دبي ـ محمود عيسى
كشف مدير عام قنوات دبي الرياضية، راشد أميري، عن العديد من الأسرار وخفايا التعاقدات وحقوق النقل، وكيفية إتمام الصفقات، موضحًا تعرّض قنوات دبي الرياضية إلى ظلم واضح من قبل لجنة دوري المحترفين ترتب عليه حرمانهم من المشاركة في البث الرقمي لدوري الخليج العربي، وتحدث بكل شفافية عن الأسباب التي دعتهم إلى احتكار بث مباريات كأس رئيس الدولة ومبيّنًا الأسباب التي جعلت القنوات الأخرى لا تشاركهم في بث أغلى البطولات، وأطلق صيحة تحذير منادياً بوقفة وطنية لإيجاد حل لمعضلة عدم بث القنوات المحلية للبطولات الخارجية، والتي تشارك فيها المنتخبات الوطنية، واصفًا الأمر بالكارثة.
وأوضح أميري، أسباب عدم شراء قنوت أبوظبي الرياضية حق نقل بعض البطولات من دبي الرياضية، مشيرًا إلى أنّه "في المواسم الماضية كانت قناة أبوظبي الرياضية تمتلك حقوق النقل لبطولة كأس رئيس الدولة، ونحن قمنا بشراء البطولة منهم والآن الحقوق لدينا، وهم لم يقوموا بشراء البطولة منا، وهذا كل ما في الأمر، أضف إلى ذلك أن الاتفاق المبرم مع لجنة دوري المحترفين عند التعاقد معها على حقوق البث لدوري الخليج العربي وكأس المحترفين أن تكون حقوق البث الرقمي لهذه البطولات من ضمن العقد وتمنح للقناتين اللتين لهما حق البث- لكن أبوظبي الرياضية حصلت على حق البث الرقمي، بعد أن تم فصله عن عقد بث مباريات الدوري، وكان في ذلك الأمر ظلم واضح من لجنة المحترفين لقنوات دبي الرياضية، أعود لبطولة الكأس لأؤكد أن قنوات دبي الرياضية لديها النطاق الجغرافي الواسع والإمكانات الفنية والتقنية القادرة على إيصال مباريات بطولة الكأس إلى المشاهدين في القارات الخمس- كما نعدهم بنقل غير مسبوق وعلى أعلى مستوى لمباريات الدورين قبل النهائي والنهائي- فهدفنا الأول هو الترويج والتسويق لكأس رئيس الدولة، وليس هو الربح المادي بدليل بث كل مباريات الكأس على النظام المفتوح، وغير المشفر".
وأشار أميري إلى أنّ ما حدث لم يؤثّر على التعاون بين الجانبين في البطولات الأخرى كالدوري، موضحًا أنّ "دوري الخليج العربي لدينا ولديهم بموجب عقود اتفاق مع لجنة المحترفين لثلاثة مواسم مقبلة بعد أن تنتهي في عام 2019- يكون وقتها لكل حادث حديث- ثم إن التعاون في ما بيننا يجب أن ينصب على ما هو أهم وأكبر مثل السعي المشترك لتأمين مباريات المنتخب الكروي في التصفيات النهائية لمونديال روسيا، وبطولة دوري أبطال آسيا، التي وصل الأهلي والعين لمباراتها النهائية في آخر نسختين"، ومنوّهًا إلى أنّ "الاتحاد الخليجي قام بإلغاء القرار، الذي أصدر من قبل بخصوص أن تحمل كل دولة خليجية نقل دورة واحدة كل سنتين، وتقوم ببيع الحقوق على الدول الخليجية الأخرى، والاتحاد الخليجي بصدد بيع حقوق عشر دورات خليجية مقبلة إلى شركة خاصة تبيعها بمعرفتها أي على مدى عشرين عاماً، السؤال الذي يطرح نفسه لمصلحة من ينوي الاتحاد الخليجي القيام بهذه الخطوة التي لا تخدم الدول الخليجية؟!".
