أكد قائد منتخب كرة القدم الشاطئية، علي كريم، 36 عاما، أن الأبيض بحاجة إلى جهود لاعبين من أمثال إسماعيل مطر، ومهند العنزي، وإسماعيل أحمد، كي يستعيد عافيته من جديد، بعد سلسلة النتائج المخيبة التي حققها خلال الفترة الأخيرة.
وودّع المنتخب الإماراتي بطولة القارات التي اختتمت أمس، في نادي دبي للرياضات البحرية، من الدور الأول بعد نتائج مُخيبة أمام البرازيل وتاهيتي. وعزا كريم تلك النتائج المُخيبة لمنتخب الشاطئية إلى اعتزال عدد من النجوم السابقين الذين سطروا نجاحات كبيرة للأبيض، وقدوم لاعبين صغار يعانون قلة الخبرة وبحاجة إلى الوقت لتعود النتائج القوية للفريق مجددا.
وكشف قائد أبيض الشواطئ الذي أكد حاجة المنتخب إلى عنصر الخبرة، عن معاناة لاعبي الكرة الشاطئية، خصوصا من الناحية المادية، لافتا إلى أنه لعب موسما كاملا لم يتقاضَ خلاله سوى 4000 درهم، وتحدث عن العديد من الموضوعات والمشكلات التي تُعانيها اللعبة، وكانت سببا في تراجع مستوى المنتخب، فإلى تفاصيل الحوار..
- ما أسباب تراجع مستوى منتخب الكرة الشاطئية؟
أهم الأسباب، أن المنتخب يمر بمرحلة تغيرات كبيرة بعد اعتزال عدد غير قليل من لاعبيه الكبار الذين يرجع إليهم الفضل في الكثير من الإنجازات التي تحققت في السنوات السابقة، وجعلت المنتخب الإماراتي السادس عالميا، والأول قاريا، ومن الطبيعي أن يحدث هذا التراجع، وهذا شأن أي منتخب في العالم يمر بمثل هذه الظروف.
- وهل هناك أسباب أخرى كذلك؟
بالتأكيد.. هناك أسباب أخرى كثيرة، أهمها أنه لا يوجد لدينا دوري قوي يستطيع أن يفرز عناصر جيدة يمكن ضمها للفريق الوطني، ففي كل عام نرى انسحابات من المسابقة، بعد أن فرض أحد الأندية سيطرته على اللعبة، وتعاقد مع أبرز اللاعبين في كل نادٍ، والآن الأندية أصبحت تفكر بعدم جدوى مشاركتها في المسابقات المحلية، وهي تعلم أن المسابقة ستذهب إلى هذا النادي.
- ألا توجد لائحة تحكم عملية انتقالات اللاعبين بين الأندية؟
مع الأسف لا.. اللاعب بوسعه أن يترك النادي الذي يلعب له وقت ما يشاء، والنادي من حقه أن يتعاقد مع أي لاعب دون الحصول على موافقة ناديه، وهذا ما أصاب منظومة المسابقة المحلية بالخلل، فأصبح مثلا النادي الأهلي هو وحده الموجود على الساحة، وهذا الأمر أضر باللعبة، فأي مسابقة قوية متكافئة بها فرق عدة متنافسة بالتأكيد سينعكس ذلك بالإيجاب على المنتخب.
- كيف يمكن لمنتخب الشاطئية أن يعود قويا كما كان؟
عندما ينضم إلينا إسماعيل مطر ومهند العنزي وإسماعيل أحمد، لأن أبيض الشاطئية بحاجة إلى اللاعبين بتلك المواصفات التي تجمع بين المهارة والقوة الجسمانية الهائلة.
- لكنك تعلم أن مثل هذه الأسماء من الصعب أن تنضم لمنتخب الشاطئية على الأقل في هذا التوقيت؟
أعلم ذلك، ما أريد أن يصل إلى الجمهور أن منتخب الشاطئية يفتقد عنصر الخبرة، الآن لدينا في تشكيلة المنتخب أربعة لاعبين يشاركون للمرة الأولى في البطولات الدولية، وبقية العناصر لا تملك خبرات كبيرة باستثنائي وحارس المرمى حميد جمال، فالمنتخب الوطني يحتاج إلى إعداد قوي ومعسكرات طويلة المدى في البرازيل أو البرتغال، باعتبار أنهما الأفضل في كرة القدم الشاطئية حاليا، وإذا وضعنا برنامجا قويا، أتصور أن عودة أبيض الشاطئية لن تطول كثيرا.
لماذا لا يفكر الأبيض في الاستعانة بلاعبين سابقين في الدوري الإماراتي على غرار تجربة بخيت سعد؟
النظرية الحقيقية في كرة القدم يحكمها أولا وأخيرا المادة، وحينما لا يجد لاعب كرة القدم المادة لن يتشجع على تجربة كهذه، نحن في كرة القدم الشاطئية نلعب طوال الموسم بالمجان، أغلبية لاعبينا لا يتقاضون أي رواتب من أي جهة، وكل ما يحصلون عليه مكافآت الفوز سواء مع أنديتنا أو المنتخب، وسأضرب مثالا على نفسي، فقد لعبت موسما كاملا مع النصر، حصلت فيه على 4000 درهم قيمة مكافآت المركز الثاني، إذ وزعت إدارة النادي على 15 لاعبا 60 ألف درهم، وهذا كل ما تقاضيناه.
- إذن لماذا لا تزالون تمارسون هذه اللعبة؟
نمارس هذه اللعبة لأننا قضينا سنوات طويلة من أعمارنا على الشواطئ والرمال، ونلعب من أجل شعار الدولة، الذي أصبح هو أهم ما يربطنا بكرة القدم الشاطئية، ما لا يعرفه الجميع أننا كلاعبين نتجمع أسبوعيا بشكل منتظم للتدريب، وكأننا في الفرجان لنحافظ على وجود اسم المنتخب والإمارات في أي بطولة رسمية نشارك فيها.
- كيف استقبلتم الخسارة الثقيلة من البرازيل في بطولة القارات؟
بالتأكيد كانت خسارة صادمة بالنسبة لنا، صحيح أننا كنا نعلم بأن الفريق البرازيلي يضم عناصر هي الأبرز على مدار تاريخه، لكن لم نتوقع أن نخسر بتلك النتيجة الكبيرة، مثلما قلت سابقا بأن الأبيض يعاني قلة الخبرة، وحينما يلعب اللاعبون أمام الفرق الكبرى ويستقبلون هدفا تنتهي المباراة، وهذه مشكلة الأبيض في الفترة الأخيرة.
- كيف ترى مونديال دبي للقارات؟
أولا لا أبرر خروج المنتخب من الدور الأول، لكن النسخة الحالية من البطولة هي الأقوى من بين جميع البطولات السابقة، وقد قدمت منتخبات مثل البرازيل وروسيا مستوى مميزا في البطولة.
- متى سيفكر علي كريم في الاعتزال؟
فكرت بالفعل في تلك الخطوة من قبل، وطلبت من الجهاز الفني الاعتزال والتفرغ لسلك التحكيم، لكن زملائي اللاعبين طلبوا مني أن أتواجد إلى جانبهم في تلك الفترة، خصوصا أنني ما زلت أتمتع بلياقة عالية، وقد استمررت نزولا على رغبتهم، أتمنى أن أعتزل بعد التأهل إلى نهائيات كأس العالم في العام المقبل، لتكون خامس بطولة أشارك فيها، وأفضل ختام لمسيرة أرى أنها كانت ناجحة مع الشواطئ
أرسل تعليقك