دبي -صوت الامارات
ربما الصيف كان حاراً رطباً على مستوى الطقس، ولكن على مستوى دوري الخليج العربي، فرغم أن الجولات جاء البعض منها حاراً وملتهباً، إلا أن نهاية دور الصيف جاءت باردة وفاترة، وأقرب إلى الملل، في المباريات الخمس التي أقيمت على مدار الخميس والجمعة الماضيين، في غياب «فخر الإمارات» فريق الجزيرة، الذي تأجلت مباراته أمام الوحدة بسبب مشاركته وتشريفه للكرة الإماراتية في كأس العالم للأندية في أبوظبي.
حقيقة الأمر أنه لولا الوصل لكانت الجولة 11 من دوري الخليج العربي واحدة من أسوأ الجولات في تاريخ المسابقة الحديث، سواء على مستوى الأهداف، أو جماليات كرة القدم، والمتعة الفنية، فالإمبراطور كان وردة نابتة ومتفتحة وسط صحراء جرداء لا فنيات فيها ولا أداء.
فابيو ليما نجم الوصل استطاع أن يقود فريق الوصل إلى فوز كبير أمام فريق شباب الأهلي
بتسجيله هدفاً وصناعته للهدف الثاني، في حين أخفق شباب الأهلي- دبي في استعادة بريقه الذي عهدناه في المواسم السابقة، وبعد صيام جولات عن الفوز، أفطر على خسارة مذلة، ومستوى هو الأسوأ له منذ البداية، مع الانطلاقة الأولى لمدربه الجديد مهدي علي، الذي تولى مسؤولية الفريق خلفاً للروماني كوزمين أولاريو، الذي أقيل من منصبه إثر تراجع نتائج الفريق منذ بداية المسابقة.
وواقع الأمر أنه عند تحليل لقاء القمة بين الوصل وشباب الأهلي- دبي، فلا يوجد ما يمكن
ذكره على مستوى التحليل الفني، كون المباراة كانت من طرف واحد فنياً، بينما الطرف الثاني، الذي هو شباب الأهلي- دبي فقدم أداءً انهزامياً، لا يليق باسم النادي الكبير، ولا اللاعبين الذين يملكهم بين صفوفه.
غياب الوعي
ووضح غياب الوعي التكتيكي أو القراءة الرصينة من مهدي علي للمنافس، فلم يجد مدافعو
الفريق حلاً لإيقاف انطلاقات الوصل سوى اللجوء للعنف، واللعب على الأقدام بدلاً من اللعب على الكرة، فكانت البطاقات الصفراء والحمراء أكثر ما جنوه في اللقاء، بحصول لاعبي شباب الأهلي- دبي على 4 بطاقات صفراء، إضافة لخروج البطاقة الحمراء مرتين لسالمين خميس ووليد عباس.
وهما الطردان اللذان لم يؤثرا على نتيجة اللقاء، كون الوصل حسم المباراة بثلاثية نظيفة
قبل 10 دقائق من خروج الكارت الأحمر الأول في اللقاء لوليد عباس.
عجمان وحتا
دائماً تحتاج الفرق الناشئة أو ذوو الإمكانيات المحدودة إلى دافع معنوي، وفوز أو تعادل
يبدأون بعده في البناء لحصد النقاط، وكانت هذه النقطة بالنسبة لحتا هي التعادل أمام الوصل متصدر الدوري في الجولة الماضية بهدفين لكل فريق، وهو التعادل الذي اعتقدنا أنه سيكون بداية جديدة للإعصار.
ولكن أمام عجمان كان كأن شيئاً لم يكن، واستطاع البرتقالي بوعي مدربه أيمن الرمادي
أن يحصد انتصاراً مهماً على منافس مباشر، جامعاً النقطة 12 في مشواره بالدوري، ومحتلاً المركز السابع، تاركاً حتا في المركز العاشر برصيد 8 نقاط فقط.
صعود العين
من أبرز إيجابيات الجولة الأخيرة في الدور الأول كان استمرار العين في مشاركته للصدارة
مع الوصل، الأمر الذي ربما يشعل بداية الدور الثاني، ويجعل الصراع محتدماً، خاصة بعدما يدخل الوحدة معهما، عقب إقامة مباراته المؤجلة أمام الجزيرة، بعد انتهاء مهمة الأخير في كأس العالم للأندية، وهو ما قد يعيد الحرارة للدوري في دور الشتاء، بعدما جاء دور الصيف بارداً.
وعلى الطرف الآخر من المنافسة، في قاع الترتيب، لا يزال الظفرة مترنحاً، وقد يكون دور
الإياب بالنسبة له معركة لاستعادة هيبته، بينما الإمارات على وضعه.. لا جديد، ولا يقدم أي شيء يشفع له أو ينبئ بصعود نجمه في الدور الثاني.
في الجولة الحادية عشرة من دوري الخليج العربي سجلت الفرق 10 أهداف فقط في 5 مباريات، بمعدل تهديفي يبلغ هدفين لكل مباراة، وهو معدل بين أقل معدلات التهديف في الجولات الـ11، والملاحظ ليس فقط انخفاض معدل التهديف، ولكن في كون هناك فرق لم تذق طعم الانتصار منذ أكثر من 6 جولات.
فشباب الأهلي- دبي لم يعرف للانتصار سبيلاً طوال 7 جولات كاملة، خسر فيها مباراتين
وتعادل في 5 مباريات، بينما الظفرة كانت مشكلته أعمق ولم يعرف طعم الانتصار منذ الجولة الثانية في الدوري، أي طوال 9 جولات كاملة، تعادل في 4 مباريات، وخسر 5 لقاءات، وكذلك الأمر نفسه بالنسبة للإمارات وحتا، فبين كل منهما والانتصارات خصام.
لم تسجل أي أهداف في المباريات الخمس من الجولة الـ11 لدوري الخليج العربي في الدقائق الـ20 الأولى لأي منهم، ولولا هدفا الوصل في مرمى شباب الأهلي – دبي في الدقيقتين الـ23 والـ25 لكانت ظاهرة غياب الأهداف عن شوط المباريات الأول هي العنوان الأبرز للجولة الأخيرة من الدور الأول.
وتشير الأرقام إلى أن 4 مباريات من الخمس سجلت فيها الفرق الأهداف في الشوط الثاني،
وخرج الشوط الأول من دون أهداف، هذا بالتأكيد إضافة لخروج المباريات الأربع من دون متعة!
وبالحديث عن الأهداف، فقد أصبح الوصل صاحب أقوى خط هجوم وله 24 هدفاً، بينما الوحدة الغائب عن الجولة احتل الوصافة بتسجيل 23 هدفاً، ولكن العنابي احتفظ بلقب الأفضل دفاعياً وعليه 9 أهداف فقط، في الوقت الذي دخل مرمى الوصل 11 هدفاً محتلاً الوصافة.
أرسل تعليقك