الإمارات – محمد القرنشاوى
يستعد المنتخب الإماراتي لكرة القدم بقوة لمواجهة نظيره المنتخب السعودي، الثلاثاء المقبل، على ملعب هزاع بن زايد في العين، ضمن مباريات المجموعة الثانية في الجولة قبل الأخيرة من تصفيات الدور الثالث المؤهل لنهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، وتمثل المباراة أهمية كبيرة بالنسبة للاعبي المنتخب من أجل استعادة ثقة الجمهور مجدداً أو على صعيد المدرب الأرجنتيني إدغاردو باوزا، الذي يتطلع لوضع بصمته على الأبيض بعدما تولى مسؤولية تدريبه خلفاً للمدرب الوطني مهدي علي، الذي قاد المنتخب لتحقيق إنجازات عدة خلال السنوات الماضية.
ويحتاج المنتخب إلى الفوز على نظيره السعودي لرد اعتباره أمامه بعدما كان قد فاز عليه بثلاثة أهداف نظيفة خلال مباراة الذهاب التي أقيمت في مدينة جدة في أكتوبر الماضي، ضمن مباريات الجولة الرابعة في تصفيات المجموعة الثانية، إذ عاد حينها المنتخب بهزيمة ثقيلة تسببت في تراجعه رغم أنه استهل مبارياته في هذه التصفيات في الجولة الأولى بفوز ثمين على المنتخب الياباني في عقر داره، وكان يمكن لهذه البداية القوية أن تفتح شهية لاعبي المنتخب لمواصلة التألق وحصد المزيد من النقاط والمنافسة بقوة في بطاقة التأهل. وتمثل المواجهات بين المنتخب ونظيره السعودي بطولة قائمة بذاتها نظراً للتحدي الكبير بين المنتخبين منذ سنوات طويلة.
ورغم أن فرصة التأهل بالنسبة للمنتخب تقلصت بشكل كبير في أعقاب تعادله في المباراة السابقة أمام تايلاند بهدف لكل منهما في الجولة الثامنة لهذه التصفيات رغم أنه قفز برصيده الى 10 نقاط محتلاً المركز الرابع في ترتيب منتخبات المجموعة خلف منتخبات اليابان وأستراليا والسعودية، فإن كل شيء وارد في كرة القدم، لذا فإن الأبيض مطالب بالفوز في مباراة السعودية من أجل الإبقاء على حظوظه في المنافسة على بطاقة التأهل حتى آخر لحظة، كونه من الممكن أن تحدث أي مفاجآت في هذا الخصوص كما حدث من قبل مع المنتخب الأولمبي الذي كان قد فقد الأمل في التأهل لدورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في العاصمة البريطانية لندن، الا أنه رغم ذلك عاد وتأهل للأولمبياد للمرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات محققاً بذلك مفاجأة كبيرة ونجاحاً تاريخياً غير مسبوق.
وتمثل مباراة السعودية فرصة للمنتخب لتحسين صورته أمام الجماهير والظهور بمظهر مختلف في أعقاب التراجع الكبير الذي شهدته صفوف المنتخب في الفترة الماضية، والصورة المتواضعة التي ظهر بها خلال مبارياته بعدما تعرض للخسارة في أربع مباريات خلال مشواره في هذه التصفيات، فيما فاز في ثلاث مباريات وتعادل في مباراة واحدة، وشكلت الصورة المهزوزة التي بدا عليها أخيراً في مباراته الأخيرة أمام منتخب تايلاند مفاجأة رغم أن الكل كان يتوقع فوزه في المباراة بعدد وافر من الأهداف لتعزيز فرصته في المنافسة على بطاقة التأهل لكأس العالم، ولكن المنتخب فاجأ الجميع بالعودة من العاصمة التايلاندية بنقطة واحدة فقط بعدما فرض عليه المنتخب التايلاندي التعادل في المباراة.
وتعد مباراة المنتخب الوطني المرتقبة مع نظيره السعودي مواجهة كروية ساخنة بين مدرب المنتخب إدغاردوا باوزا ومدرب المنتخب السعودي الهولندي فان مارفيك، إذ إن كليهما يطمح في الفوز خصوصاً أن كل التكهنات والترشيحات تصب في مصلحة المدرب الهولندي، كونه نجح في الفترة الماضية في بناء منتخب سعودي قوي وحقق انتصارات باهرة جعلته ينافس بقوة على بطاقة التأهل لمونديال روسيا. وكان باوزا قد صرح أخيراً بأنه يحترم زميله مارفيك لأنه مدرب قدير وصاحب خبرة إلا أنه لا يخشاه، واصفاً نفسه بأنه هو الآخر مدرب صاحب خبرة وفاز بعدد كبير من البطولات العالمية سواء مع أندية أو منتخبات، وإذا كان عامل الأرض والجمهور مثل السلاح الحاسم في فوز المنتخب السعودي في المباراة الماضية من خلال المؤازرة والمساندة والدعم الكبير الذي وجده المنتخب السعودي من جمهوره، فإن خوض المنتخب لمباراة الإياب على أرضه ووسط جمهوره يعد أحد العوامل المهمة التي تجعل المنتخب يتفوق على نظيره السعودي، خصوصاً أن هذه المباراة تمثل أهمية كبيرة بالنسبة للأبيض الذي يسعى لتصحيح مساره مجددا والعودة الى سكة الانتصارات بعد آخر فوز في هذه التصفيات على العراق بهدفين نظيفين في الجولة الخامسة..
أرسل تعليقك