب سجل هدفاً مشكوكاً في صحته في الدقائق الأخيرة وحدثت مشادة كلامية وبعض الأحداث الأخرى تم على أثرها إيقافي لمدة عام واحد وكان قراراً مؤلماً بالنسبة لي"، مضيفًا أنّ "الجيل الحالي في المنتخب من أفضل الأجيال التي تعاقبت على المنتخب ، إنه جيل رائع يستحق التواجد في المونديال ولكنه دفع ثمن اللامبالاة سواء من اللاعبين أنفسهم أو الأجهزة الفنية والإدارية وتحضيراتنا لم ترتق إلى حجم المنافسة على بطاقة الـتأهل إلى نهائيات كأس العالم، إضاعة نقاط مباراتي أستراليا واليابان على أرضنا وضعنا خارج المنافسة بنسبة 99%، لو خرجنا بنقطتي التعادل لكانت الأمور تسير بشكل أفضل، وحظوظنا في التأهل أصبحت حالياً ضعيفة، لقد كنا متفائلين بهذا الجيل لكنه خذلنا وعدم وصوله إلى المونديال خسارة للاعبين".
ونوّه سلطان إلى أنّ "منتخبنا الوطني يحتاج إلى مدرب «فيلسوف» يملك القدرة على التطوير بغض النظر عن المدرسة التي ينتمي إليها أوروبية أو لاتينية، سمعت البعض يتحدثون عن اختيار مدرسة تدريبية معينة للمنتخب، هذا لا يهم فكل مدرب لكل فلسفته ولكن يجب أن يكون قادراً على تطوير منظومة المنتخب، مشيرًا إلى أنّ "سلطان بدأ مسيرته في الوحدة وهو هداف جميع المراحل السنية التي مر بها ويشق طريقه بنجاح وأتمنى وصوله إلى المنتخب الوطني، وابني محمد كان لاعباً في الوحدة قبل أن يعود إلى اتحاد كلباء"، وموضحًا أنّ أفضل لاعب مواطن هو "علي مبخوت.
. ومنافسته على لقب هداف الدوري في ظل اعتماد كل الأندية على مهاجمين أجانب يحسب له، وأفضل لاعب أجنبي، هو الأرجنتيني تيغالي مهاجم نادي الوحدة".
وأكد سيف سلطان أن قطاع الناشئين مفتاح التطوير وسلاح مستقبل الأندية وخاصة بالنسبة للفرق الصغيرة التي لا تملك الإمكانات المادية الكبيرة لشراء اللاعبين، مشيرا إلى أن الاحتراف أضرّ باتحاد كلباء لأن بدخوله تغيرت طريقة العمل في النادي وأصبحت الإدارة تعتمد على استقطاب اللاعبين من خارج النادي بدلاً من التركيز على الناشئين، وقال: البعض يعتقد أن صرف الأموال على اللاعبين الناشئين هو هدر، لأن الاتحاد لا يملك الأموال التي يقدمها لهم فيما بعد حتى يضمن بقاءهم في الفريق الأول، لذا سلكت الإدارة طريقاً آخر من خلال استقطاب لاعبين جاهزين بدلاً من التركيز على لاعبي الأكاديمية، وهو أمر أضرّ بالفريق لأن من يأتي للعب فقط من أجل المال ليس لديه انتماء للنادي، قد يفكر في مصلحته ولا يهتم بهبوط الفريق بينما ابن النادي لديه الغيرة والحرص على بقاء ناديه مع الكبار.
ووصف سيف سلطان تجربته مع الزعيم التي استمرت 7 سنوات بالممتعة لأنه منحنه فرصة الحصول على عدة ألقاب محلية والمشاركة في البطولات الخارجية، وتشريفه بالحصول على لقب هداف العرب في موسم 1993-1994. وقال: تجربة العين لا تنسى، كانت فريدة من نوعها ومهدت لي طريق التألق وحصد الألقاب
وصرح سيف سلطان أن الموسم الحالي موسم الجزيرة وهو يستحق التربع على دوري الخليج العربي، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن العين ليس الزعيم الذي نعرفه، ونتائجه غير مستقرة. وقال: أعتقد أنه تأثر بخسارة نهائي دوري أبطال آسيا وافتقاده للهداف المميز، أعتقد أن العين كان بإمكانه الظهور بمستوى أفضل لأنه يملك كل الظروف التي تساعده على تحقيق النتائج المطلوبة.
أرسل تعليقك