تحول الجواد الأميركي "أروجيت" إلى حديث العالم بعد فوزه بمونديال الخيول في نسختها الـ22، ووضع اسمه في القائمة الذهبية للأبطال على مدار تاريخه، وسطر تاريخاً جديداً بدخول السعودية عبر الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود للمرة الأولى في القائمة والصعود لمنصة التتويج، وهو ما يفتح باباً جديداً من التنافس بين الملاك العرب على لقب أغلى السباقات.
وحقق "أروجيت" مكاسب كثيرة بهذا الفوز، في مقدمتها الأرباح الخيالية التي حصل عليها في زمن قياسي، حيث رفع بفوزه في كأس دبي العالمي، مكاسبه المالية إلى 17.084.600 دولار، قفزت به إلى صدارة الخيول ذات أعلى المكاسب في أميركا، وحل بالمركز الثالث عالمياً بعد الخيول اليابانية "أوريفر" برصيد (19.005.275)، والفرس "جنتلدونا" برصيد (18.468.392) دولار.
وينحدر نسل "أروجيت" من انبرايدليد سونج والأم "بوبلر" ابنة "ديستورتيد همر"، وتم استيلاده في كنتاكي بوساطة مزرعة كلير سكاي، وتم شراؤه بمبلغ 560 ألف دولار من مزاد كينلاند - سبتمبر للخيول الحولية (عمر سنة واحدة) في عام 2014.
وبدأ تاريخه في السباقات قبل أقل من عام، ولم يكن "أروجيت" جاهزاً للمشاركة في سن السنتين، وفي سن ثلاث سنوات حل بالمركز الثالث في أول مشاركة له، قبل أن يحقق الفوز بسباق مبتدئة 5 يونيو 2016.
وفاز "أروجيت" الرمادي اللون بسباقين، أظهر خلالهما مستوى خرافياً استرعى به انتباه المدرب بوب بافيرت الذي دفع به في سباق ترافيرس ستيكس للفئة الأولى ليحقق الفوز بفارق 13.5 طول وبزمن قياسي
ودخل أروجيت إلى سباق البريدرز كب كلاسيك ليتفوق على "كاليفورنيا كروم" في عمق المستقيم، قبل أن يكرر المشهد ويتفوق عليه في كأس بيجاسوس العالمي البالغة جائزته المالية 12 مليون دولار، ليرتفع تصنيفه إلى 134 (هو الأعلى في العالم)، ويستهدف "أروجيت" سباق البريدرز كب كلاسيك أكتوبر المقبل.
أما بوب بافيرت مدرب الجواد "أروجيت"، البالغ من العمر (64 عاماً)، فقد عاد مجدداً إلى الواجهة العالمية بهذا الفوز بعدما حقق 2730 انتصاراً، أبرزها التاج الثلاثي الأميركي عبر "أميركان فيرو"، وحقق لقب ديربي كنتاكي 4 مرات، وبريكنيس ستيكس 6 مرات، ومرتين بيلمونت ستيكس، وكنتاكي أوكس.
وحقق بافيرت 12 فوزاً بالسباقات الكلاسيكية الأميركية، و14 فوزاً في البريدرز كب، وكأس دبي العالمي ثلاث مرات عبر سيلفر شارم وكابتن ستيف وأروجيت، وتم نحت اسمه في مقصورة الشهرة للسباقات الأميركية عام 2009، وتعرض بوب بافيرت لأزمة قلبية في دبي بالتزامن مع كأس دبي العالمي 2012 بميدان، لكنه تجاوز الأزمة وعاد ليصعد إلى منصة أغلى السباقات.
ونشأ بوب بافيرت نوغاليس بولاية أريزونا، وكانت عائلته تعمل في مجال تربية الماشية والدواجن، وفي سن 10 سنوات اشترى له والده بعض الخيول، وقام بإشراكها في المضمار الرملي، وعمل بافيرت كفارس مقابل 100 دولار في اليوم بنوجاليس، قبل أن ينتقل إلى مضمار ليجاليزد، ليحقق أول فوز له في سن 17 عاماً في عام 1970.
وبعد تخرجه في جامعة أريزونا، بدأ في تدريب الخيول، وأظهر نبوغاً مبكراً قبل أن ينتقل إلى كاليفورنيا، وعمل مدرباً في مضمار لوس الاميتوس، حيث تحول إلى تدريب الخيول المهجنة، وحقق أكبر لقب له عبر الجواد "ثيرتي سلو" في سباق البريدرز كب 1992، وتصدر قائمة المكاسب المالية للمدربين أربع مرات.