وبيّن أميري أنّ "العيب ليس في التشفير كونه نظاماً وفكرة صارت مطبقة في معظم دول العالم- العيب في آلية وطريقة التشفير التي نطبقها ونحن نسعى لتلافي هذه العيوب، وتسهيل الأمر على المشاهد سواء من الناحية المادية أو التقنية في القريب العاجل"، مشيرًا إلى أنّ تنقل الكفاءات البشرية أثّر على المستوى المهني بين الطرفين، ومضيفًا أنّه "لو نظرت حولك لواقعنا الرياضي الحالي ستجد أن الاحتراف يحكم كل شيء فيه من انتقالات لاعبين ومدربين بين الأندية المختلفة- وهذا الأمر انعكس بالطبع على الساحة الإعلامية التي أصبح معظم من ينتمي لها محترفاً بكل ما تعنيه الكلمة- لذلك فالتنقل الذي تتحدث عنه ظاهره طبيعية وصحية، ولكن لا بد من وضع ضوابط له وميثاق شرف بين الأطراف العاملة حتى لا يستغل الطرف الآخر الأمر، وهو ما أؤكد لك أنه يحدث حالياً".
وأفاد أميري أنّ "دور الإعلام يجب أن يصب دائماً في الصالح العام، وعلينا أن ننتقد الأخطاء ونسعى معهم لتفاديها، كما يتوجب على الإعلام أن يشيد أيضاً بالإنجازات، هناك أخطاء فردية من بعض العاملين في الاتحاد وغيره ولا يعني هذا أن نكيل الاتهامات للجهة المعنية عن طريق القنوات الإعلامية، لدرجة أن تصل أحياناً إلى تجاوز الحدود الذوقية، والمشاهد واع يفقه ذلك جيداً، وتبدو له الانتقادات في البرامج المحلية كونها حسابات شخصية، ونحن كوننا إعلاميين مطالبون بالحيادية والتروي، نعم نقع في الأخطاء أحياناً لكن الذكي هو من يتفادى أخطاءه ويمضي في الطريق الصحيح".
وتحدّث أميري بشأن اعتماد القنوات الرياضية، على البرامج الكروية التحليلية والحوارية، مشيرًا إلى أنّ "كرة القدم هي اللعبة صاحبة الشعبية والجماهيرية الأكبر في العالم كله وليس في الإمارات- لكن برنامج «المنصة» يتصدر المشهد فقط في الأيام التي تقام فيها مباريات الدوري أو كأس رئيس الدولة وهو نتاج دراسات متأنية قمنا بإجرائها بعد نهاية الموسم الماضي وأوصلتنا لحقيقة مهمة هي أن مشاهدي كرة القدم والدوري لا يتابعون البرامج الخاصة بها إلا في أيام المباريات وليس بعدها بيوم أو يومين- ولذلك قمنا بدمج البرامج الخاصة بالدوري المحلي، التي كنا نقدمها على مدار الأسبوع في برنامج واحد هو «المنصة»، وحشدنا له الزخم والإمكانات الفنية والبشرية لهذه البرامج، والحمد لله نجحت الفكرة، وأصبح للبرنامج صدى جيد، لأنه يقدم كل شيء عن دورينا في التو واللحظة دون الانتظار لليوم التالي، أما كوننا قناه لا تهتم بغير رياضة كرة القدم كما ورد بسؤالك فهذا الكلام غير صحيح بالمرة بدليل أن لدينا برامج متنوعة تهتم بالرياضات الأخرى، فبرنامج البرلمان يهتم بشؤون وشجون كل الرياضات الأخرى دون استثناء، وبرنامج «ضد الساعة» يغطي طواف دبي الدولي للدراجات قبل وقت طويل من الحدث، وبرنامج سيلفي المتنوع، وبرنامج فتنس، الذي يهتم بصحة الفرد من خلال ممارسته للرياضة، إضافة إلى البث المباشر للعديد من مباريات السلة والطائرة المحلية والعربية والعالمية، وبطولات التنس العالمية،ونحن نهتم بكل الرياضات.
وأطلق راشد أميري مطالبات عاجلة ونداء مهم إلى جميع من يهمهم أمر المشاهد المحلي في دولة الإمارات في ما يختص بالتنافسية والقوة الشرائية للبطولات العالمية والقارية وحتى الخليجية إلى شركاء المؤسسات الإعلامية، موضحاً أن الأمر يحتاج لتشكيل جبهة موحدة وتكون قوة شرائية لا يستهان بها لأن الأمر ليس بالسهل ويجب ألا يقع على عاتق قناة بعينها بل هو مسؤولية أطراف وهيئات عدة كاتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين والرعاة الذين يجب أن يتعاونوا بصورة أكبر كي نملك القوى الشرائية لأن الحقوق للبطولات التي تتحدث عنها تتطلب عشرات ومئات الملايين من الدولارات، وعدم بث مثل هذه البطولات الخاصة بمشاركاتنا الخارجية وعلى أرض دولتنا على قنواتنا المحلية يعتبر كارثة لذا نحن نطالب الجهات المسؤولة عن هذه البطولات بأن تدرس الأمر جيداً وتجتهد لإيصال حقوق بث بطولة الأندية العالمية وتصفيات أمم آسيا 2019 إلى قنواتنا المحلية، والتصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018.
