أكد رياضيون أن النفع الذي سيعود على المنتخب الإماراتي، عقب الرحيل المفاجئ للمدرب الأرجنتيني، إدغاردو باوزا، لتدريب الأخضر السعودي، أكثر من ضرره، مشيرين إلى أن اتحاد الكرة لم يكن مقتنعاً بالمدرب الأرجنتيني، كما أنه ليس المدرب القادر على حمل طموحات الجماهير الإماراتية لإحداث النقلة الكبيرة التي يأملونها خلال الفترة المقبلة، التي ستشهد استضافة الدولة لبطولة أمم آسيا 2019، التي تحتاج إلى إمكانات أكثر مما يملكها باوزا، على حد تعبيرهم.
وقالوا "نملك مدربين عملوا لفترات مع الكرة الإماراتية، ولهم تجارب ناجحة يمكن أن نبني عليها، أمثال الروماني أولاريو كوزمين الذي حقق الكثير سواء مع العين أو الأهلي، وعمره مناسب بالنسبة للمنتخب الوطني، فضلاً عن قربه من اللاعبين، فهو يعتمد على نفسه في الأمور الفنية التي تخص فريقه، وليس مثل باوزا الذي كان اعتماده الأساسي على مساعديه".
وأوضحوا أن "المنتخب الوطني بات في حاجة ماسة إلى مدرب، في أسرع وقت، يتابع مباريات الدوري، ويضع البرامج لإعداد الفريق الوطني لأمم آسيا، وكفانا تعلماً من التجربة السابقة، وما حدث للمنتخب الوطني من مشكلات حينما ظل لفترة من دون مدرب، وما ترتب على ذلك من تبعات سلبية قبل مباراة تايلاند".
وأكد لاعب المنتخب الوطني ونادي النصر السابق، عبدالرحمن محمد، أن خروج باوزا جاء أفضل بكثير بالنسبة له من بقائه مع الأبيض حتى أمم آسيا 2019. وقال "لم يلقَ التعاقد مع باوزا أي قبول وارتياح لدى الشارع عند إعلان نبأ استقدامه لتدريب المنتخب الأول، لأنه لم يكن بالاسم الكبير في عالم التدريب، كما أن تجربته مع المنتخب الأرجنتيني، بكل ما يملكه من نجوم، لم تكن ناجحة بالمرة".
وأضاف "بعد تولي المدرب باوزا مسؤولية المنتخب، في المباريات الثلاث بتصفيات كأس العالم، لم نلاحظ أي تطور على أداء الأبيض مع القيادة الفنية الجديدة، بل على العكس كان واضحاً على المدرب قراءته الضعيفة للمباريات".
وتابع "من وجهة نظري أن التعاقد مع مدرب اقترب من 60 عاماً، لا يحقق الطموح المستقبلي للأبيض، خصوصاً في أمم آسيا التي نطمح فيها للقب، ولن يكون هناك قبول من أحد لأي مبررات غير التتويج بالبطولة التي ستقام على أرضنا وبين جماهيرنا".
وأكمل "خروج باوزا أفاد الأبيض أكثر، وعلى اتحاد الكرة أن يتعلم من تجربة الاختيار الخاطئ لباوزا، فنحن بحاجة إلى مدرب طموح وشاب، نستطيع أن نستثمر فيه على لفترة طويلة حتى 2022، لا أن يأتي إلينا لفترة محددة ويخفق ثم يرحل".
وأوضح "نملك مدربين عملوا لفترات مع الكرة الإماراتية، ولهم تجارب ناجحة يمكن أن نبني عليها، أمثال كوزمين، فهو مدرب حقق الكثير مع العين والأهلي، وعمره مناسب بالنسبة للفريق الوطني، فضلاً عن قربه من اللاعبين". وبدوره قال لاعب المنتخب الوطني السابق، خالد إسماعيل، إن رحيل باوزا يعد أكبر خدمة للأبيض، وأضاف "لا أعرف حتى الآن الأسباب التي على أساسها تم اختيار باوزا لتلك المهمة، فهو بحسب تصريحات المسؤولين عن الاتحاد لم يكن في مقدمة الترشيحات، هذا ربما لا يكون موضوعنا، لكن المدرب أثبت في كل المواقف التي مر بها مع المنتخب الوطني أنه ليس الشخص المناسب لهذا المكان".