وحفلت النسخة الـ22 من كأس دبي العالمي بـ 10 مشاهد عززت أغلى الكؤوس في عالم سباقات الخيل، ويأتي في مقدمتها، فوز الجواد "أروجيت" للمرة الأولى بالكأس ليهدي السعودية أول إنجاز في تاريخها عبر مالكه الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود.
ويبرز في المشهد الثاني، إقامة السباق تحت الأمطار والتي استمرت على مدار يومين وأثناء السباقات التسعة، إلا أن اللجنة المنظمة تعاملت مع الظروف الطبيعية بكل سلاسة، ورغم أن الأمطار هطلت بشدة، فإنها لا تتعدى نسبة من 7 – 10 % من القدرة التي يمكن للمضمار أن يستوعبها من الأمطار، حيث إن المضمار يتمتع بتجهيزات على أعلى مستوى من القدرة والكفاءة لمواجهة مثل هذه الظروف المناخية، وأن إمكانياته يمكن أن تستوعب أضعاف مثل هذه الأمطار.
أما المشهد الثالث، فهو إعلان سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، نسخة الخير، ليوجه كأس دبي العالمي رسالة إلى العالم أن الإمارات هي بلد الخير، والأمن والسلام.
ورسم الجمهور الذي حضر الأمسية أجمل المشاهد، حيث تسابق للحضور رغم أن الأمطار كانت تهطل بغزارة، وامتلأت مدرجات ميدان التي تسع لـ60 ألف متفرج بالجمهور، وهناك الكثير من المشاهد الرائعة للجمهور، حيث حرص عدد كبير منهم على ارتداء الأزياء اللافتة للدخول في مسابقة الأناقة والجمال، وهو ما جعل الأمسية أشبه بكرنفال لأزياء الموضة.
ويظهر في المشهد الخامس، حضور نجوم عالميين وعرب من الفن والرياضة وشخصيات سياسية واقتصادية، من بينهم الأسطورة الأرجنتيني مارادونا ومحمود الخطيب، ونانسي عجرم التي حضرت برفقة زوجها، وحسين الجسمي، وغيرهم من النجوم الذين يستمتعون بالسباق.
أما المشهد السادس، فيأتي في فوز "سكند سمر" للشيخ راشد بن حميد النعيمي للمرة الأولى في سباقات كأس دبي العالمي عندما أحرز صدارة الشوط الأول بطولة جودلفين ميل، ليفتتح الانتصارات للخيول الإماراتية في الأمسية، وبعدها توالت التتويجات، حيث فازت الإمارات بصدارة ديربي الإمارات عن طريق "ثندر سنو" لجودلفين، وصدارة شوط دبي شيما كلاسيك عبر "جاك هوبس" لجودلفين.
ويبرز في المشاهد الفنية، غياب الأرقام القياسية عن الأشواط واحتفاظ أصحاب الأرقام السابقة بمكانهم في الصدارة، ورغم المحاولات من جميع الخيول فإن فارق جزء من الثانية حرم الكثير من الخيول من ضرب الأرقام المسجلة السابقة.
ويظهر أبناء الساموراي في الصورة والمشهد الثامن، ورغم ابتعادهم عن منصة التتويج في الشوط الرئيس، فإن "فيفلوس" نجح في وضع اليابان في المقدمة بالشوط السابع في بطولة دبي تيرف، وهو الشوط نفسه الذي انسحب فيه الجواد الياباني "ريال ستيل" قبل السباق بيوم واحد.
وكان المشهد قبل الأخير في الأمسية، هو الحفل الختامي الذي قدمته المغنية الأسترالية سيا، والتي أحيت حفل الختام وهي تخفي وجهها عن الجمهور، مثلما اعتادت في كل الحفلات.
والمشهد العاشر والأخير هو الإعلام العالمي الذي تابع الحدث، والذي لم يكن فقط في ميدان الذي احتشد فيه أكثر من 500 إعلامي من مختلف دول العالم، وتصدرت اليابان عدد الإعلاميين الذين زادوا على 100 إعلامي، إلا أن وكالات الأنباء والمواقع العالمية تابعت السباق ونشرت كل أخباره إلى كل أرجاء المعمورة، وهو المكسب الحقيقي من إقامة سباق بهذا الحجم، حيث نقل صورة حقيقية عن دبي والإمارات بشكل عام.
أرسل تعليقك