دبي - محمود عيسي
فرضت التطورات الجديدة التي صاحبت قضية لاعب النصر فاندرلي، بعد قرار لجنة الاستئناف تثبيت نتيجة مباراة النصر مع العين في الدور ربع النهائي، لمسابقة كأس رئيس الدولة لمصلحة العميد، إثر فوزه في اللقاء بهدف نطيف، خمسة تحديات جديدة أمام اتحاد الكرة، خصوصًا في أعقاب تصعيد نادي العين للقضية وطلبه من الاتحاد عقد جمعية عمومية طارئة لوضع ميثاق شرف للفصل في القضية.
وبات اتحاد اللعبة مطالبًا بمعالجة الآثار التي خلفتها القضية من الجوانب كافة، والتأكيد على أن اللوائح والقوانين الخاصة باتحاد الكرة هي الفصل في مثل هذا النوع من القضايا وقدرة اللجان المختصة على حل المشكلات ومعالجتها تفاديًا لتصعيد القضايا والخلافات الرياضية التي قد تحدث بين أطراف اللعبة، لاسيما أن الاتحاد يراهن في النجاح في عمله على الثقة الكبيرة التي محنتها له الأندية ممثلة في جمعيتها العمومية، التي جاءت بهذا الاتحاد من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها كرة الإمارات.
تغييرات داخلية عاجلة
التطورات الأخيرة باتت تستدعي من اتحاد الكرة إحداث تغييرات داخلية عاجلة، في ما يتعلق بمنظومة عمله الإدارية، لمتابعة تسريع وحسم الملفات القضائية المتعلقة بالنزاعات القانونية في وقت وجيز، والعمل على تطويق أي مشكلات قد تواجه الاتحاد والتصدي لها بكل شفافية والتواصل الإيجابي مع وسائل الإعلام، حتى لا يؤدي ذلك إلى انعكاسات سلبية تضر بخطط الاتحاد، خصوصًا في أعقاب شعار "التطوير" الذي رفعه رئيسه المهندس مروان بن غليطة، خلال حملته الانتخابية في إطار سعيه، لإحداث نقلة نوعية جديدة في اتحاد الكرة، وصولًا إلى ما يحقق الطموحات المنشودة، خصوصًا على صعيد تطوير كرة الإمارات من الجوانب كافة.
تحديث اللوائح
إجراء التعديلات اللازمة على بعض اللوائح القانونية والعمل على تحديثها يعد من المتطلبات المهمة لاتحاد الكرة بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة، بجانب إجراء دراسة خاصة باللجان القضائية في الاتحاد، ومحاولة تغييرها بعد انتهاء مدة عملها، خصوصًا في أعقاب الجدل الأخير الذي أثير بشأن بعض هذه اللجان وإمكانية اختيار بعض الكفاءات القانونية المشهود لها بالخبرة والباع الطويل في هذا المجال لدخول هذه اللجان، حتى تكون أكثر فاعلية وشفافية في الفصل في عملية النزاعات التي تحدث بين أطراف اللعبة المختلفة دون أن تشكل أي جهة في حيادية واستقلالية هذه اللجان.
تفعيل اللجان
رغم أن بعض اللجان المختصة في اتحاد الكرة قامت بأدوار مهمة، ووضعت بصمة واضحة، وشهد عملها حراكاً كبيراً خلال الفترة الماضية، مثل لجنة تطوير أندية الهواة التي يرأسها عضو مجلس الإدارة أحمد المهبوبي، فإنه في المقابل هناك لجان أخرى ظلت غائبة عن المشهد رغم أنه كان يفترض بها أن تكون أكثر فاعلية وإيجابية في مسيرة العمل في الاتحاد بشكل عام، ما يستوجب مراجعة أداء هذه اللجان وإعادة النظر فيها مجدداً، والعمل على إعادة تشكيلها، ومنح رئاستها لشخصيات أكثر قدرة على العطاء والتفاعل الإيجابي مع القضايا حتى لا ينعكس ذلك بصورة سلبية على عمل الاتحاد بصورة عامة، خصوصاً أن بعض هذه اللجان جلبت للاتحاد انتقادات عدة في الفترة الماضية بسبب عدم قدرتها على مواكبة التطورات.
التواصل مع الأندية
الواقع الجديد الذي فرضته التطورات الأخيرة بات يحتم على اتحاد الكرة العمل على تعزيز التواصل مع الأندية بشكل دوري للتعرف إلى آرائها، حتى تشعر هذه الأندية بأن الاتحاد قريب منها، وأنه يقوم بإشراكها في عملية صنع القرار داخل الاتحاد بشكل أو بآخر والتجاوب السريع مع الملاحظات التي تبديها، فضلاً عن القيام بزيارات راتبة لهذه الأندية للتعرف إلى مشكلاتها وأفكارها ومقترحاتها، خصوصًا على صعيد معالجة بعض القضايا التي قد تطرأ على الساحة.
زيادة الاهتمام بالتحكيم
يعد جهاز التحكيم الواجهة الأمامية لاتحاد الكرة، كونه يعتمد عليه في قياس مدى رضا الآخرين عن عمله، نظرًا لدوره الكبير في التأثير في نجاح المسابقات المحلية من عدمه، خصوصًا على صعيد دوري الخليج العربي الذي يعد المسابقة الأبرز في منظومة المسابقات التي تنظمها لجنة دوري المحترفين، فقد تعرض اتحاد الكرة لانتقادات عنيفة في الفترة الماضية نتيجة للأخطاء التحكيمية التي صاحبت بعض المباريات، لذلك فان الجميع يعول على اتحاد الكرة في عملية زيادة الاهتمام بالتحكيم من خلال تطوير منظومته من الجوانب كافة، وتخصيص ميزانيات مالية مقدرة لتأهيل الحكام وتدريبهم وتطوير قدراتهم وتوفير البيئة الملائمة لهم التي تمكنهم من النجاح في مهمتهم في إنجاح المسابقات، خصوصاً في أعقاب الانتقادات العنيفة التي تعرض لها التحكيم في الفترة الماضية
أرسل تعليقك