وأضاف "لو كان اتحاد الكرة مقتنعاً بهذا المدرب ما فرط في رحيله بتلك السهولة إلى المنتخب السعودي، لكن التفريط فيه لا يعني سوى شيء واحد فقط، أن الاتحاد لم يكن على قناعة بالمرة بهذا المدرب". وتابع "لا أتفق مع من يقولون إن باوزا قد تولى المسؤولية والمنتخب قد فقد حظوظه في التأهل، بل على العكس فإن حلم الوصول إلى كأس العالم ضاع بالتعادل مع تايلاند، والمسؤول عن تلك النتيجة هو المدرب وإعداده الضعيف للأبيض قبل تلك المباراة".
وأوضح "الأزمات المتكررة للمنتخب الوطني، وتحديداً على صعيد الجهاز الفني، صنعها اتحاد الكرة، فهو من تأخر في إقالة المدرب مهدي علي، واختار التوقيت الأسوأ لرحيله، وهو أيضاً من تأخر في توقيت التعاقد مع باوزا، إذ لم يكن من المقبول أن يستمر منتخبنا لمدة 40 يوماً بلا مدرب". وأكمل "للأسف اتحاد الكرة ليست لديه استراتيجيات واضحة لإدارة الكرة الإماراتية عموماً والمنتخب الوطني خصوصاً، وكلامي نابع من وقائع المؤتمر الذي عقده رئيس الاتحاد، مروان بن غليطة، قبل يومين، فلم نستشعر أي شيء إيجابي يخص المستقبل".
وقال عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق والمحلل الرياضي، محمد مطر غراب، أن بقاء باوزا أو رحيله المفاجئ عن المنتخب الوطني، ليسا المشكلة بقدر ما تمثله مشكلة الفراغ الفني للمنتخب الوطني لعدم وجود مدرب على رأس عمله حالياً. وأضاف "المنتخب الوطني بات في حاجة ماسة إلى مدرب في أسرع وقت، يتابع مباريات الدوري ويضع البرامج لإعداد الأبيض لأمم آسيا، وكفانا تعلماً من التجربة السابقة، وما حدث للفريق الوطني من مشكلات حينما ظل لفترة من دون مدرب، وما ترتب على ذلك من تبعات سلبية قبل مباراة تايلاند".
وأكمل "للأسف ليست هناك استراتيجيات واضحة المعالم بالنسبة للمنتخبات الوطنية بشكل عام والمنتخب الأول بشكل خاص، وهذا ما يسبب مشكلات عند أي حالة تغير تحدث للمنتخب". وأكد لاعب المنتخب الوطني السابق، خليل غانم، أن رحيل باوزا لن يؤثر في المنتخب الوطني سلباً، وقال إن "باوزا قضى مع الأبيض فترة قصيرة لا تذكر على الإطلاق، يجب ألا توضع في ذاكرة المنتخب الوطني من الأساس، وأعتبر أن الدروس التي استفدناها من التعاقد مع هذا المدرب كثيرة ومتعددة، إذ يجب أن يُوضع في الاعتبار أن يكون المدرب القادم للمنتخب الوطني على دراية كامل بالكرة الخليجية والآسيوية والمحلية، ويعلم طريقة تعامله الجيد مع لاعبين، لأن هذه الدراية ستكون سبباً مهماً ورئيساً في نجاحه مع الفريق الوطني، خصوصاً في أمم آسيا المقبلة". وتابع: "أرى أن كوزمين أفضل شخص للمرحلة المقبلة لأنه شخص تتوافر فيه هذه الأمور، إلى جانب كفاءته التدريبية العالية، ولا أنصح على الإطلاق بأن نأتي بمدرب جديد".
أرسل تعليقك