وأفاد أميري أنّ "الرياضة النسائية متواجدة وبكثرة في قناتنا وغير مرتبطة بوجود العنصر النسائي في القناة، وإن لم يكن لها برنامج خاص، فهي متواجدة في أغلب برامجنا، وقريباً وبالتعاون مع مجلس دبي الرياضي سيكون على شاشتنا برنامج خاص فقط برياضة المرأة في الإمارات والخليج والوطن العربي"، مشيرًا إلى أنّه "كوننا قناة دبي الرياضية لدينا شراكه استراتيجية مع مجلس دبي الرياضي ونحن النافذة الرسمية التي يطل منها المشاهد على كل الأحداث الرياضية التي تشهدها دانة الدنيا وينظمها المجلس لذلك التحدي ليس في كثرة عدد الأحداث والبطولات، بل في تغطيتها بالصورة المثلى التي تعكس وجه دبي الحضاري للعالم أجمع- أما التأثير على دورتنا البرامجية فغير موجود، لأن لدينا خمس قنوات حالياً".
وصف أميري "منتخب الامارات بالمرحلة الذهبية والآمال والتمنيات الكبيرة، التي لم تتحقق والكل في انتظار أن تترجم الآمال والطموحات إلى واقع، وهو أمر يتطلب أن نتعامل جميعاً في إطار البيت متوحد ونعم نستطيع"، مشيراً إلى أن "مهدي علي كونه مواطناً إماراتياً، وأحد أبناء هذه الدولة يشارك الجميع هذه الآمال والتطلعات، ومتفائل جداً في ظل كل هذه الإمكانات والمواهب التي يمتلكها هذا المنتخب بالذات، فهو يضم كوكبة كبيرة من اللاعبين الموهوبين ومدرب قدير، أضف إلى ذلك الدعم الكبير المقدم له من كل القادة والمسؤولين، ناهيك عن الدعم الجماهيري الكبير، كلها عوامل تجعلنا نطلق على هذه الحقبة، وهذا الجيل جيل الأمل مع المدرب المهندس مهدي علي، الذي كان مشرفاً ومتابعاً لهذه النجوم اللامعة منذ بداياتها مع المستديرة، وهو قريب منهم مدرك لجميع إمكاناتهم، ولا نقول إنه يملك عصا سحرية، لكنه يعلم بقدرات جميع اللاعبين جيداً وهو أمر من شأنه أن يسهل عليه المهمة بعض الشي، لكنها مهمة شاقة وعسيرة وتتطلب وقفات ودعم لا محدود لمنتخبنا الوطني خاصة من الجمهور الوفي في مواجهة اليابان التي تعتبر مواجهة مهمة والفوز بها يضاعف من حظوظنا في خطف بطاقة تقربنا من ترجمة الحلم إلى واقع".
وأضاف أميري أنّ "دبي الرياضية لا تغيب عن مستجدات الساحة الإعلامية فالبرنامج العالمي «فيكتوريوس» سوف تشاهدونه في الموسم الثالث على التوالي، وبمشاركة نخبة من ألمع نجوم الكرة العربية والعالمية"، منوّهًا إلى أنّ "رؤية الرقم واحد التي تسود معظم دوائر دبي، صار شعاراً واستراتيجية كل من يعمل بدوائر دبي الحكومية، لذلك نحن في دبي الرياضية نسعى لتحقيق هذه الرؤية قدر المستطاع ووفقاً للميزانية المرصودة لنا، وللأهداف المرسومة لهذه القناه من المسؤولين عنها- لكن وكما ذكرت فإن هذا لا يمنع أننا نفكر في الرقم واحد بكل خطوة ورضى المشاهد نعتبره هو الذي يأخذنا إلى الرقم واحد في الخدمة الإعلامية التي نقدمها"
وختم أميري حواره، مطالبًا "لجنة دوري المحترفين بضرورة تثبيت الأيام، التي تقام فيها مباريات دوري الخليج العربي، لتكون يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع، فهذا الأمر سيخدمنا جداً، ويخدم الحضور الجماهيري"
أرسل تعليقك