القاهرة - محمد عبد الحميد
فرض السباح الأميركي مايكل فيلبس والعداء الجامايكي أوساين بولت نفسيهما أسطورتين خالدتين في رياضتيهما في أولمبياد ريو 2016، على غرار دورتي الألعاب الأولمبية في بكين 2008 ولندن 2012، وأسدلت الدورة الأولى في أميركا الجنوبية، الستارة الأولمبية على مسيرة عملاقين اتما العقد الثالث من العمر، ليحرم أولمبياد طوكيو 2020 من فرصة متابعتهما يكتسحان الأحواض والمضمار، بعدما اعلن فيبليس اعتزاله، ونية بولت اللحاق به السنة المقبلة.
وتقاسم النجمان لفت الأنظار، فكانت البداية مع فيلبس بانطلاق العرس الأولمبي مع منافسات السباحة، والختام مع بولت في "أم الألعاب"، ومع ختام الألعاب، كان "الدلفين" فيلبس مزدانا بـ 23 ميدالية ذهبية، بينما ثبت بولت نفسه "برقا" هو الأسرع في العصر الحديث، بعد تحقيقه ثلاثية تاريخية في 3 دورات اولمبية متتالية.
وشهد المسبح الأولمبي في ريو على إنجازات "ولد بالتيمور"، "بطل، رمز، والد"، وبرز فيلبس بمختلف أوجه حياته، الغنية والمتشعّبة، مع درجة غير مسبوقة من حميمية مشاعره وحياته الخاصة، وأقر عقب سباقه الأولمبي الأخير بأن مشاعره ""كانت جيّاشة بوصولي إلى المسبح، الاحماء الأخير، المرة الأخيرة التي ارتدي فيها زي السباحة، والتي أدخل فيها امام الجمهور، والتي أمثل فيها بلدي، إنه جنون، واحساس أفضل بكثير مما كنت عليه قبل 4 أعوام، ضبطت مشاعري على منصة التتويج لكن انهمرت دموع، لا يمكنني أن أكون أسعد من ذلك لان المشوار انتهى بأفضل طريقة ممكنة".
واحتفظ فيلبس بسر جميل خلال الأسبوعين، تزوج سرا قبل شهرين من انطلاق الدورة، من صديقته نيكول جونسون التي عاش معها علاقة صاخبة منذ عام 2007، وهي والدة ابنه بومر المولود في أيار/مايو، حضر الطفل ووالدته في مدرجات ريو لرؤية مايكل يكتب التاريخ، وأضاف: خمس ميداليات ذهبية وفضية واحدة الى سجله القياسي "28 ميدالية أولمبية بينها 23 ذهبية"، وفي 2012 حطم الرقم القياسي لعدد الميداليات الذي حملته لاعبة الجمباز السوفييتية لاريسا لاتينينا "22 ميدالية منها 18 ذهبية"، وبعد أولمبياد لندن، اعتزل المنافسات، إلا أن قراره لم يدم طويلا، وعاد عن الاعتزال، لكنه غرق في ادمان الكحول واكتئاب، ما تطلب منه دخول مراكز إعادة تأهيل والمشاركة في حلقات توعية مع المدمنين، لكن فيلبس لم يخيب الآمال في ريو: خمس ذهبيات وفضية رفعت رصيده الى 28 ميدالية، وفي طريقه ليصبح اول سباح يحرز سباق 200 م متنوعة اربع مرات تواليا، متوجا نفسه "امبراطور" السباحة.
وبات فيلبس، في سن الحادية والثلاثين، مزدانا بست ذهبيات في أثينا 2004، 8 في بكين 2008، 6 في لندن 2012، و5 في ريو 2016، ولعل التوصيف الأفضل لمسيرة فيلبس أطلقه مدربه بوب باومان الذي امضى معظم مسيرته معه، اذ قال "لا اعتقد بانكم سترون مايكل فيلبس آخر"، مشيرا الى ان سباحا كهذا يأتي كل بضعة أجيال مرة.
وتبدو ارقام فيلبس الأولمبية اقرب الى الاعجاز الذي لن يقدر احد على مجاراته. أقرب "منافسيه" على الذهب الأولمبي من الرياضيين الذين لا زالوا يخوضون المنافسات، هو بولت الذي يحمل 9 ذهبيات، واذا كان فيلبس قد اعتزل نهائيا، الا ان بولت مدد مسيرته الى الصيف المقبل، ليختتمها في بطولة العالم لألعاب القوى في لندن، وقال العداء الجامايكي "لن يكون العام المقبل مكثفا مثل الأعوام السابقة، هذا الموسم (2017) سيكون أساسيا لعشاقي"، الا ان العداء اختصر مسيرته بعبارة في ختام ريو "أنا الأعظم!".
وكرر بولت الثلاثية الذهبية في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4*100 م، في بكين ولندن وريو، فأصبح في مصاف كبار كلاعب كرة القدم البرازيلي بيليه والملاكم الأميركي الراحل محمد علي، وعلق رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو على إنجازات بولت بالقول "هذا الرجل عبقري، لم يبرز أي رياضي مثله منذ محمد علي من حيث القدرة على لفت اهتمام الجماهير"، معتبرا ان "الفارق بين الرياضي الجيد والممتاز هو الاستمرارية
وعادل بولت، بذهبياته التسع، انجاز العداءين الفنلندي بافو نورمي (بين 1920-1928) والأميركي كارل لويس (1984 و1996)، الا ان احدى ذهبيات بولت مهددة بالسحب منه، بعد تنشط مواطنه نستا كارتر في سباق التتابع خلال العاب بكين 2008، الا ان بولت يبدو غير مبال بهذا الاحتمال، بعدما سطر اسمه في سجل العظماء. وقال "لن يغير ذلك ارثي. سأصاب بخيبة أمل بالتأكيد بخسارة هذه الميدالية، ولكن هذه هي الحياة. ماذا عساني أفعل؟".
أرسل تعليقك